ليست مصر وحدها التي لا تقبل العبث بأمنها.. وتهديد استقرار مواطنيها وجرها إلى مغامرات غير محسوبة العواقب.. وليس لأن مصر الأكثر خبرة في التعامل مع العدو الإسرائيلي، وأكثر الدول العربية تقديماً للشهداء، وبذلاً لمناصرة القضية الفلسطينية على حساب برامج التنمية وتلبية احتياجات مواطنيها حتى تدمر اقتصادها، ولهذا فإنه من الإجحاف والظلم المزايدة على مواقف مصر في هذه القضية، خصوصاً من قوى وجهات غير عربية عرف عنها استغلالها للفلسطينيين، فمقابل أكثر من مليون شهيد مصري، لا يعرف من يعلقون قميص فلسطين اليوم أنهم قدموا شهيداً واحداً، إضافة إلى كل هذا فإنه من غير المسموح به في أي دولة مهما صغر شأنها أو كبر أن تسمح أن تكون ممراً أو معبراً لإيصال مساعدات أو حتى مواد إغاثية دون أن يسبق ذلك موافقات وتنسيق وتفاهمات كما يتم ذلك ما بين الدول، فكيف إذا كان المقصود عبور وتمرير أسلحة وعناصر قتالية، طبعاً لا يمكن أن تقبل أي دولة أن تنتهك أراضيها ويخترق أمنها، لهذا فإن من (يعتب) على مصر لكشفها أفعال حزب الله وخرقه للأصول والأعراف من خلال قول أمينه العام بأنه لا يريد سوى أن يقوم بعمل (مشرِّف) وهو نقل السلاح إلى قطاع غزة لإيصاله إلى مقاتلي حركة حماس، وأن الجماعة الذين قبضت عليهم السلطات المصرية يؤدون عملاً (لوجستياً) وأن هذا العمل (شرف) لا يمكن لحزب الله أن ينكره!!
ما هذا القول، هل مصر عزبة من عزب حزب الله التي أقامها في جنوب لبنان ويريد أن يستنسخها في مصر؟.. وفي شبه جزيرة سيناء؟.. ليقيم جيباً تابعاً لولاية الفقيه المعيّن لها وكيلاً في لبنان...
حسن نصر الله، ساعدته التفاهمات الإقليمية والدولية على إقامة عزب تابعة لولاية الفقيه في العراق، حيث يمارس حزب الله العراقي دوره التخريبي ويقوم بالأعمال اللوجتسية حسب مفهوم نصر الله، فيدرب جماعة إيران لقتل أهل السنة في العراق وينقل الأسلحة بين العراق وإيران، ويقيم عزبة في شمال اليمن، حيث أقام الحوثيون عزبة ينفذون فيها (لوجستيات) نصر الله، حيث يوفر المخابئ والمغارات للخونة من معتنقي الفكر الضال من السعوديين واليمنيين لتدمير الاستقرار في المملكة واليمن، ويسعى لإقامة عزب في الكويت والبحرين وباقي دول الخليج لتنفيذ (لوجستيات) مخططات الولي الفقيه.
هذه اللوجستيات التي كشفتها مصر.. وبالتالي فضحتها قبل أن تستفحل لا يجب أن يعتب على من يفضحها وهذا العتب والعبث بأمن الدول كان يجب التصدي له وهو ما قامت به مصر وهو يؤشر لمرحلة سيكون عنوانها تصفية عزب ولاية الفقيه وتفكيكها للقضاء على لوجستيات نصر الله لتخريب الأمن العربي.
