لم يعد خافيا على أحد أن إيران أصبحت تهدد الأمن القومي العربي والإقليمي بشكل واضح وصريح، إما عن طريق التدخل في شؤون الآخرين، وإما عن طريق دعمها لجماعات التطرف والعنف داخل المجتمعات العربية، من أجل تمرير مشروعها التوسعي للهيمنة على المنطقة، وإعادة إحياء الامبراطورية الفارسية. بل أصبحت إيران مرجعية كبرى في قضايا عربية كقضية فلسطين والعراق ولبنان، وهو ما يسمى بخطر التشييع السياسي. مما دعا - وزير الخارجية السعودي - الأمير سعود الفيصل في مجلس وزراء خارجية الدول العربية - قبل أيام -إلى اتخاذ موقف عربي مشترك ضد التحدي الإيراني.
ويؤكد القرار الذي اتخذته المغرب - قبل أيام - ما سبق، وهو: أن الخطط الإيرانية التوسعية تعمل على صناعة مشكلات طائفية داخلية، إضافة إلى نشر المذهب الشيعي في المغرب لتنفيذ مشروع (حزب الله المغاربي) الذي يستهدف تونس والجزائر والمغرب. وهو ما أكده - وزير الخارجية المغربي - الفاسي الفهري، عن أسباب قطع العلاقة مع طهران. من أن تدخل إيران في ملف (البوليساريو والصحراء الغربية،) ووقوفها إلى جانب (البوليساريو ) في مساعيها الطويلة الأمد لفصل الصحراء عن المغرب. والتدخل الإيراني في الوحدة الدينية في المملكة المغربية كانا من أهم أسباب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
إن ما يثير قلق الساسة العرب تجاه إيران، هو: أن الاختراق الإيراني أصبح مكشوفا وخطيرا، من أجل زعزعة استقرار المنطقة، وإثارة النعرات الانفصالية والطائفية مما يهدد الوحدة الوطنية في البلدان العربية. ولا أدل على ذلك: من سيطرة إيران بشكل كامل على العراق. ودعمها للحوثيين في صراعها مع الحكومة اليمنية. ووقوفها وراء الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر، والجبهة الإسلامية القومية في السودان.
أعتقد: أن الفرصة الوحيدة لإجهاض المشروع الإيراني، هو: تجاوز الخلافات العربية، والاستماع لصوت العقل الصادق، وهو ما دعا إليه - خادم الحرمين الشريفين - الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما طرح مبادرة التضامن والمصالحة العربية، لمقابلة الأجندة الإيرانية بأجندة عربية. وإلا ستكون إيران أكبر مهدد للأمن القومي العربي والإقليمي وهو ما ذكرته صحيفة (ديلي تلغراف) في حزيران الماضي، من: (أن اتفاقية وقعتها إيران مع دولة عربية مجاورة لمصر تسمح لطهران بنشر صواريخ باليستية في قاعدة عسكرية قرب عاصمة تلك الدولة، ما يهدد بشكل مباشر أمن السعودية ومصر).
drsasq@gmail.com