ترك لنا الملك عبدالعزيز مؤسس هذا الكيان الكبير - طيب الله ثراه - من بعده أبناءً نجباء ورجالاً أفذاذاً وقادة عظماء، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز من أفضل تلاميذ مدرسة الملك عبدالعزيز في القيادة والإخلاص والحكمة والحنكة، ولهذا، فلم يستغرب أي مواطن في بلادنا أو في عالمنا العربي والإسلامي خبر اختيار القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وقد عبّر سيل التهاني من أبناء الشعب ومقالات أصحاب الرأي والمفكرين عن استبشار الجميع بثمرات هذا القرار الحكيم.
لقد أسس سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز على مدى خمسة وثلاثين عاماً نظاماً أمنياً حازماً لا يخترق وذلك انطلاقاً من فكر أمني استراتيجي لم يعمل حساباً لأمن المملكة وحدها بل للأمن العربي كله، وقاد الأمير نايف سفينة الأمن في هذا الوطن المترامي الأطراف الواسع الحدود بكل مهارة واقتدار، فقد وقف بشجاعة وصلابة في وجه تحديات التخريب والإفساد والإرهاب وتعامل معها بحكمة وحنكة ابتداءً من حادثة الاعتداء على الحرم المكي ومحاولة إثارة الفتنة فيه قبل أكثر من ثلاثين عاماً وانتهاءً بدحر الأعمال الإرهابية التي نشطت بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، وكشف خلاياها ومقاومتها لا بالقوة وحدها بل بالتوعية الأمنية المستنيرة، والمناصحة والحوار بالتي هي أحسن، ذلك لأن اللجوء إلى القوة في استراتيجية الأمير نايف الأمنية هو آخر الحلول وفلسفة الأمير نايف السياسية فلسفة أمنية سلمية، فسموه يرى أن أضعف الحلول هي مقاومة الشر بالشر ومقاومة العنف بالعنف، وهذا -كما يقول سموه- هي حيلة العاجز الذي لا يستطيع الحوار، ولهذا كان سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -وهذا يسجل له في تاريخه - رائد الحوار الأمني الذي ينطلق من ثوابت ديننا وعقيدتنا السمحة، وذلك من أهم الدروس التي تلقنها سموه في مدرسة الملك عبدالعزيز.
ومن أجل تحقيق الأمن الفكري فتح الأمير نايف المعاهد والمدارس والكليات والدورات الخاصة وتوج ذلك كله بجامعة نايف للدراسات الأمنية التي تغذي وزارة الداخلية والمجتمع السعودي، بل والمجتمع العربي كله برجال يحملون هذه الرسالة الحضارية.
وتعد استراتيجية الأمير نايف بن عبدالعزيز للأمن الفكري من أقوى الأسلحة التي تواجه وتحارب الفكر المتطرف ليس في المملكة فحسب، بل وأصبحت نموذجاً لمواجهته في دول عديدة إيمانا بأن محاربة الفكر بالفكر أجدى وأنفع وأقوى إصلاحاً من محاربته بالنار.
استراتيجية سموه في هذا المجال ذات أهداف سامية ألا وهي جعل المواطن العربي يؤمن ويقتنع بأنه هو رجل الأمن الأول، وأن الأمن والعمل هو من أجل أمن الوطن والمواطن، إضافة إلى تحصين الشباب العربي من الأفكار الخاطئة التي يلحق ضررها بالشاب نفسه وبالمجتمع والبلد أملا من سموه التخلص من هذه الأفكار الدخيلة في الوطن العربي كله.
فهنيئاً لقيادتنا الحكيمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- ولشعبنا كله بهذا القرار الحكيم.
(*) مدير الشؤون العامة بوزارة الدفاع