الجزيرة - وكالات:
توقع صندوق النقد الدولي أن تستمر الأزمة الاقتصادية الحالية مدة أطول وأن تكون أكثر شدة من سابقاتها وأن يلي ذلك انتعاش بطيء خلافاً لعدد كبير من خبراء الاقتصاد الذين يأملون نهوضاً قوياً بعد الانكماش الحاد في الاقتصاد العالمي. وتأتي استنتاجات صندوق النقد العالمي من مقارنة تاريخية مع أكثر من 120 أزمة أخرى وقعت في العالم منذ الستينيات.
والنتيجة الرئيسة لهذه الدراسة الواردة في تقرير الصندوق حول (الآفاق الاقتصادية العالمية)، تتلخص في أن (مصادفة حصول أزمة مالية وانكماش عالمي في الوقت نفسه سيؤدي على الأرجح إلى تراجع في الإنتاج خطير وطويل الأمد بصورة غير اعتيادية).
وفي الولايات المتحدة كما كتب صندوق النقد الدولي (توجد أدلة على حلقة سلبية بين أسعار الأصول والتسليف والاستثمار, وتعد عادية أثناء فترات انكماش خطيرة مصحوبة بأزمات مالية). وفي بقية أنحاء العالم (تتزامن فترات الانكماش بقوة أيضاً ما يؤدي إلى مزيدٍ من الصعوبات حيال آفاق تسجيل نهوض طبيعي). ولا يجازف معدو هذه المقارنات في تحديد أي موعد لبدء النهوض الاقتصادي.
لكن الخبير الاقتصادي ماركو تيرونس أحد المشاركين في الدراسة يرى (أنه أثناء فترة انكماش ناجمة من أزمة مالية ومصحوبة بأزمة متزامنة عالمياً، فإن المقارنات التاريخية تدل على أنه يتعين قرابة ثلاثة أعوام ونصف العام للعودة إلى مستوى الإنتاج السابق). وسينشر صندوق النقد الدولي الثلاثاء المقبل توقعاته المفصلة للاقتصاد العالمي والدول الكبرى.
في مارس توقع الصندوق نسبة تقلص تصل إلى 1% ولهذه السنة في إجمالي الناتج الداخلي العالمي، ونسبة تتراوح بين 3% و3.5% في إجمالي الناتج الداخلي للدول المتقدمة.
ويرى الصندوق (أن تراجع تدفق الرساميل الموجهة إلى الدول الناشئة قد يدوم) إلى ما بعد الأزمة الحالية (بالنظر إلى مشاكل الملاءة التي تواجهها البنوك في الدول المتقدمة التي تقدم لها تمويلات ضخمة).
وأبدى صندوق النقد الدولي قلقه حيال الوضع بالقول (إن الدول الناشئة في أوروبا وبالنظر إلى قوة تعرضها، قد تواجه انهيار ثقة بشكل كبير).
وأطلق صندوق النقد الدولي (مؤشر التوترات المالية في الدول الناشئة)، وإعادة إلى 1996 وقد بلغ هذا المؤشر أوجه في الفصل الرابع من العام 2008 قبل أن يتراجع بشكل طفيف في الفصل الأول من 2009 .
من جهة أخرى قال جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي الجمعة إن الاقتصاد العالمي يواجه عاماً صعباً لكنه سيبدأ في الانتعاش في عام 2010 وسط دلائل على أن الأزمة تجاوزت أسوأ مراحلها.
وقال تريشيه في كلمة ألقاها في طوكيو (الثقة اليوم تعتمد بالتساوي على دقة قراراتنا في هذه المرحلة وعلى قوة سياسات الخروج من الأزمة)، وأضاف أن البنك المركزي الأوروبي سيتخذ قراراً الشهر المقبل بشأن أساليب غير تقليدية لدعم الاقتصاد.