تثبت وتبرهن قيادتنا في كل يوم للعالم قاطبة أنها قيادة رشيدة واعية مدركة لواجبات المرحلة، قيادة تدعو للتفاهم بالحوار، وللتآخي بالوفاق، وللتسامح بالأخلاق تثبت لنا في كل يوم أنها قيادة تتفهم ظروف وطنها وآمال وتطلعات أبنائه، وأنها قيادة تعرف كيف تزن الأمور بميزان الذهب وتدرك متى تصمت ومتى تتحدث، ولا غرو في ذلك فهي قيادة آمنت بربها، وبحق الوطن في التنمية والتطور والسلام والأمن والاستقرار وبحق أبنائه في الحياة الكريمة ورغد العيش، وتلك رسالة وقيم قامت عليها هذه البلاد الطاهرة المقدسة بدءاً من عهد الراعي المؤسس المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وانتهاء بأبنائه الكرام البررة وكل منهم بالطبع يمثل مدرسة قائمة بذاتها في حب الوطن والسعي إلى ما فيه خيره ولا نزكي منهم أحداً على الآخر، فقد تشربوا جميعاً بجملة مبادئ وقيم ومعتقدات راسخة ستظل هي نهج وديدن دولتنا الفتية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولو سار كل الناس على هذا المنوال لما اختلفوا أبدا.
تبرهن وتثبت قيادتنا الرشيدة في كل يوم للعالم أجمع أنها منارة للوحدة، وقبلة للأمن والاستقرار، ونبراساً للتائهين، ونموذجاً للتصافي والتسامح والتعايش بين الناس مهما تعددت خلافاتهم واختلفت سحناتهم وتباينت معتقداتهم وأفكارهم، ولعل هذا هو سر عظمة بلادنا وتفوقها وريادتها في العالمين العربي والإسلامي.
ونبارك لبلادنا أنها صارت رقماً لا يمكن بحال تجاوزه، ومعلماً يهدي الضالين وقبلة تتوجه إليها أفئدة الناس والباحثين عن التعايش السلمي، والساعين إلى حل وحسم خلافاتهم ومشاكلهم.
نحمد لقيادتنا الرشيدة استشعارها وتنبؤها بالمعطيات والمخرجات السليمة للتعامل مع أي واقعة وأي حدث مهما عظم شأنه، واستعدادها لمجابهة أي محاولة ترمي للنيل من قداستها أو تسعى لتدمير مكتسباتها، ونحمد لها كذلك تعاملها مع الوطن وأبنائه بروح الصدق والوفاء واستشعار المسؤولية حتى صار الرباط بينها وبين المواطن رباطاً خالداً مقدساً لا يقبل أي محاولة للانتقاص منه أو أي حديث بمدعاة إحداث الفتنة والتفرقة بينهما.
وفي هذه السانحة وبهذه المناسبة لا نملك إلا أن نحيي الوطن والقيادة على هذا التلاحم الرائع الذي أخرس صوت كل الأعداء، وقبر كافة محاولات الساعين إلى إحداث الفتنة، وأخمد أصوات كل الشامتين والمشفقين على وحدة واستقرار بلادنا، ولجم صوت كافة الأعداء بالداخل والخارج.
هذه هي المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين منارة الإسلام وقبلة التائهين والضالين، بلاد الوعي والعقل والحكمة والاتزان، هذه هي قيادتنا الرشيدة، هؤلاء هم أبناء المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كل واحد منهم رجل في قامة أمة ويصلح لتولي أي من أمورها التي تُسند إليه، ومن ثم لم نستغرب ولم يستغرب أي موطن ولا حتى الأجانب أن يأتي اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
فالأمير نايف هو رجل الأمن الأول بلا منازع، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف هو مفجر كل المرتكزات الأمنية التي تفخر بها بلادنا، وسيد كل المبادرات التي تتشرف أن تقترن باسمه، وراعي كل محاولات الإصلاح ومقومات البناء الأمني الوطني، وبلا فخر هو الرجل الذي يقترن اسمه بأي إنجاز قوي، وبأية مكتسبات ومقدرات ليس في المجال الأمني فحسب بل في جميع النواحي الأخرى، وهو في الأول والأخير الرجل الذي يتمتع بحب واحترام وتقدير الجميع حتى خارج حدود المملكة.
ولا نملك في هذه السانحة سوى أن نهنئ وطننا بهذا الإنجاز الكبير، وأبناء أمتنا بهذا الاختيار الموفق، والقيادة الرشيدة لوضعها الرجل المناسب في المكان المناسب. فتعيين سمو الأمير نايف هو ببساطة متناهية انتصار لقيم الخير والحق والعدل والأمن في مجتمعنا، وهو إضافة مميزة ومعتبرة لبلادنا الغالية في المحافل الدولية العالمية، وهو إنجاز وتفوق وريادة تحتسب لبلادنا ويُضاف لريادتها في العالمين العربي والإسلامي ولثقلها الاقتصادي المعتبر في المحيط العالمي، وما مشاركة بلادنا في قمة العشرين التي انعقدت مؤخراً بلندن إلا خير إثبات على ذلك. هذا بالإضافة إلى أن تعيين سموه - يحفظه الله - يعني إشراقه في مضامين الحكم، ويعطي بعداً مميزاً في خارطة القيادة التي تنعم بها بلادنا الغالية بجانب الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان متعه الله بالصحة والعافية.
إننا لجد فخورون بهذا التعيين الذي سيشكل مع القيادة الرشيدة نموذجاً باهراً يحتذى في كيفية التناغم والانسجام المطلق للتعامل بين القيادة والمواطن وبين ولاة الأمر أنفسهم، وإننا فخورون أكثر بهذه الممارسة الواعية من الشورى التي لا تتوفر عادة في أعظم النظم الديمقراطية في عالمنا المعاصر، فها هي قيادتنا الرشيدة تثبت للعالم مرة أخرى مدى تفوقها في مجال التشريع والحكم وتنظيم شؤونه وترتيب أولوياته وبناء الدولة الحديثة الراشدة وتحديد هياكلها ومسؤولياتها، ومقدار السلاسة والإجماع من الأمة الذي تخرج وتحظى به مثل هذه القرارات، ومدى القبول الذي تحظى به من الكافة، وهذا لعمري من مظاهر التميز والتفرد التي يندر أن تتوفر لجهة أو نظام حاكم في وقتنا الراهن ويمكنني اعتباره من الظواهر التي تستحق أن تُفرد لها الدراسات في المعاهد والجامعات المتخصصة.
التحية والتهنئة من القلب للقيادة الرشيدة على هذا الاختيار الموفق، والتهنئة والتبريكات لسمو الأمير نايف على ثقة القيادة الرشيدة وللاختيار الذي صادف أهله والتهنئة أولاً وأخيراً لوطننا وبلادنا ومواطنينا ولكل من يقيم في بلادنا بهذا التعيين الذي اختصر الماضي والحاضر والمستقبل في قامة رجل بحجم الوطن ألا وهو صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز متضرعين إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويعينه إلى ما فيه خير ورفعة وطننا وأبنائه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حسين علي العطيل العنزي