في هذا القرن، وفي عصر العلم والتكنولجيا والتقنية والاتصالات، والاكتشافات البشرية أرضاً وفضاء، في زمن يتميز بالعالمية والقوة العلمية. تنشأ اليوم أحدث جامعة تكنولجية في العالم لقيام اقتصاد معرفي يهدف لتنويع مصادر اقتصادنا الوطني والتواصل بين الحضارات، وفي بلد ينفق جزءاً كبيراً من ميزانيته على التعليم وتطويره، ويضخ مليارات إضافية لهذا الغرض، وتطلق مشروعات وبرامج طموحة وضخمة للتحول إلى مجتمع معرفي ذي قدرة تنافسية عالمية، وتنفيذ المدن الذكية والاقتصادية، واستقطاب واستخدام أفضل التقنيات المتطورة، كما توسيع دور المؤسسات الداعمة للإبداع والتطوير والمبادرة الفردية.
بعد هذا، هل تصدق أن يخرج من يقول وعلانية (إن أبناءه وبناته، ليسوا ملتحقين بالتعليم النظامي في البلاد -ولله الحمد!)، ويبرر.. إن كان هدف التعليم هو الوظيفة فإن هناك من يحمل الماجستير ولا يجد وظيفة، وإن كان الهدف المعرفة والتعليم فهم سيتحصلون عليه! ومن أين؟ من البيت ومن التعليم المنزلي!
ليصبح الجهل وصفاً ب(الشيخ) ورابطة مشجعين مستمرة تزيده إصراراً على الجهل والعناد لدرجة التكفير والخطيئة..، هل تصدق؟!
طبعاً.. هو ليس بحالة نشاز فردية، ولكنه يمثل شريحة تتفاوت في تشدقها وتشددها، ولها الموقف الرافض نفسه للمدارس النظامية الحكومية، تأكيداً ثابتاً على عدم قناعة أصحاب الأفكار المتطرفة والمتشددة بالدولة ومؤسساتها، بل وبنظام دولة خارج حلم دولة الخلافة التي تدغدغ وتطرب خيالهم. إنه عدم القناعة بالتعليم الحكومي وصلاحيته، لأنه بالنسبة له يؤدي إلى تميع الأمة، وفيه مخالفات (شرعية) وخلط الصالح بالطالح، والتعليم المنزلي يؤدي إلى التوجيه الملتزم!
لكن، ما ذنب أطفال ينشؤون في بيئة جهل غير سوية بعيداً عن التعليم والمجتمع؟ لينموا في عزلة وإقصاء عن المجتمع، مجتمع سيجدون أنفسهم بالتالي معادين له، وقد يكونوا إرهابييه المستقبليين والمحتملين.
الطريف أن (الدرويش) كان يتحدث عن مواقفه البطولية في التصدي لمفكرين وإعلاميين، لدرجة إعلانه عدم تردده في البصق عليهم (..)، وحين سأله المحاور الإعلامي عن لطف تعامله مع صحفيات بريطانيات التقاهم سابقاً في المقابل، أنكر أصلاً وأصرّ على أنهم صحفيون، وحين أكد المذيع و(أقسم) وأورد أسماء وشهوداً، لم يرد الشيخ...
الملفت أن أكثر من خفاش ظلامي أصبحوا (مشائخ) ومفتين. ولم يكونوا إلا رؤساء رابطة مشجعين في منتديات الإنترنت، ثم تحولوا إلى مشائخ لهم أتباع ومشجعون وهتيفة، لكن لا بأس، لا بأس أن تظهر هذه الصورة الحقيقية لهم دون تزويق أو تجميل حتى يعرف الناس، عامة الناس، حقيقة الفكر الرجعي دون عمليات تجميل..!
إلى لقاء