د. حسن الشقطي
رغم الجني الطبيعي للأرباح في نهاية الأسبوع، فقد أغلق مؤشر السوق عند 5377 نقطة رابحاً حوالي 338 نقطة أو ما يعادل 6.6% في ضوء 5 جلسات صعود متتالية من السبت وحتى الثلاثاء.. ورغم أن السوق أنهى أسبوعه على تراجع بحوالي 67 نقطة، إلا أنه تمكن من إنهاء أسبوعه على ربحية كبيرة في ضوء التفاؤل الذي أعاد للسوق حيويته وصدارته على مستوى كافة أسواق الاستثمار المحلية.. ويتفق الجميع على أن نتائج الأعمال الإيجابية للمصارف (وعلى رأسها الراجحي وسامبا) تعتبر المحفز الأول لهذا المسار الصاعد، الذي دفع البعض من المتابعين إلى التساؤل حول إمكانية ملامسته لمستوى 6000 نقطة خلال الأيام المقبلة؟
نتائج إيجابية للمصارف
أعلنت ستة بنوك عن نتائج أعمالها خلال الربع الأول، فقد بلغ صافي ربح مصرف الراجحي حوالي 1732 مليون ريال، مقابل 1602 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق وذلك بارتفاع قدره 8.1%.. كما أعلنت مجموعة سامبا المالية عن تحقيق أرباح صافية بلغت 1.3 مليار ريال للربع الأول بزيادة 6% عن أرباح الربع الأول لعام 2008م البالغة 1.2 مليار ريال.. كما أحرز البنك العربي الوطني أرباحاً للربع الأول بلغت 695 مليون ريال بارتفاع نسبته 4.4% عن الربح المماثل من العام الماضي.. كما ربح ساب 760 مليون ريال، مقابل 757 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق بارتفاع قدره 0.4%.. أما البنك السعودي للاستثمار، فقد بلغ صافي ربحه خلال الربع الأول 241 مليون ريال مقابل 258 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض قدره 6.6%.. أما بنك البلاد، فقد بلغ صافي ربح الربع الأول 22.4 مليون ريال مقابل صافي ربح للربع المماثل من العام السابق 50.8 مليون ريال وبنسبة انخفاض بلغت 56%.. أي أن أربعة من المصارف الكبرى حققت ارتفاعاً في أرباح الربع الأول عن الربع المماثل، في حين أن اثنين منها تراجعت أرباحها.
التجميع الاستبقائي في المصارف يرفعها 39% في شهر
دائماً المحفزات الإيجابية تصل إلى كبار المستثمرين قبل صغارهم، ودائماً ما يكون هؤلاء على موعد بالدخول والتجميع قبل غيرهم، وعندما يكتمل تجميعهم يصبح المسار الصاعد حقيقياً وقوياً.. وحتى الآن غير معروف السبب الرئيس وراء الدخول والتجميع القوي في البنوك ليس الآن ولكن منذ منتصف مارس الماضي، أي منذ شهر تقريباً.. فلو عدنا للوراء قليلاً ولاحظنا حركة التداول على القطاع المصرفي وربطنا بينها وبين نتائج أعمال المصارف التي أعلنت تباعاً خلال الأسبوع الأخير لعرفنا بما لا يدع مجالاً للشك بأن شريحة كبيرة من المستثمرين بالسوق كانت إما تتنبأ أو تعلم يقيناً بأن نتائج أعمال المصارف الكبرى تحديداً ستكون إيجابية وأنها ستمثل حافزاً كبيراً لقيادة المؤشر إلى ما فوق 5000 نقطة.. بدليل أن الكميات المتداولة على المصارف ارتفعت فجأة من 16 مليون سهم في 1 إبريل إلى 66 مليون سهم في 4 إبريل من هذا العام.. بالطبع أن هذه الزيادة ليست بالصدفة وغير عشوائية، وإنما حدثت نتيجة توجهات أو تنبؤات بأن قطاع المصارف لديه أخبار محفزة.
