الجزيرة: محمد بدير
تكسب المصرفية الإسلامية المزيد من التأييد في الآونة الأخيرة في ظل الأزمة المالية العالمية وتداعياتها في العديد من القطاعات، حيث أصبحت الكثير من المنظمات والجهات الدولية غير الإسلامية تراها حلاً لا مناص من تطبيقه لعلاج مشكلاتها المالية ولمواجهة خطورة التوقف والإفلاس. وخرجت المسألة من نطاق التعصب ضد كل ما هو إسلامي في أمريكا والغرب لتصبح المصرفية الإسلامية لغة الواقع الذي لا غنى عنه لحل المشكلات المتعددة التي خلقها النظام الرأسمالي بنظرياتها المالية التي دفعت العالم إلى انهيار مالي، وكارثة تهدد اقتصاديات الدول ووظائف الملايين ومستقبل هيئات ومنظمات عريقة وعملاقة.
وكان آخر هذه المظاهر ما تم تداوله حول ما ورد في المدونات أمريكية التي تناقش طرق التغلب أو الخروج من مسلسل تساقط الصحف الأمريكية، وتحديداً في سياق مناقشة كيفية إخراج صحيفة (بوسطن جلوب) الشهيرة من أزمتها المالية، والتي تعد إحدى كبريات الصحف الأمريكية المملوكة لصحيفة (نيويورك تايمز) العملاقة والمثقلة هي الأخرى بديون كبيرة. فقد نشرت مدونة (ذا سباين) التابعة ل(ذا نيوريبابليك)، مقالاً تحت عنوان (ربما يستطيع مصرف إسلامي إنقاذ بوسطن جلوب)، قالت فيه (باتت المؤسسات الصحفية في الولايات المتحدة حائرة أمام كيفية النجاة من عاصفة التداعيات التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية، وأن الحل الوحيد لإنقاذ الصحف الأمريكية من الإفلاس وطرد الموظفين هو التعامل مع مصرف إسلامي).
واستطردت (أن تسريح الموظفين لن يطرح حلاً لأزمة الصحيفة، وربما يتعين على الصحيفة الاقتراض من أحد المصارف الإسلامية، وذلك لأنها لا تحدد سعر فائدة خلافاً للمصارف الأخرى التي تصل سعر الفائدة فيها إلى 14%). مضيفة أن فرص استجابة المصارف الإسلامية لدعوة من هذا النوع تعتبر طيبة بسبب السياسات الودية لهذه الصحيفة إزاء أكثر الآراء الإسلامية الغاضبة).
وأوضح كاتب المقال (أن تلك الخطوة قد لا تلقى قبولاً لدى الجهات التي تمثل الصحيفة، مشيراً إلى أنها في الوقت نفسه ليس أمامها بديل آخر إذا كانت ترغب في الاحتفاظ بموظفيها).