لا شك أن صدور قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء إضافة لمهام عمله وزيراً للداخلية إنما هو قرار أكثر من رائع وقرار حكيم وقرار صائب يصب في مصلحة الأمة إن شاء الله.
فتعيين سموه الكريم هو في حد ذاته ينطلق من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فهو رجل الأمن الأول في بلادنا والذي حماها بعد الله برجال أمنه البواسل من انتشار ظاهرة الإرهاب في مجتمعنا السعودي واستطاع بفكره النير وحنكته العالية وسياسته الرائعة في التعامل مع قوى البغي والطغيان ومع الفئات الضالة المنحرفة فكرياً والتي كفرت الحكومة والشعب السعودي فحاولت تدمير المجتمع والقضاء على منجزاته ونشر القتل والفتنة بين أركانه باسم الإسلام والإسلام منهم براء كما أن سموه استطاع أن يتعامل مع كافة القضايا الأمنية والحد من الجرائم الجنائية وتهريب المخدرات وترويجها وتوزيعها بين الشباب وأفراد المجتمع كافة والقبض عليهم وتطبيق شرع الله فيهم فأصبح الأمن ولله الحمد ملازما للمواطن السعودي وذلك ليس بغريب فقد عرف الأمن في مملكتنا الغالية منذ توحيد المملكة على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه حتى أصبحت بلادنا مضرب المثل في الأمن ولم يتزعزع الأمن في بلادنا ولله الحمد منذ عشرات السنين سواء كان ذلك في أمن الطرق أو سلاح الحدود أو الجمال أو مكافحة المخدرات وعلى جميع منافذ المملكة وذلك لما يمتلكه سموه من خبرات تراكمية في مجال الداخلية وللسنوات الطويلة التي قضاها في هذا المجال وما زال يمارسها بفكره النير وعبقريته الفذة.
وكما هو معروف بأن التنمية لا تتطور في جميع مجالاتها سواء كان ذلك في مجال الاقتصاد أو مجال التجارة والصناعة والاستثمار وغيرها من وسائل النمو إلا بوجود صفة الأمن وإذا انتزع هذا الأمن انتشرت الفوضى وعم الفساد والقتل وضياع الحقوق وتراجع الاقتصاد وفرص النمو في البلاد وتعطلت مصالح العباد في مجالات التعليم وتوقفت.
فسموه يعمل دائما على ترسيخ الأمن الفكري والاستقرار الاجتماعي وعلى حمايته من الانحراف والغلو التطرف التي تؤدي إلى المزيد من الأعمال الإرهابية بالأمن طلب حيوي للمواطن والمقيم فلا تستطيع المجتمعات العيش بسلام في ضياعه ومتى اطمأن الناس في بيوتهم وأعمالهم وطرقاتهم فإنهم سيسعون لتحقيق أهدافهم التعليمية والثقافية والاجتماعية وغيرها من مناشط الحياة.
كما أن التعامل مع المجرمين والمنحرفين والمتطرفين الحكيم من سموه ساهم في القضاء على ظاهرة الإرهاب والقبض عليهم في أوكارهم ومصادرة ما يمتلكونه من أموال كانت مخصصة للمزيد من هذه الأعمال الدنيئة التي لا ترضي الله ولا ترضي رسوله.
ومن الملاحظ أن معظم دول العالم أشادت بالتجربة الرائعة لوزارة الداخلية بعمل لجان المناصحة للذين اتخذوا طريق الغلو والتطرف فعاد الكثير منهم عنه وسلموا أنفسهم طواعية وتراجعوا عن فكرهم التكفيري وعرفوا أنه طريق للضلال والدمار خسران الدنيا والآخرة.
واختيار سموه لم يأت من فراغ فهو رجل صقلته التجارب ورجل دولة من طراز رفيع يتمتع بكثير من الحب من شرائح المجتمع وتطلع بميزة فريدة تكمن في حضوره الإعلامي ونجاحه سنوياً في إدارة مسيرة الحج من بدايته لنهايته والوصول به إلى بر الأمان ويشهد له بحنكته الجميع في إدارة الأزمات مهما كانت جسيمة وكبيرة.
ندعو له بالتوفيق إن شاء الله وأن يعينه على مسؤولياتها الجسام.
* مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بفرع
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة