Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/04/2009 G Issue 13347
الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1430   العدد  13347
لقاء الثلاثاء
هنيئاً للبطل
عبدالكريم الجاسر

 

انتزع الاتحاد بطولة الدوري من غريمه الهلال وطار باللقب الأول لدوري المحترفين السعودي.. بنفس السيناريو والطريقة التي حسم بها الموسم قبل الماضي عاد الاتحاد ليتألق ويحقق اللقب مجددا من أمام الهلال.

بهدفين لهدف وأفضلية فنية مطلقة توج العميد بطلا للدوري.. لقب مستحق وبطولة مستحقة نالها العميد من أمام الهلال..

خسر الهلاليون اللقب على طريقة بيدي لا بيد عمر فقدموا فريقا مفككا كان لقمة سائغة تناولها الاتحاديون بسهولة وكانوا كريمين جدا مع الهلال ولعبوا على طريقة (ارحموا (عزيز) قوم ذل) وعزيز في تلك الليلة كان سببا رئيسيا في الخسارة الزرقاء بنيله بطاقة حمراء سهلت مهمة الاتحاديين.

وفي تصوري أن استمرار عزيز لو كان حدث لما غير من الأمر شيئا فالهلال كان سيئا ووصل المباراة النهائية وهو في النفس الأخير ليلفظ أنفاسه أمام الاتحاد.

لقد قلت ليلة المباراة أن قوة الهلال هي في أسلوب لعبه الدفاعي وأن تقوية هذا الجانب والمراهنة عليه هي أحد الأسلحة التي يجب أن يتمسك بها الهلاليون قبل مواجهة الاتحاد وأن أي تخلي عن هذه المنهجية سيكون لمصلحة الاتحاد وهو ما حدث بالفعل.. فلعب الهلاليون مباراة مفتوحة ولم يستطيعوا إيقاف الاتحاد أو حتى افتكاك أي كرة من لاعبيه.. فلعب الاتحاد كما يلعب أمام الفرق الصغيرة وسيطرة وتحكم في مجرى اللعب وتنفيذ ما يريد بسهولة تامة.. في المباراة كان الهلال أدوات ينفذ من خلالها الاتحاديون ما يريدون فلا دفاع ولا إستراتيجية ولا مهام ولا رقابة مجرد أجسام تجري في الملعب دون هوية أو هدف أو خطة.

كل مصادر القوة في الاتحاد لعبت بحرية ودون مضايقة وأكمل ذلك إدارة الهلاليين للقاء التي تمت على طريقة الجماهير حيث الدفع بالمهاجمين واحدا بعد الآخر في حين أن المباراة هي وسط الميدان وفي صناعة اللعب وخط الوسط ففرغ الهلاليون مناطقهم الخلفية وزجوا بالمهاجمين لتسهل مهمة الاتحاد ويكسب اللقاء دون عناء.

الهلال في المباراة اتضح أنه لم يلعب بأي إستراتيجية لا قبل المباراة ولا أثناءها.. فقبل اللقاء لم يستفد الهلاليون من الكم الكبير من اللاعبين الجاهزين لإراحة الأساسيين وتجهيزهم للنهائي.. فيلعب المصابون والمرهقون أمام الاتفاق ثم الأهلي الإماراتي ليسقطوا أمام الاتحاد.

كان يمكن الاستفادة من البدلاء أمام الاتفاق وبالذات أمام الأهلي الإماراتي خصوصا وأنهم ليسوا بهذا السوء أو الضعف.. كان يمكن تنشيط الفريق بعدد من البدلاء بدلاً من لاعبين مرهقين.. كان يمكن إعداد الأساسيين بدنيا بشكل أفضل وأقوى والثقة في كل العناصر للوصول للنهائي بارتياح.. لكن النقطة الأهم كانت الاحتفاظ بنفس الأسماء التي اتضح أنها تعاني بدنيا وفنيا وعدم إراحتهم.. فضلا عن عدم اقتناع المحيطين بالفريق باللعب بنفس طريقة كوزمين المعتمدة على التنظيم الدفاعي واللعب المتحفظ.. فما أن غادر كوزمين حتى حولوا الطريقة الناجحة لعكسها في تعبير ضمني عن عدم اقتناعهم بما يفعله كوزمين وما كان يقوم به من عمل.. وقبل شهرين تقريبا أو أكثر كتبت عن المكالمة التي تلقيتها من أحد الهلاليين والتي يقنعني بها بأن كوزمين مدرب جيد ووقتها قلت إنني مقتنع بما يفعل أكثر من بعض المحيطين به وهذا ما كشفته الأيام.. الهلال بعد كوزمين عانى كثيرا في وقت لم يكن للإدارة دور في مغادرته أو ذهابه فقد فرض على الهلال هذا الوضع الذي أدخله لهذه الدائرة.. لكن التعامل مع الفريق وإعداده بعد كوزمين كان أضعف من أن يستمر نفس النجاح لأسباب عديدة.

