في تصريح لرئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية اللواء د. أنور ماجد عشقي بمناسبة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء قال فيه: إن هذا القرار الحكيم يُعد انتصاراً للإستراتيجية الأمنية العربية، وقد شهد له بذلك خبراء دوليون مثل مايكل هايدن الذي أعلن أمام أحد المعاهد الفكرية أن وزارة الداخلية السعودية قامت بتطبيق أكثر وأهم برامج مكافحة التطرف، حتى أصبحت أساليب وزارة الداخلية في المملكة في مكافحة الإرهاب تُدرَّس في المعاهد الأمنية العالمية، كما غدت أساساً للباحثين في مراكز الدراسات الإستراتيجية والأمنية في العالم المتقدم.. فإلى جانب كون الأمير نايف رجل دولة من الطراز الأول، فهو رجل التحديات، فقد تولى منصب وزير الداخلية منذ خمسة وثلاثين عاماً بدأت هذه التحديات عند الاعتداء على الحرم في مكة المكرمة، وانتهت بالنجاح الباهر في دحر الأعمال الإرهابية عام 2003 للميلاد.
ويستطرد اللواء الدكتور عشقي قائلاً: هناك تحديات أمنية كبرى منظورة وغير منظورة، فمن المنظورة الحرب على الإرهاب والمخدرات، وتهريب الأسلحة، والمتفجرات، وأمن الحج، والجريمة بأنواعها العادية والمنظمة، أما غير المنظورة فتتمثل في النجاح الذي حققه في الأمن الفكري الذي كان سلاحه الإعلام الذي يقف سموه على رأس الهرم فيه، فرسم السياسة الإعلامية للمملكة على الثوابت التي أرساها مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه-.
وعن فكرة الأمن الشامل الذي يقوده الأمير نايف بن عبدالعزيز وقدرته على مواجهة التحديات بكل أنواعها يقول الدكتور أنور عشقي: أما الحج الذي يتولى رئاسته العليا فيُمثِّل تحدياً أمنياً كبيراً، فهناك من يترصد للحج والحجيج، فقد أحبطت وزارة الداخلية محاولة تهريب واحد وخمسين كيلو جراماً من المواد شديدة الانفجار من نوع (سي4) التي عثر عليها في طائرة حجاج قادمة من دولة إسلامية غير عربية على متن الرحلة 3169 القادمة منها، وبعد عام أحبطت وزارة الداخلية شغباً أشعله آلاف من حجاج هذه الدولة في محاولة اقتحام للحرم، وقد تحسبت وزارة الداخلية في عمل استباقي لذلك، وكان بالصوت والصورة، فعرض على وسائل الإعلام، فكان ذلك وثيقة دامغة لم يتمكن أحد من تكذيب ما ورد في الرواية السعودية، ومن يومها أدرك الجميع أن الحج يمثل خطوطاً حمراء لا تراخي فيها ولا يُسمح فيها بالعبث.
ويقف د. عشقي عند السجل الحافل في تاريخ الأمير سلطان ابتداء بالمناصب التي عيَّنه فيها والده الملك المؤسس وهو دون العشرين في إمارة الرياض إلى أن يقول: وفي سنة 1395هـ تسلم الأمير نايف وزارة الداخلية.. كما تقلَّد إلى جانب عمله هذا رئاسة المجلس الأعلى للإعلام ورئيس لجنة الحج العليا، ورئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، ورئيس مجلس إدارة أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، وهي الأكاديمية التي قام بتطويرها حتى أصبحت اليوم جامعة تثري وزارات الداخلية العربية بالعلوم والأبحاث، وأخيراً تأسست فيها كلية للعلوم الإستراتيجية تمنح الشهادات العليا في هذا المجال، وبهذا تفوقت على الكليات والمعاهد الأمنية في الشرق الأوسط كافة.
كما لا يزال سموه رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيساً لمجلس القوى العاملة، ورئيساً لمجلس إدارة صندوق التنمية البشرية، كما ترأس اللجنة التي وضعت النظام الأساسي للحكم، ونظام الشورى، ونظام المناطق، مما نقل المملكة إلى النظام المؤسساتي في الحقل السياسي، كما يتولى سموه نيابة رئاسة الهيئة الوطنية لحماية البيئة وإنمائها، بالإضافة إلى عضويته للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فهو بحق يُمثِّل رجل دولة، ويُعتبر ركيزة من أهم الركائز الأمنية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي.
لهذا حُقّ للشعب السعودي أن يفخر بسموه، وحُقّ لأفراد الشعب أن يُهنئوا أنفسهم بتعيينه، هذا التعيين الذي أشاع الطمأنينة في قلوب المواطنين والمقيمين على أمن هذا البلد ومستقبله.
