Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
هل ستعود بعدك في عيني... الدنيا كما كانت؟
ابنتك - خلود منصور عبدالغفار

 

لم أكن لأتجرأ وأخط كلماتي، أبى أن يطاوعني قلمي طوال الشهور الماضية فأي كلمات تعبر عما بداخلي.. وأي عبارات تلك التي تطاوع ألمي وحزني وأي رثاء يوفيك حقك، فمصابي بفقدانك عظيم وبرحيلك توقفت عقارب الزمن فلم تعد الدنيا في عيني كما كانت، لا أدري أأبكي طفولتي المدللة؟ أأبكي صباي الحالم؟ أأبكي شبابي وأحلامي وآمالي التي جعلتها طوع أناملي؟؟ فكل ما أريد حقيقة وليس حلما فأنت أبي.. كنت دائما أتلهف شوقا للقاء بك في نهاية الأسبوع، لأعيش تفاصيل أبوتي معك فأنت غائب عنا لتؤدي واجبك تجاه الوطن كعضو في مجلس الشورى وواجبك تجاه أسرتك لنكون فخورين بك وبتفانيك في العمل وإخلاصك في كل ما أسند إليك من مسؤوليات فكنا نراك رمزاً للعطاء ضارباً جذوره في عمق كل فرد منا.

كنت أتساءل دائما من أين أستمد قوتي واعتزازي من بعد إيماني بالله عز وجل؟ ولم أتردد أنها (منك) كنت تجعل ابتسامتي وراحتي أملاً لك وكنت مثالاً رائعاً للأب لي ولإخوتي.. الأب الذي يعلم ما بداخلنا وما تخفيه أعيننا وحتى ما يسعدنا أو ما يكدرنا فوجدت ووجدنا الحياة ولله الحمد رضا وسعادة، كل فرد منا يمثل نجما في سمائك، له بريق بداخلك، لم تتوقف يوما عن العطاء ولم تطلب المقابل بل كنت لا تجد ضالتك حتى تقضي حوائجنا، وتضيق بك الدنيا أن غابت عن أحدنا البسمة.. كنت أتحاشى أن تعلم أو تشعر بألمي أو تعبي فأكون على يقين وقتها بأن الراحة ستفارق بالك حتى تعلم ما بي وتنقلب موازين يومك إلى أن ارتاح وكنت أنتظر متأملة رحلة العطاء لتعود إلي ولكن طال انتظاري هذه المرة ورحلت عني إلى الأبد.

أبي الحبيب..لا أعلم أأبكيك لفراقك وشوقي لك اليوم أم شوقي لك في غد لا أعلم كيف سأكون فيه من دونك؟ أم أبكيك شوقا قديما اختلج في صدري لسنين كنت أتوق فيها لحضنك وابتسامتك ومداعبتك لي؟؟

أبي الحبيب لن أستطيع ما حييت وما كتبت أن أوفيك حقك فقد كنت نعم الأب والصديق والحبيب ولن أنساك ما حييت ولن أجد لشوقي مخرجا ولا لحزني مرقدا سوى دعائي لك بعدد أنفاسي ومازلت مقصرة (إلهي اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأنر قبره واسكنه فسيح جناتك في الفردوس الأعلى.. إلهي لا تجعلني مقصرة في حقه فلم يقصر يوما في حقي.. إلهي أرض لي ما يرضيه عني فهو أحب لي الخير والصلاح دائما.. إلهي إن فاجعة فقده كبيرة وموجعة فأبدلني في فاجعتي طمأنينة على قلبي.. أبي.. أحبك ولن أنساك أبدا ولا أعلم هل ستعود في عيني بعدك الدنيا كما كانت؟ لا أعلم هل سأرى الدنيا بألوانها كما كانت؟ هل ستعود لي ابتسامتي التي أحببتها يا أبي؟ وهل ستدخل قلبي السعادة التي تمنيتها لي دائما يا أبي؟

أبي، عزائي قضاء الله وقدره وسنة الله في خلقه.. عزائي فيك ما تركت من كريم السيرة وجميل الخلق، عزائي فيك حب الناس لك واحترامهم وتقديرهم، عزائي أنني ابنتك التي ستظل فخورة بك دائما وأبدا.. كنت عالية الرأس بك في حياتك والآن هامتي أعلى فأنا ابنة الرجل صاحب السمعة الطيبة صاحب القلب الكبير الذي وسع القريب والبعيد، عزائي بفضل الله أمي وإخوتي وأهلي وأحبتي يشدون أزري ويكونون لي عونا على فراقك، عزائي أنني امتدادك، وسنسير على خطاك كما ربيتنا، سأترك لك ما تسعد وتفخر به إن شاء الله.. أحبك ولن تفارقني ما حييت فأنت بداخلي وأنت داخلي وفي روحي وأنت روحي وفي فكري دائما وأبدا.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد