Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/04/2009 G Issue 13347
الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1430   العدد  13347
أضواء
انتهاكات الإسرائيليين لا حد لها
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

بالرغم من أن المواثيق وقرارات الهيئات الدولية وخصوصاً منظمة الثقافة والعلوم (اليونسكو) تطالب بإصرار على حفاظ الدول والجيوش التي تحتل أراضي الدول الأخرى أن تحافظ تلك الدول والجيوش على تراث البلدان المحتلة وخصوصاً أماكن العبادة من مساجد وكنائس ومعابد، ومقابر، وقد التزمت به وإلى حدٍ كبير الدول التي احتلت دولاً أخرى، إلا الكيان الإسرائيلي الذي انتهك الأماكن المقدسة ومقابر المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء.

فقد أفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في فلسطين المحتلة عام 1948 أن دولة الاحتلال الإسرائيلية حولت الغالبية العظمى (أكثر من 90 في المائة) من المساجد والكنائس والمقابر في فلسطين المحتلة عام 48 إلى حظائر للأبقار والبعض الآخر لكنس، وعدداً منها إلى مكبات للنفايات وخمارات ومطاعم وحول البعض إلى بارات.

وقال سكرتير مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (عبد المجيد اغبارية): (كان في فلسطين قبل عام 1948 أكثر من 2500 مكان مقدس), إلا أنه (بقي من هذه المواقع نحو 200 موقع مقدس فقط، وتعتبر اليوم ملكاً لدائرة - أملاك إسرائيل - ولهذا السبب يمنع العرب من ترميمها إلا بإذن من المحكمة العليا وترفض السلطات ترميم الكثير منها بحجة أنه إذا طالبنا بحق الترميم كأننا نطالب بحق العودة), ومضى (اغبارية) يقول: (لقد باعت المؤسسة الإسرائيلية جزءاً من هذه الأماكن المقدسة وأجرت جزءاً آخر وحولت بعض المساجد والكنائس إلى حظائر للأبقار والبعض الآخر لكنس، وعدداً منها إلى مكبات للنفايات وخمارات).

وأوضح اغبارية أن مسجدي الشعرة الشريفة والست سكينة في صفد (شمال فلسطين المحتلة عام 48) تحولا إلى كنس لليهود، وسمي مسجد الست سكينة (بكنيس راحيل)، ومسجد أبو هريرة في واد حنين قضاء الرملة (وسط) إلى كنيس باسم الراف غمليئيل, وتابع إغبارية: (بالنسبة للكنائس فقد هدموا كنيسة قرية سحماتة في الجليل، ولم يبق منها شيء، وفي قرية البصة (بالقرب من رأس الناقورة) استخدموا كنيسة كمزبلة، وكنيسة أخرى مغلقة ومنعونا من ترميمها، وحولوا المسجد هناك إلى حظيرة).

وعن وضع المقابر قال اغبارية: (حولوا مقبرة عبد النبي في يافا إلى فندق هيلتون تل أبيب، ومقبرة سلمي في يافا إلى شقق سكنية، ومقبرة العفولة إلى موقف سيارات، والآن يحاولون بناء متحف ومبنى للمحاكم في مقبرة مأمن الله في مدينة القدس).

أما عن المساجد في مدينة طبريا (شمال فلسطين المحتلة) فقد تم تحويل البعض منها إلى مكب للنفايات، وقسم آخر مهمل وآيل للسقوط، وحول البعض إلى بارات.

وتم تحويل مسجد قرية الغابسية (قضاء عكا) إلى حظيرة للأبقار، ومسجد مدينة قيصاريا الأثرية تحول الطابق الأول منه إلى مطعم.

وبعد قيام دولة الكيان الإسرائيلية على أنقاض دولة فلسطين عام 1948 قامت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بوضع يدها على ممتلكات الوقف الإسلامي التي كانت تابعة للمجلس الإسلامي الأعلى، بحجة أن رئيس المجلس المفتي - الحاج أمين الحسيني - غائب،

واعتبرت أملاك الوقف أملاك غائبين وصادرتها إدارة أملاك إسرائيل، كما صادرت أملاك الوقف المسيحي وأبقت الممتلكات المسيحية التابعة للدول الغربية على ما هي عليه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد