الجزيرة - جمال الحربي- تصوير - التهامي عبدالرحيم
(رب ضارة نافعة لصالح أشياب مياه شرق الرياض!!) هذا ما أكده تدافع أكثر من (المليون وثمانمائة ألف) من المتضررين لانقطاعات المياه والذين يمثلون سكان أحياء شرق الرياض منذ 40 يوماً على أشياب وصهاريج المياه لانقطاعها عن منازلهم، (وتزامن ذلك مع تأكيد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين خلال افتتاح مشاريع شركة المياه والكهرباء في الرياض على إنهاء مشاكل انقطاعات المياه وعدم تكرار أزمة صيف العام الماضي)، فمنذ حلول عام 2009م خسر هؤلاء السكان ما يقارب (3825000) ريال لشراء صهاريج المياه المنقذة لهم من الجفاف حيث تراوح سعر صهريج الماء (وايت عايدي) 72 ريالا (وايت سكس) 108 ريالات، وأرجع عدد من المواطنين المتضررين سبب هذه الانقطاعات إلى لعبة اتفاقية للمصالح الشخصية بهدف الربح جراء بيع هذه الصهاريج على المتضررين وإلزامهم بالتدافع عند أشياب المياه ولاتزال هذه الظاهرة تعانق هؤلاء السكان ففي الأمس الأول القريب تجولت (الجزيرة) لترصد معاناتهم.
محمد بن خالد: (معاناتي بدأت مع حلول هذا العام فتقطعات المياه المتتابعة كلفتني الكثير وذهب راتبي الشهري إلى مكاتب أشياب المياه جراء طلب صهريج الماء كل يومين بعد انقطاع الماء عن منزلي بلا أسباب واضحة).
ومن جانبه شبه ماجد السهلي هذه الانقطاعات بالمهزلة التي ليس لها مبرر وقال: إن بعض المواطنين يشبه وضعي المادي حيث أجد صعوبة بدفع قيمة صهريج الماء بعد انقطاعه عن منزلي مضيفاً ارتاد شيب الماء منذ أربعين يوما لأنقذ أطفالي من العطش.
وتحدث بندر الزهراني قائلاً: هذه الانقطاعات أشبه بلعبة تجار لهم مصالح خاصة بينهم، مضيفاً بأن مدير مكتب الشيب في حي إشبيلية بعد سؤاله عن دخله يوم واحد منذ بدء هذه المشكلة من قيمة صهاريج المياه أكد بأن ما يقارب 180 ألف ريال وزاد الزهراني لم نجد تجاوباً من مكاتب خدمات العملاء التابع لشركة الوطنية للمياه.
وناشد خلف العنزي أولياء الأمور والمسؤولين وضع الحلول لهذه المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع وقت، مضيفاً أنا من سكان حي اليرموك انقطعت المياه عن الحي الذي أسكن فيه منذ ما يقارب شهر وعند مراجعة مصلحة المياه ومكاتب خدمات العملاء وبعد تحويل من مكتبٍ إلى آخر بدون جدوى وفائدة توجهت إلى أشياب المياه القريبة لأحظى برقم صهريج قريب قبل الازدحام لأنقذ أسرتي من العطش.
وعبر عبدالله السويلم عن معاناته قائلاً: انقطاع المياه في عاصمة المملكة كارثة كبرى ونقل صهاريج المياه إلى المنازل المتضررة ليس بحل للمشكلة، وأكد السويلم عدم تجاوب سنترال الهاتف المجاني التابع لطوارئ انقطاعات المياه وناشد المسؤولين سرعة وضع الحلول قبل وقوع كوارث أكبر من ذلك.
وأبان صخر المخلفي أنه ينتظر دوره لأخذ صهريج الماء إلى منزله الجاف منذ 12 ساعة في شيب مياه إشبيلية وقال: إن الشيب يكتظ بالمراجعين على مدار 24 ساعة دون أن يقفل لكثرة الطلبات على المياه وكثرة رواد الشيب.
وأجمعوا في حديثهم ل(الجزيرة): أن ما أكده وزير المياه والكهرباء من إنهاء مشاكل تقطعات المياه في إحدى المناسبات لم يمثل على أرض الواقع مضيفين نحن نتكبد العطش.
إلى ذلك أرجع مدير وحدة عمل مياه مدينة الرياض في شركة المياه الوطنية المهندس نمر الشبل في حديثه ل(الجزيرة) هذه الانقطاعات إلى وجود بعض أعمال الصيانة الطارئة في محطات التحلية في الساحل الشرقي وسوء الأحوال الجوية التي عانت منها مدينة الرياض وقال الشبل: إن ارتفاع الطلب على المياه في أحياء شرق الرياض يعود إلى عدة عوامل منها في المقام الأول الأحوال الجوية التي تمر بها المدينة مع تزامن دخول فصل الصيف والعواصف الرملية التي عصفت بالرياض إضافة إلى محدودية المياه الواردة لمدينة الرياض من محطات التحلية بالساحل الشرقي لوجود بعض أعمال الصيانة الطارئة وتقوم الشركة الوطنية للمياه بالتنسيق بشأنها مع المختصين بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لحل المشكلة وللعودة سريعاً إلى معدلات الضخ الطبيعية مع حجم المياه التي يتم ضخها لمدينة الرياض من محطات تحلية مياه الساحل الشرقي.
وأكد الشبل أن وزارة المياه والكهرباء ستقوم بإيجاد مصادر مياه إضافية وسيبدأ إنتاجها مطلع الشهر القادم وسيعلن عنها خلال أسبوع وقال بأن الشركة الوطنية للمياه ستعمل على سرعة إنجاز مشاريع تدعيمية لشبكات المياه في الرياض وجدة الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين ضخ الكميات المناسبة من المياه للعملاء.