Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
في مسجدنا فاسق
منصور بن صالح اليوسف

 

نشرت الصحف أخيراً خبراً مفاده: أن الجهات الأمنية قد ضبطت أحد العاملين الوافدين في أحد المساجد في البطحاء بمدينة الرياض والذي يقوم بعملية تنظيف المسجد والمعروف لدى العموم بفراش المسجد وقد استخدم الغرفة التي بناها في سطح المسجد ليمارس فيها الرذيلة والفسوق من خلال إيوائه بعض الخادمات الهاربات في هذه الغرفة والقوادة عليهن من أبناء جلدته وغيرهم، إضافة إلى ضبط جهاز فيديو وأشرطة خليعة.

ولا شك أن الأجهزة الأمنية تقوم بجهود جبارة في هذه البلاد هي محل تقدير الجميع من مسؤولين ومواطنين، حيث لم تكن هذه العملية النوعية إلا واحدة من العمليات التي لا تعد ولا تحصى لأجهزة الأمن المختلفة في المملكة والتي تميزت في السنوات الأخيرة تميزا يسجل لهذه الجهات الأمنية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والتي جعلت المواطن ينام قرير العين وذلك بوجود عيون ساهرة على أمنه وراحته.

إن الدولة تولي المساجد عناية خاصة وعلى رأسها الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة من خلال بنائها وتجهيزها وصيانتها وتعيين الأئمة والمؤذنين والفراشين وغيرهم. ولا يقتصر دور الدولة ممثلا في وزارة الشؤون الإسلامية على ذلك فقط، بل تقوم بالإشراف على المساجد وإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم وإلقاء الدروس المحاضرات وغير ذلك مما يساهم في توجيه الناس إلى الخير والعمل الصالح وتحذيرهم من الشر والعمل الطالح.

ولو حللنا هذه الجريمة لوجدنا أنها جريمة نكراء بسبب وقوعها في مكان مقدس وبيت من بيوت الله وضع للعبادة وإقامة الركن الثاني من أركان الإسلام وهو الصلاة. ومع أن هذه الجريمة نادرة الحدوث إلا أن الفساق والعصاة لا يتورعون في فسقهم وفجورهم حرمات الله وحدوده. ففي نهاية القرن الماضي استغل جهيمان ومن معه الحرم المكي الشريف في فتنته المعروفة. كما استغلت الفئة الضالة في السنوات الأخيرة الحرم نفسه مكانا لمخططاتهم الإجرامية.

إن هذه الجريمة توحي بأن هناك خللا في الرقابة على العاملين بهذه المساجد خاصة العمالة الوافدة والتي لم يتثبت من سلوكياتها. وأعتقد أن دور الإمام ينبغي ألا يقتصر على إمامة المصلين فقط حيث إنه المسؤول الأول عن شؤون المسجد والعاملين فيه. ولا شك أن الرقابة تأتي من أهم مسؤوليات الإمام ولو كانت فعالة لما استطاع هذا الفراش أن يمارس الرذيلة في هذه الغرفة مدة ليست بالقصيرة. إن هذه الجريمة جريمة خطيرة وينبغي أن لا تمر دون أخذ العبرة والحيطة واستنتاج الدروس. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

- عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة




التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد