Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 

الشيخ سعد بن حمد آل عتيق.. سيرة ومسيرة

 

هو الفقيه الفرضي الشيخ سعد بن حمد ابن الشيخ سعد ابن الشيخ حمد بن علي آل عتيق، من عائلة مشهورة بالعلم؛ فجده الشيخ حمد بن علي كان من كبار العلماء في وقته، وجده الشيخ سعد بن عتيق الفقيه المعروف وقاضي الرياض في زمن الملك عبدالعزيز.

وقد ولد الشيخ سعد في بلدة العمار بالأفلاج عام 1350هـ، وقرأ القرآن على يد عبدالعزيز بن محمد بن سحمان وأخيه عبدالله بن محمد بن سحمان تلاوة، ثم ذهب إلى الرياض لطلب العلم، وبدأ بحفظ القرآن الكريم، وتعلّم الفرائض عند الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وقرأ عليه الاجرومية في النحو.

وفي عام 1371هـ توجّه إلى الدلم ليطلب العلم على يد الشيخ عبدالعزيز بن باز عندما كان قاضياً للدلم، وعندما انتقل الشيخ عبدالعزيز بن باز إلى الرياض توجّه الشيخ سعد إلى الرياض والتحق بالمعهد العلمي بالرياض، ودرس في المعهد العلمي في الرياض على أيدي نخبة من العلماء، وعندما تخرج من المعهد التحق عام 1375هـ بكلية الشريعة بالرياض، ثم تخرج منها عام 1379هـ، وقد طلب العلم على يد نخبة من العلماء غير من ذكرنا سابقاً، وهم: الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبدالرزاق عفيفي وغيرهما.

أعماله:

عندما تخرج عُيّن مدرساً في معهد الأحساء لمدة أربع سنوات من عام 1380هـ إلى عام 1384هـ، ثم انتقل للتدريس في المعهد العلمي في الأفلاج من عام 1385هـ حتى أحيل للتقاعد عام 1410هـ، وقد درس عليه في معهد الأحساء ومعهد الأفلاج مئات من الطلاب نهلوا من علمه الغزير، وقد قام بتدريس علم الفرائض والتوحيد والفقه وأصول الفقه لطلابه في المعهد، وعندما أُحيل إلى التقاعد جلس لتدريس الفقه والفرائض للطلاب ومن يريد، وذلك في المسجد القريب من منزله في ليلى.

وقام بفتح منزله لبعض الخاصة بعد صلاة الفجر لتدريس الفقه وبعض المتون.

صفاته:

كان رحمه الله عالماً ورعاً زاهداً، وكان رحمه الله حريصاً على البُعد عما فيه شبهة، ولا يتسرع في الفتيا إلا بعد طول مشاورة وتأمل، وكان واصلاً لأرحامه، وكان زينة المجالس وعطرها، وكان يزين المجالس بالحكم والمواعظ، وكان فرضياً عالماً بدقائق هذا العلم ومسائله، فقيهاً أصولياً وأديباً بارعاً يحفظ كثيراً من القصائد، وكان يقرض الشعر، وكان واسع الاطلاع في مناحي الفكر والمعرفة، قوي الحفظ والبديهة، وكان لا يمل من كثرة القراءة والمطالعة، وكان - رحمه الله - يبذل النصح لمن يعرف ومن لا يعرف، ولا تأخذه في الله لومة لائم، وله مواقف معروفة ومشهورة، وقد أعطاه الله القبول عند الناس، وكان كريماً سخياً يكرم أضيافه، وكان سخي اليد عفيف اليد واللسان.

وفاته:

تعرّض - رحمه الله - لحادث مروري قُرب منزله بليلى بمحافظة الأفلاج في يوم الأحد الموافق 29-10-1414هـ، وانتقل إلى رحمة الله ليلة الأحد السادس من شهر ذي القعدة من عام 1414هـ وصلي عليه بعد عصر ذلك اليوم في جامع عتيقة بمدينة الرياض، وقد شيع جنازته خلق كثير من العلماء والقضاة وطلابه ومحبوه وعارفو فضله، ودفن في مقبرة العود بالرياض، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن ينزل المطر في ذلك اليوم ولما يكتمل دفنه، وأشار إلى ذلك أحد طلابه وهو الدكتور محمد بن عبدالله الخرعان أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقوله:

بكته السماء لما توسد قبره

وبل الثرى دمع هتون مجلل

فرحمة ربي ما تقاطر غيثه

على جدث أمست له العود موتل

عبدالرحمن بن سعد بن عبدالرحمن آل عتيق

قاضي محكمة البديع بمحافظة الأفلاج العامة

التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد