«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
على هامش اللقاء الرابع المشترك بين المملكتين السعودية والبريطانية عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية البريطاني السيد ديفيد ميليباند اجتماعاً في مقر وزارة الخارجية بحثا فيه أوجه التعاون بين البلدين في كافة المجالات وعقب هذا الاجتماع أدلى سمو الأمير سعود الفيصل ببيان صحفي مشترك جاء فيه:
أرحب مجدداً بمعالي السيد ميليباند وزير الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة، والوفد المرافق له.
واعتقد أنني أتحدث باسمنا سوياً في التعبير عن السعادة ونحن نشهد اليوم بذرة منتدى الحوار بين مملكتين، التي تم غرسها قبل أربع سنوات وهي تنمو وتزدهر بسواعد أبناء البلدين، وتؤتي ثمارها في تكريس التحاور والتعاون بيننا في العديد من المجالات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
كما أود أن أشيد باستضافة المملكة المتحدة لقمة مجموعة العشرين الأخيرة، وعن تطلعنا إلى أن تشكل القرارات الصادرة عنها حافزاً لاستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي، وتحقيق تنميته وإصلاح النظام المالي الدولي، بخاصة في ظل الدعم غير المسبوق الذي أقرته القمة.
في إطار المباحثات السياسية، عقدنا اليوم جلسة مباحثات مشتركة، اتسمت كعادتها بالصراحة والشمولية، تطرقنا خلالها إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة لبلدينا، وحظيت قضية الشرق الأوسط على نصيب وافر من المباحثات، بخاصة في ظل المستجدات على الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية، والتطورات الإقليمية والدولية.
وترى المملكة العربية السعودية أن التصريحات السلبية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لا تنبئ ببوادر إيجابية لعملية السلام، كما أن تجاهل هذه الحكومة لمبدأ الحل الدولي القائم على إقامة دولتين مستقلتين، وضربها عرض الحائط بخطة خارطة الطريق، وتفاهمات أنابوليس، وغيرها من قرارات الشرعية الدولية كل ذلك من شأنه إعادة عملية السلام إلى نقطة الصفر.
عليه فإننا نرى بأهمية قيام المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه الخصوص ببذل جهودهما لحمل إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات عملية السلام بما في ذلك مبادرة السلام العربية. كذلك نؤكد على ضرورة إيقاف إسرائيل للاستيطان، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم (1860) بإنهاء سياسة العقوبات الجماعية، ورفع الحصار عن الفلسطينيين.
ولا أستطيع أن أخفي صمتنا واستنكارنا الشديد لأحداث التفجيرات الأخيرة في العراق وما خلفته من ضحايا وتدمير كبيرين، بخاصة بعد أن استبشرنا خيراً بالتحسن الأمني في العراق، ونأمل أن تتكلل جهود الحكومة العراقية بالنجاح في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العراق الشقيق.
في الشأن الأفغاني، تابعت المملكة الإستراتيجية الجديدة التي أقرتها قمة حلف شمال الأطلسي في اجتماعه الأخير في ستراسبورغ بما في ذلك توسيع مهامه لتشمل الجهود المدنية، والتي تؤكد المملكة على أهميتها لتحقيق التنمية الاجتماعية للشعب الأفغاني، بما يسهم في دعم جهود إعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان.
كما أننا نرحب بما اشتملت عليه الإستراتيجية في العمل على دعم الاستقرار في دولة الباكستان المجاورة.
بحثنا أيضاً الملف النووي الإيراني ونحن نرحب بالتوجه الإيجابي للحكومة الأمريكية بالرغبة في معالجة الأزمة دبلوماسياً عبر الحوار وكلنا أمل أن تستجيب الحكومة الإيرانية لهذه الجهود، لحل الأزمة بالشكل الذي ينأى بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية، ويكفل حق كافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وترى المملكة أن الحل الوحيد يمكن في تبني سياسة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الهادفة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك إسرائيل.
استقرار لبنان وأمنه وسلامة إقليمه، كان من بين الموضوعات التي أجمعنا على أهميتها في المباحثات، ومن هذا المنظور فإننا ندعو جميع الفرقاء اللبنانيين إلى الابتعاد عن لغة التوتر والتصعيد وتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة بشكل سلمي وفق أحكام الدستور اللبناني واتفاق الطائف بعيداً عن ممارسة أي ضغوط أو ترهيب.
كلمة وزير الخارجية البريطاني:
وعقب ذلك تحدث معالي وزير الخارجية البريطاني السيد ديفيد ميليباند فقال نحن سعداء بوجودنا في هذا البلد الصديق ونحن مسرورون جداً لهذه العلاقات الممتازة وهذا التقارب ونحن سعداء كذلك أن شاركت المملكة العربية السعودية في قمة العشرين التي عقدت مؤخراً في لندن ونحن نقدر للمملكة هذه الإسهامات وهذا العمل مع المجموعة الدولية لما فيه صالح الدول.
وقال بأن المملكة وبريطانيا بلدان مهمان جداً وتربطهما علاقات قوية وهما متفقتان في أكثر المواقف وكانت مباحثاتنا اليوم مع الأمير سعود الفيصل إيجابية وبناءة في جميع المراحل.
وقال بأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين -أي المبادرة العربية- هي الصالحة على أساس قرارات الأمم المتحدة وإذا نفذت فإنها يمكن أن تؤدي إلى علاقات طيبة بين الإسرائيليين والعرب.
وأضاف بأن من المهم أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية الحالية بالاستمرار في الخطط السابقة لتحسين الوضع في الأراضي الفلسطينية مع منع الاستيطان.
وقال بان ما يقلقنا هو الوضع الهش في لبنان وباكستان وأفغانستان والعراق ولابد أن يكون هناك استقرار في هذه المناطق.
وأوضح الوزير البريطاني بأن المخاطر الناتجة عن البرنامج النووي الإيراني ما زالت مصدر قلق للمجتمع الدولي وهناك جهود تبذل للوصول إلى حلول وهناك تهديد خطير لابد أن نأخذه في الاعتبار ولابد لإيران أن تحترم الإرادة الدولية والبرنامج النووي لا يخدم استقرار المنطقة.
وبين الوزير البريطاني بأن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتم إلا من خلال تعاون وتنازل من الطرفين لأنه لن يحصل الطرفان على كل شيء وحتى نصل إلى السلام الحقيقي علينا أن نتعاون، مؤكداً بأن بريطانيا تعمل على مساعدة الطرفين.
واختتم الوزير البريطاني قائلاً: نحن في الواقع نجحنا في فهم بعضنا البعض من خلال حوار المملكتين، ونحن نستفيد من قدرات وأفكار قادة المملكة فهم بحق لهم بعد نظر.. وكما قال أحد القادة العظماء خمس دقائق تجلسها مع الملك عبدالعزيز خير من آلاف الخطابات والفاكسات.
المؤتمر الصحفي
* وعقب ذلك رد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير الخارجية البريطاني على أسئلة الصحفيين.
وحول سؤال ل(الجزيرة) عن العلاقات بين المملكة وبريطانيا وهل وصلت إلى المثالية في كافة المجالات.. وتأثير الأزمة العالمية على المشروعات المشتركة بين البلدين أجاب سموه قائلاً: نحن نأمل أن تزيد المشاكل الاقتصادية العالمية الترابط وستدفعهم إلى التعاون بشكل أكثر وأوسع ونحن رأينا اليوم في الندوة التي حضرناها مدى ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين وهي تعدت الجوانب الدبلوماسية في العلاقات إلى علاقات أكثر تنوعاً وشمولية وبخاصة فيما يتعلق بالتعاون بين الشباب الذي ستقوم على أكتافهم علاقات المستقبل بين البلدين، مؤكداً معالي وزير الخارجية البريطاني أن العلاقات اليوم لم تشهد علاقات المملكة مثلما شهدته اليوم، وإن شاء الله سوف تكون العلاقات من أحسن إلى أحسن.
وفي سؤال عن جهود المملكة تجاه استقرار العراق وخروج القوات الأجنبية منه أوضح سموه قائلاً: بأن خروج القوات الأجنبية في العراق يعود للعراقيين أنفسهم، حيث إن هناك اتفاقيات وقعت بين العراق وبين الدول التي لها قوات بالعراق، وقال نحن نأمل أن العراق ستتطور لكي تتمكن من القيام بواجباتها الأمنية كدولة مستقلة الأمل يحذونا وأعتقد أنه يحذوا كل عراقي.
وفي سؤال عن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين وهل ستنجح الإدارة الجديدة الأمريكية.. أجاب سموه الطرف العربي قدم منظوره للسلام في مشروع السلام وأعتقد هذا الذي يحدد المنظور العربي في هذا الإطار، وكما صرح الرئيس أوباما نفسه أصبح جزءا من إطار وركائز السلام في الشرق الأوسط.