والنعم: درجنا عامة وخاصة أن نقولها ثناء على أحد من الناس، أما الخاصة كالقادة وعلية القوم حينما ينعتون أحدا بالنعم فهي شهادة منهم ووسام يمنحونه إياه للدلالة على أنه كفؤ.. أما العامة - وهم مدار الحديث هنا- فعندما يطلقون هذه الصفة تجاه أحدهم فإنها تأتي حسب سياقها فإما أُريد بها عموم أحواله أو تخصيص خصلة معينة كانت هي المراد آنذاك، وتقول بعض العامة في نجد (النعم كايد) ولها مرادفات عند غيرهم، ويريدون أن إطلاق هذه الصفة على إنسان ما وإضفاء كل معانيها عليه من الصعب تحققها والتسليم بامتلاكه لها، إلاّ في القليل النادر من البشر وهم من وهبهم الله جملة من الخصال والخلال الحميدة والسيرة الحسنة أكسبتهم سمعة طيبة في محيطهم الاجتماعي ومنهم من فاق غيره بعلو ذكره وامتداد صيته في الآفاق فلا يذكره الناس إلاّ بخير وربما كان مضرب المثل في إنسانيته وعلو شأنه، غير أن (النعم) هذه قد تنحصر في خصلة واحدة، بمعنى أنهم يريدون انه محمود في شأن أو أكثر لكنه دون ذلك في خصال أخرى كأن يكون كريما لكنه غير شجاع، أو رحيماً لكنه لا يحفظ السر وهكذا، ففي هذه الحالة يكون (النعم) أو (انعم به) بالفصحى واسعة على هذا الإنسان رجلاً كان أو امرأة، أو كما تقول ألعامه: (والنعم تخب عليه) أي أنها أوسع من أن يستوعبها كلها أو يحوزها جملة، وقد أستطيع إيجاز المعنى بالقول: رب إنسان نبيل يستحق مئات من (والنعم) ورب (ونعم) توزع على عدة أشخاص غيره!!