Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
سبعة عقود في خدمة التراث وتاريخنا الوطني
ورحل أبا حسين عاشق أشيقر ومحب الوطن

 

كتب - محرر الوراق:

بعد صراع مع المرض توفي الشيخ عبدالرحمن بن منصور أبا حسين بعد أن أكثر من إصدار العديد من المقالات في خدمة تاريخنا الوطني وبخاصة تاريخ منطقة الوشم وحاضرته العلمية مدينة أشيقر، أبا حسين المولود في العام 1360هـ لم يحرص على الحضور الإعلامي لكنه كان متميزاً في الحضور التاريخي منذ مرحلة مبكرة من عمره اهتم بالعلوم الإنسانية بشكل عام وبخاصة العلوم الشرعية التي تخصص فيها فيما بعد واهتم بعد تقاعده بأبي العلوم علم التاريخ وفرعه المهم علم الأنساب.

التحق بكتّاب عثمان أبا حسين وهو الكتّاب الشهر في أشيقر في مرحلة الطفولة وعند بلوغه التاسعة درس في الابتدائية الدراسة النظامية ليتخرج من المرحلة الابتدائية في العام 1374هـ.

ودرس المرحلتين المتوسط والثانوي في المعهد العلمي في أواخر الثمانينيات الهجرية حيث كان المعهد العلمي آنذاك أشبه بالجامعة في مواده الدراسية والعلماء الذين يدرسون فيه، ثم ختم ذلك بأخذ الشهادة العالية من كلية الشريعة في العام 1384هـ وبعد مسيرة طويلة في التعليم والتدريس طلب أبا حسين في العام (1415هـ) التقاعد المبكر ليتفرغ لعشقه الكبير العلم والتاريخ، ويقدم للقارئ كتابه الأول الحركة العلمية في أشيقر في الماضي والحاضر وعلماؤه في ستة قرون، وهذا الكتاب يقع في قرابة الخمسمئة صفحة، ثم اتبع هذا الكتاب بكتاب آخر بعنوان أشيقر ماض مجيد وحاضر مشرق. وبين هذين الكتابين قدم العديد من المقالات كان لهذه الصفحة وراق الجزيرة نصيب طيب من كتاباته جلها في الحديث عن إقليم الوشم فقد كان رحمه الله مؤمناً بالتخصص الذي يخدم الموضوع.

وعلى صعيد الصفات فقد كان محباً للشعر والأدب ويقول الشعر بشقيه الفصيح والشعبي، كما أن الله رزقه حسن الخط، وفي السنوات الأخيرة من عمره توجه توجهاً كبيراً إلى جمع الكتب إلا أن ضعف البصر في آخر عمره أعاقه عن القراءة، وأبا حسين معروف بعدم الخوض فيما لا يعنيه مبتعداً عن الحديث في الآخرين بل جل حديثه فيما يحسنه، مع أنه في مجالسه الخاصة ومع بعض محبيه كان يستمتع برواية القصص القديمة، والتي تدخل السعادة على الآخرين، ومن ضمن الموضوعات التي كان يستمتع بالحديث فيها تاريخ هذا الوطن المعطاء وبخاصة تاريخ نجد بشكل عام والوشم بشكل خاص.

بقي أن يعلم القارئ الكريم أن أبا حسين كان يعد لمشروع علمي كبير إلا أن المنية دهمته قبل إكماله، هذا المشروع يتلخص في جمع تراجم وسير وأخبار المتميزين من الوهبة من بني تميم، وقد وضع أساسات هذا المشروع وجمع شيئاً لا بأس به من التراجم.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد