موسكو - سعيد طانيوس:
بحث رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في موسكو اليوم سبل تعزيز أجهزة الأمن الفلسطينية وتجهيزها بأسلحة روسية خفيفة، في وقت بدا فيه أن عقدة وصول المدرعات الروسية المقدمة من موسكو للسلطة الفلسطينية وجدت طريقها للحل.
وأكد بوتين في مستهل لقائه بعباس على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والإنسانية بين روسيا وفلسطين، وتقوية أجهزة الأمن الفلسطينية. وكان عباس قد ذكر في حديث لوسائل إعلام روسية يوم أمس أن روسيا ستسلم الفلسطينيين مدرعات، مشيرا إلى أنها ستصل إلى الضفة الغربية قريباً.
وأفادت صحيفة (كوميرسانت) الروسية أن عباس بعث قبل زيارته لروسيا يوم الأحد الماضي برسالة إلى القيادة الروسية طلب فيها أن ترسل موسكو شحنة كبيرة من الأسلحة إلى قوات الأمن الفلسطينية تشمل على وجه التحديد 5 آلاف رشاش وألف مسدس و300 مدفع رشاش.
وأكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف خلال اللقاء مع الرئيس الفلسطيني يوم أمس الاثنين أنه لا بد من تقديم ما يطلبه الرئيس عباس إضافة إلى طائرتين مروحيتين وهبتهما موسكو للقيادة العليا الفلسطينية من اجل تنقلاتها، بالإضافة إلى مجموعة من ناقلات الجنود.
وقد أبدت روسيا قبل أعوام استعدادها لتسليم 50 من ناقلات الجنود المدرعة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن السلطات الإسرائيلية اعترضت على ذلك ومنعت وصول هذه المدرعات. ووافقت الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة إيهود أولمرت في نهاية المطاف على تسليم الفلسطينيين المدرعات بعد نزع أسلحتها، غير أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نتانياهو لم تؤكد هذا القرار بعد.
وعلى الصعيد السياسي، أكدت القيادة الروسية لعباس مضيها قدما في التحضير لاستضافة المؤتمر الدولي الخاص بالشرق الأوسط في يوليو المقبل.
وترددت معلومات أن الرئيس ميدفيديف دعا نظيره الأميركي باراك أوباما لزيارة موسكو في مطلع يوليو المقبل حتى تتزامن زيارته مع انعقاد المؤتمر الخاص بالسلام في الشرق الأوسط.
ومن شأن ذلك أن يعزز أهمية مؤتمر موسكو.
وكان الرئيس الروسي ميدفيديف قد أكد للرئيس الفلسطيني أن روسيا ستواصل دعمها لجهود إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال الرئيس عباس في تصريحات لصحيفة (فريميا نوفوستيه) بخصوص دعوة روسيا إلى عقد مؤتمر دولي جديد خاص بالشرق الأوسط في موسكو، إن الفلسطينيين يرون ضرورة عقد هذا المؤتمر في أسرع وقت.
وعن موقف الحكومة الإسرائيلية قال الرئيس عباس إن من المهم أن تقر الحكومة الإسرائيلية الجديدة بإمكان ووجوب قيام دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يعيشان جنبا إلى جنب بسلام.
وفي رده على سؤال بشأن مسألة تشكيل حكومة فلسطينية تمثل جميع الفئات الفلسطينية أكد الرئيس عباس أن جل ما يهمه هو أن تتمسك الحكومة الفلسطينية بالشرعية الدولية والنهج الذي وضعته منظمة التحرير الفلسطينية. وإذا وافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على ذلك فيمكنها أن تشارك في الحكومة المطلوب تشكيلها.
وأضاف الرئيس عباس أنه يريد أن تقنع موسكو إسرائيل وحماس على نحو سواء بضرورة التمسك بالمبادئ التي تدعو روسيا ذاتها إلى تطبيقها في الساحة الدولية.
وعما إذا كان سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسية الفلسطينية عام 2010 أجاب الرئيس عباس قائلاً إن الحديث عن ذلك سابق لأوانه.
ومن موسكو طار الرئيس عباس إلى جمهورية داغستان لإجراء مباحثات مع الرئيس الداغستاني موخو علييف.
وبينما كانت القيادة الروسية تبحث مع عباس سبل تسليح أجهزة الأمن الفلسطينية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها حددت نوعية الطائرات الموجهة التي تعمل بدون طيار التي ستستوردها من إسرائيل!!.
وذكرت صحيفة (كوميرسانت) في عددها الصادر أمس إن روسيا ستشتري من إسرائيل ثلاث منظومات للمديين القريب والمتوسط من صنع شركة (اندوستري ايروسبايس).
وأشارت إلى أن قيمة الصفقة تقدر بنحو 50 مليون دولار. وأعلن مصدر في قطاع التصنيع العسكري الروسي أنه تم تحويل القسط الأول من هذا المبلغ (50 بالمائة).
وتؤكد الصحيفة أن هذه الصفقة لن تكون الأخيرة لأن الجيش الروسي بحاجة إلى 50- 100 طائرة تعمل بلا طيار والى ما لا يقل عن 10 منظومات للتوجيه.
ويذكر أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف كان قد تحدث لأول مرة عن نية روسيا شراء طائرات إسرائيلية موجهة، في تصريحات للصحفيين في شهر نوفمبر الماضي.