بنكا سامبا والراجحي يربحان نسباً تفوق 40% خلال شهر
البعض يعتقد أن الصعود القوي حدث للمؤشر خلال الأسبوعين الأخيرين بقيادة المصارف، ولكن الحقيقة أن قطاع المصارف بدأ رحلة صعوده بشكل غير ملحوظ منتصف مارس الماضي.. فسهم الراجحي ربح خلال الشهر الأخير حوالي 46.4%، في حين ربح سامبا حوالي 43%.. ويحدث هذا رغم وجود أكثر من رابح آخر في القطاع، على رأسهم البنك العربي الذي ربح نسبة 50%، والجزيرة الذي ربح 47%، وساب الذي ربح 44%.
سابك على المحك
لا تزال هواجس الخوف من صفقة جنرال إلكتريك تمثل ربما المصدر الوحيد للمتداولين في السوق في أن تتسبب في انكسار حدة المسار الصاعد الحالي.. إلا أنه توجد العديد من الجوانب التي تنفي فرضية أن تتسبب هذه الصفقة في تعكير جو مسار السوق ككل، أبرزها أن الأجواء الاقتصادية العالمية بدأت تتحسن تجاه استعادة الطلب وبالتالي ربما تأخر أو تحسن بعض التداعيات السلبية على منتجات جنرال إلكتريك التابعة لسابك.. والتعويل هنا على قدرة شركة سابك على موازنة القطاعات الخاسرة بأرباحها في قطاعات أخرى.. وسابك اليوم وغداً ستكون واقعة تحت تأثير عنصرين: الأول مستوى السعر العالمي للنفط، والثاني نتائج أعمال جنرال إلكتريك.. وصعود الأول يعتبر كافياً لموازنة أية خسائر ناجمة عن العنصر الثاني.
شركتا تأمين تربحان أعلى من 230% خلال 3 شهور
عادت من جديد طفرة الصعود القوي لشركات التأمين لسابق عهدها القديم.. فخلال الشهور الثلاثة الأخيرة ربحت أسيج 247% في حين ربح ساب تكافل 232%.. فباستثناء سهمي ملاذ والهندية خرجت كافة شركات التأمين رابحة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.. والملفت للنظر أن كافة مستويات ربحيتها جاءت مرتفعة.. لذلك، فقد ربح قطاع التأمين نسبة وصلت إلى 40% خلال هذه الفترة.. وبالطبع أن ربحية هذه شركات التأمين تُعتبر الآن مؤهلة للارتفاع، وبخاصة مع استمرار المسار الصاعد لمؤشر السوق.. وينبغي لنا أن نعرف أن الزيادات الكبيرة لشركات التأمين حدث معظمها خلال الأسبوعين الأخيرين.. أما المفارقة الغريبة فهي أن هذه الزيادات في أسعارها حدثت رغم أن غالبيتها تقع ما بين مكررات ربحية سالبة ومكررات ربحية مرتفعة جداً فوق مستوى 200 مرة (باستثناء التعاونية وإعادة).
هل الارتداد الحقيقي للمؤشر مرتبط بمرور فترة زمنية معينة؟
من الشائعات التي كثرت خلال الآونة الأخيرة، هي انتشار شائعة أن الارتداد الحقيقي للسوق سيأتي بعد مرور فترة زمنية معينة، البعض يحددها بثلاثة أعوام ومن ثم فيرى هؤلاء أن مؤشر أزمة السوق قد انتهت.. أي أنه طالما فات على وقوع أزمة تصحيح فبراير 2006م ثلاث سنوات الآن، فإن التصحيح يكون قد انتهى وأن الارتداد أصبح واجباً وأن أزمة السوق انتهت عند هذا الحد.. بالطبع أن هذا الكلام غير منطقي ولا يوجد له أي سند علمي.. لأن تصحيح أو انتهاء أزمة السوق تتعلق باكتمال إصلاحات السوق، وترتبط بالوصول إلى مستويات الأسعار العادلة للأسهم، وبالتالي بالوصول إلى القيمة العادلة والمنطقية وغير المبالغ فيها لمؤشر السوق، وهي تلك القيمة التي تدل على أن السوق أصبح جذاباً ومغرياً لدخول المستثمرين.. ومن ثم ضخ الأموال التي تساعد في تمويل المشاريع التنموية الحقيقية، وليس لأن يكون سوقاً مضاربياً بحتاً.. لكل ذلك، فإنه ينبغي التنويه أن المسار الصاعد الحالي ما هو سوى مسار صاعد أشبه بأكثر من 100 مسار صاعد مر بها السوق خلال الفترة من فبراير 2006م وحتى الآن.
محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com