زمن المعرفة المبرمجة، ذات الأهداف المرسومة والخطط المدروسة، وتسخير المنافذ للتنفيذ تحت مجهر عرض التجارب المختلفة، وتسخير أسرع وأجود الوسائل للشراكة في دمج الخبرات والاستفادة منها لهو عصب نجاح الوقت في اهتبال النتائج المولدة لحصاد من شأنه تعضيد حركة التطور في المجتمعات البشرية تطوراً يقابل عجلات التحديث والإنتاجية والفعالية..

والمجتمع في أي دولة واعية لاحتياجات قطاعاتها لأن تواكب العصر ولا تتخلَّف عنه عليه أن يعي دور تحويل جميع خيوط نسيجه إلى روابط للمعرفة، وأهم المعارف الحديثة مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وأساليب التواصل الفكري والعلمي والاقتصادي، ومن ثم الإنتاجي التربوي والتعليمي والصحي والعمراني والهندسي والاجتماعي، بل الخدمي على أوسع نطاق احتكاك بالإنسان محور الحياة..

ولئن يُعقد مؤتمر في عاصمة البلاد برعاية قائد البلاد عن تحول الوطن كله إلى مجتمع معرفي بدءاً بتقانة الاتصالات فيه، ومن ثم روابطها متعددة المنافذ، ودعمها لكل المرافق، وصلتها بجميع القطاعات على مستوى طرح التجارب، ومن ثم الرؤى عديدة الجهات، مختلفة البيئات التي تجيء منها في أجزاء محيط الأرض، لهي وعمري خطوة ذات أبعاد دلالية لأن يكون لهذا المجتمع معرفة بالمعرفة، ومساس بانتقائية صالحها، وأخذاً بأجود وأتقن وأسرع سبلها لجعل هذا الوطن في مسيرة مواكبة لعصر المعرفة..

على أن طرح خبرات مؤسساته كفيل بمقارنة يقظة بتجارب الآخرين فيه ما يعزز تسديد الحاجة دون هدر على مستويات الوقت والجهد والمادة، تقديراً لقيم تعامل الوسائل الحديثة مع حاجات الإنسان.. أقول هذا على هامش منتدى التقنيات المتقدمة 2009 الذي سيُعقد في الرياض الأسبوع القادم تحت رعاية الملك النابه عبدالله -رعاه الله- الذي أوردت الجزيرة في محلياتها بعدد الأحد أول أمس 23 - 4 - 1430 بأنه سيكون: (تجمعاً علمياً كبيراً يضم نخبة من المختصين والباحثين حول العالم ومن المملكة بهدف التنسيق ودراسة وتحليل متطلبات تسهيل التحول إلى مجتمع المعرفة، والتعرف على دور التقنيات المتقدمة الفعَّال في هذا التحول، مع التركيز على قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كمحرك أساس لتنمية العلوم والتقنيات المتقدمة).