يظل التعاون هو الأسلوب الأمثل للرقي بالمجتمعات، ولتحقيق النجاح في الحياة كلها، ولا يكون التعاون أسلوباً مطبقاً في حياة البشر إلا إذا كانت النفوس مهيأة للقيام بأعبائه، والسعي إلى تحقيقه، والصبر على تطبيقه، الإنسان المتعاون إنسان سوي، سليم الصدر، مستقر الضمير، محب للناس، ولعمل الخير، ولتحقيق الوئام والتعاون.
|
يبدأ تطبيق التعاون من الأسرة نواة المجتمع، وتتسع دائرته إلى المجتمع، ثم الوطن، ثم الأمة، ثم العالم بأكمله.
|
ولا يكون التعاون مثمراً نافعاً إلا إذا كان على الخير، وما فيه المصلحة العامة، والفائدة المرجوة، وهو التعاون الخيّر الذي يرقى بحياة الفرد والجماعة، ويحمي المتعاونين من سطوات أهل الشبهات والشهوات، ودعاة الباطل المتعاونين على الإثم والعدوان.
|
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وحينما نقول التعاون المثمر، فإنما نقصد التعاون على البر والتقوى، الذي يبني الحياة، ويدفع بإذن الله الضرر ويبعد الإنسان عن الإساءة إلى الآخرين، وهذا التعاون مطلب شرعي، وحاجة اجتماعية، وهدف إنساني نبيل، دعا إلى هذه المقدّمة عن التعاون المثمر ما سمعته عبر الإذاعة من حديث رئيس جمعية حماية المجتمع من (القات) في جازان، فقد تحدَّث عن الجمعية التي أُنشئت منذ سنتين حديثاً جميلاً أشار فيه إلى أنها تهدف إلى التعاون على البر والتقوى، وتسعى إلى حماية المجتمع من آفة (القات) التي يتهاون بها كثير من الناس مع أنَّ لها آثارها السلبية على الإنسان وأسرته ومجتمعه، وما راءٍ كمن سمعا، فالذين يعيشون في وسط المشكلة هم الذين يدركون أبعاد آثارها السيئة، وتحدث عن أثر جميل لجهود هذه الجمعية القائمة على الدعم الرسمي من جانب، وعلى التعاون المثمر بينها وبين أفراد المجتمع من جانب آخر، وقال إن ثمرة هذا التعاون واضحة في الآثار الإيجابية التي يلمسها كثير من الناس المتعاونين مع هذه الجمعية والمتعاملين معها.
|
إن هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات المباركة التي تنتشر في بلادنا من أهم نماذج التعاون المثمر على البر والتقوى، والتكاتف الواعي الذي يواجه به المجتمع كثيراً من المظاهر السلبية التي يروج لها المتعاونون على الإثم في هذا العصر وما أكثرهم.
|
ولعلَّ من المناسب هنا أن نوجّه دعوة إلى أرباب الأسر، والمسؤولين عن التربية
|
والتعليم والعلماء والدعاة والمصلحين رجالاً ونساءً أن يمدوا جسور التعاون الذي لا ينقطع مع هذه الجمعيات التي تكافح بعض المظاهر السيئة في مجتمعنا المسلم المحافظ، كما نوجّه دعوة خاصة إلى وسائل الإعلام المختلفة أن ترفع شعار (التعاون على البر والتقوى) وهو شعار إسلامي رفيع المستوى، ينطلق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، في مواجهة الشعار الآخر المنطلق من مدرسة الشيطان وأعوانه من الإنس والجن، ألا وهو شعار (التعاون على الإثم والعدوان)، فإن دور وسائل الإعلام - كما نعلم - دور خطير، وحساب من ينحرفون به عن الحق والخير عند الله سبحانه وتعالى حساب عسير.
|
|
يرفع الله شأن كل تقيٍّ
|
ويسوق الدّمار للمرتابِ
|
|