الآن الهاجس الأكبر وهو بطولة الدوري ذهب بدون رجعة وحقق الاتحاد اللقب.. والمهم الآن هو ما بعد بطولة الدوري حيث يحتاج الهلال لفتح صفحة جديدة تريح كل العناصر غير الجاهزة في بطولة الأبطال القادمة والاستعداد جيدا للآسيوية عبر وضع برامج خاصة للأساسيين بتجهيزهم بدنيا وفنيا وفتح الفرصة للبدلاء للقب في البطولة القادمة ومنح المدرب الصلاحيات كاملة لتشكيل الفريق واختيار طريقة اللعب ومباشرة مهامه فعليا.. فالواضح أنه كان أسيرا لعمل كوزمين واكتفى بدور المتفرج الموافق على كل ما يدور.. وهذا ليس في مصلحة الفريق لكأس الأبطال يجب أن لا تكون هدفا بقدر ما يجب الإعداد للآسيوية والاحتفاظ بالحظوظ القوي للتأهل للموسم القادم (آسيوياً) وتجاوز المجموعة ودور الستة عشر الصعب.. وهو الهدف الأهم والأحق بالأولوية حاليا فالبكاء على اللبن المسكوب لن يفيد بقدر ما يفيد العمل والعمل فقط.

لمسات

* في لقاء الزميل أحمد العجلان خارج الملاعب مع النجم الشبابي كماتشو كشف برنامجه اليومي بقوله إنه يبدأ في الحادية عشر صباحا بالذهاب للنادي والتدريب على الحديد والمسبح حتى الواحدة ومن ثم الذهاب للتدريب مساء.. ليكشف بذلك أسباب تألقه اللافتة وجاهزيته الدائمة لياقيا وفنيا.. وبالمناسبة كان هذا هو نفس البرنامج الذي يطبقه مع تفاريس في الهلال والذي جعل تفاريس بعد ذلك الأفضل بدنيا من بين كل اللاعبين حتى في ظل ضغط المباريات وإرهاق المباريات حيث كان تفاريس الأجهزة بدنيا في كل المباريات.. وبقياس ذلك على ويلهامسون وسول وبقية اللاعبين يتضح لنا أن الهلال بحاجة لبرنامج محترف لإعداد اللاعبين بدنيا صباحا ومساء متى أراد العودة لوضعه المعتاد.

* الاتحاد استحق اللقب بكل جدارة واستحقاق فقد كان الفريق الأفضل طوال الموسم فألف مبروك للعميد بطولته المستحقة.

* سول قدم أسوأ مبارياته أمام الاتحاد بعد الإشادة الكبيرة والاحتفاء الذي حظي به والهلاليون مطالبون بالابتعاد عن الإعلام والتركيز على العمل والعمل فقط خلال المرحلة القادمة

* منذ قدوم السيد جورج ليكنز حرصت على معرفة كل تفاصيل عمله وطبيعة تدريباته وتعليماته واتضح أنه جاء سائحا وتحت إلحاح لإغراء المادي الكبير!

* خسارة اللقب لا تقلل أبدا من الجهد الكبير الذي تبذله الإدارة الهلالية.. فقد تعرضت لمعوقات أكبر من قدر أي إدارة على مواجهتها.. وما بذله ويبذله سمو رئيس النادي من جهد ومال ووقت ومتابعة هو محل تقدير كل الرياضيين وليس الهلاليين فقط.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد