Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/04/2009 G Issue 13342
الخميس 13 ربيع الثاني 1430   العدد  13342
خلايا الجحيم
وحيد بن حمزة عبدالله هاشم

 

ألقت قوات الأمن اليقظة في المملكة القبض على خلية إرهاب سعودية -مع كل أسف- مكونة من 11 شخصاً كانوا على وشك القيام بعمليات إرهابية وخطف رهائن وسطو مسلح داخل المملكة، موجهة ضد رجال الأمن وضد منشآت الوطن الاقتصادية والمالية. الخلية الإرهابية هذه لها ارتباطات مشبوهة خارجية، بمعنى أنهم عملاء مأجورون تم تجنيدهم لخدمة أعداء الوطن بعد أن سمحوا لأعداء الدين والوطن باستخدامهم واستغلالهم كوسائل قاتلة لتحقيق غايات مشبوهة.

الإنجاز الأمني هذا يضاف إلى ما سبقه من إنجازات أمنية لوزارة الداخلية بمختلف أجهزتها الأمنية بتوجيهات وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وهي رسالة أمنية واضحة وصارمة للفئة الضالة تؤكد لهم ولغيرهم ولأسيادهم الذين جندوهم أن المملكة حكومة وشعباً لا يمكن الإضرار بها لأن لها رباً يحميها ولأن أبناءها من الرجال المخلصين على استعداد تام للتضحية بكل شيء للزود عنها.

نعم لقد كلف هؤلاء الضالون الإرهابيون أنفسهم مشقة العمل القذر في الخفاء تماماً كالوطاويط، وحرصوا على الاختباء في المغارات الجبلية متحملين مشقة جسدية ونفسية واجتماعية لا طائل لها من أجل خدمة مصالح الفئة الضالة المقيمة خارج الوطن أياً كانت هذه الفئة.

السؤال لماذا يخطط الإرهابيون للإضرار بالوطن وأمنه واستقراره ورفاهيته؟ لا يقل أو يختلف عن السؤال لماذا يحاولون التحرك بالعنف والإرهاب ضد الوطن والمواطنين؟ فتلكم بعض من الأسئلة التي تعيش في وعي كل مواطن مخلص في المملكة، ليس وحسب لكونها أسئلة عقلانية ومنطقية لا يمكن أن تفسر عقول وأفكار وسلوكيات هذه الفئة الخارجة الضالة العاقة التي أعمى الحقد قلوبها فغدت في حكم المغضوب عليهم، وإنما لانتفاء وجود مبرر واحد يمكن أن تستند عليه هذه الفئة المغرر بها أو غيرها من فئات خلايا الإرهاب النائمة.

الخلايا النائمة مجموعة من عملاء الجحيم، عملاء الشر، عملاء الإرهاب الضال، يتم استلاب عقولهم بمنطق الجهاد أو منطق عقائدي منحرف من قبل أعداء الوطن (أفراداً كانوا أم جماعات أو دولاً) ومن ثم يتم تهيئتهم ووضعهم في حال من السبات وعدم الحركة لحين تلقيهم لتعليمات بالتحرك والنشاط وتوجيههم كأدوات قاتلة للإضرار بأوطانهم ومنجزات أوطانهم ولتحريك عوامل عدم الاستقرار. السؤال لماذا؟ لا يقل غموضاً وضبابية عن الأسئلة السابقة، إذ لا منطق عقلانياً حكيماً أو واعياً يمكن أن يفسر محاولاتهم الإضرار بالوطن المعطاء الذي لن يجدوا له بديلاً ولا مثيلاً في العالم كله.

بيد أن مخاطر التطرف والإرهاب وعملياته الدموية ليست موجهة وحسب ضد المملكة التي تعد قلب العالم الإسلامي وقلعته الحصينة، وإنما تواصل في عدد من الدول العربية والإسلامية، تحديداً في العراق والباكستان. نعم أسبوع دموي عاشه العراق، وأسابيع دموية مأسوية عاشتها الباكستان بعد أن تنامت حدة العمليات الانتحارية الإرهابية حاصدة معها أرواح المئات من الضحايا الأبرياء المسلمين الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم ثمناً لمنطق عقائدي ضال أعوج.

تحدث كل هذه المآسي في العراق والباكستان تحت مسمى الجهاد أو المقاومة لادعاءاتهم كما يريدون، فالنتائج واحدة مدمرة قاتلة لكل من يقف ولا يقف في طريق الباطل هذا من الأبرياء. ومع هذا ورغماً عنه وعن أنف كل ضال وحاقد سينتصر الحق وتعلو كلمة الجماعة أهل الحق على كل مارق وعدو، هذا ما أكدته شريعة الله تعالى وما أثبته التاريخ.

لنحمد الله تعالى على توفيقه لرجال الأمن للقضاء على هذه الفئة الضالة قبل أن تبدأ في تنفيذ عملياتها الدموية التي دائماً ما يذهب المواطنون الأبرياء ضحايا لها، نعم المواطنون المسلمون الذين حرم الله إزهاق أرواحهم وسفك دمائهم إلا بالحق. لنحيي أجهزة الأمن في وزارة الداخلية ولنعمل معها جميعاً كمواطنين من أجل مصلحة الوطن وأجياله ولإحباط كافة مخططات أعداء الوطن لا بل إنهم أعداء الإسلام والأمتين العربية والإسلامية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد