قبل سنوات وعندما كنت أعد مسودة أحد مؤلفاتي كنت أحيانا أسافر إلى بيروت من أجل التصحيح والإضافات في ذلك الكتاب وأحيانا تصلني المسودة بالبريد للغرض نفسه وأعيدها بعد أيام، وأذكر أنني في أحد المجالس العامة التي جمعتني بأحد زملائي المؤلفين الذي سبق وأن ألف عن المجال الذي أكتب فيه وظن أن ذلك سيكون وكالة حصرية أو ماركة مسجلة له فقط وضعت تلك المسودة أمامه فقلت: هذه مسودة كتابي الذي أنوي إصداره وهو يقارب ثمانمائة صفحة وإذا به صفحة أو أكثر من كتابك فأرجوك أن تمزعها قبل أن يتم الطبع وأنا لم أنقل سوى من المصادر القديمة التي أشرت إليها في كتابي ولو طلب مني النقل من بعض الكتب الحديثة لمؤلفين معاصرين لرفضت لأن الكثير منها يفتقد المصداقية والجميع يعرف ذلك وعندما كتب أحد الكتاب الطارئين على الأدب والتراث والشأن القبلي مقالا قبل أيام في إحدى الصحف حول هذا الموضوع كان بعيداً عن الحقيقة كل البعد ولا يعلم بما ذكرته آنفا بل أجزم بأنه لم يطلع لا على كتاب زميلي ولا على كتابي وربما يكون مدفوعاً وبوقاً لأحد بدافع الحقد والغيرة منه أو من الغير من أمثاله والذي أعرفه أنه كان يكتب عن الحياة الفطرية وليعلم ذلك الكويتب بأن الكتابة عن التراث والقبائل ليست كالكتابة عن العقارب والحشرات السامة التي يسهل مكافحتها وأخيراً أقول ما قاله الأوائل إن الطيور على أشكالها تقع، وقال وش أدراك إنها كذبة قال من كبرها: أما صاحب الدار الذي تطرق إليه في مقاله فقد كنا نقرأ سويا ذلك المقال واكتفى بالابتسام قائلا: القافلة تسير اترك القافلة تسير و...