القدس - من بلال أبو دقة
يبدو أن إسرائيل لا تكترث للتهديدات المبطنة التي ترسلها الإدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بخصوص الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، فبرغم أن إدارة أوباما أرسلت رسائل لإسرائيل توضح خلالها بشكل مباشر وغير مباشر أن الفوضى التي ميزت فترة الرئيس الأمريكي المنصرف، جورج بوش طيلة ثماني سنوات انتهت؛ وأنه سيتطلب من إسرائيل الإيفاء بالتزاماتها للولايات المتحدة وإخلاء البؤر الاستيطانية والبدء في التراجع عن الاستيطان وتبني حل الدولتين إذا أرادت أن تحصل على دعم الولايات المتحدة؛ برغم ذلك إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل (تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو) طرح عطاءات لتنفيذ مشاريع (أكبر مخطط إسرائيلي استيطاني منذ النكبة في الضفة الغربية)، بما فيها القدس المحتلة، بكلفة بليون ونصف البليون دولار على مدى خمسة أعوام.
ووفق مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق في القدس المحتلة (خليل التفكجي) يصنف المخطط قيد التنفيذ كأضخم وأخطر المشاريع الاستيطانية التي استهلت الحكومة اليمينية الجديدة أولى مهامها بالمصادقة عليه، بعدما جرى وضع أسسه الهيكلية أواخر عهد الحكومة الإسرائيلية المنصرفة برئاسة، أيهود أولمرت، ويمتد المشروع بحسب التفكجي، من (اللطرون) إلى الجانب الشرقي من القدس المحتلة حتى منطقة (بيت لحم)، ويشمل إقامة بنية تحتية للمستوطنات وسكة حديدية للربط بينها تمتد بين بيت لحم والقدس، إضافة إلى إقامة مصانع خاصة لليهود. غير أن الهدف الأكثر خطورة من وراء المشروع، كما يقول الخبير الفلسطيني، يرمي إلى زيادة عدد اليهود في المدينة المقدسة، عبر إقامة المستوطنات ونقل يهود من منطقة الساحل إلى القدس.