المجمعة - فهد الفهد - صالح الدهش
قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يوم أمس الاثنين بزيارة لمحافظة المجمعة، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مدينة المجمعة سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة وعدد من المسؤولين والأعيان بالمحافظة، وقد توجه سموه إلى مقر المحافظة حيث حضر اجتماع لجنة التنمية السياحية بمحافظة المجمعة الذي عقد برئاسة سمو محافظ المجمعة وبحضور الدكتور سلمان السديري مستشار سمو رئيس الهيئة والأستاذ سليمان القناص أمين عام مجلس منطقة الرياض، والمهندس أحمد بن عبد الله التويجري وكيل أمين منطقة الرياض لشؤون بلديات المنطقة والدكتور علي الغبان نائب رئيس الهيئة والدكتور سعد الراشد مستشار رئيس الهيئة للآثار والمتاحف وعدد من أعضاء لجنة السياحة والآثار وأعضاء لجنة التنمية السياحية بالمحافظة، وقد استهل سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة الاجتماع بكلمة قال فيها:
في البداية نرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصحبة الكرام أعضاء الهيئة وضيوفها. وفي هذا المقام يطيب لي أن أشيد بدور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان الذي يقود الهيئة التي يعترضها الكثير من العقبات التنظيمية والاجتماعية، ولاشك أن المهمة صعبة ولكن عزم سموه وجلده أقوى وبذلك تحقق الكثير للهيئة في وقت وجيز، وآخر تلك الإنجازات صدور الأمر السامي الكريم الذي يعطي الهيئة المزيد من الصلاحيات لتنطلق بعملها في آفاق أوسع وجدول زمني أقصر.
ولا ننسى ما تحقق للهيئة قبل ذلك وعلى سبيل المثال ضم قطاع الخدمات في المملكة وهو قطاع الفنادق والنزل الذي كان مشتتاً بين وزارات عدة، ما أدى إلى ضياع الكثير من الحقوق والامتيازات وبالتالي ضعف ذلك القطاع وانعكاس وسلبيات ذلك الضعف على الكثير من مناحي الحياة في المملكة لا يتسع المقام لذكرها، وإضافة إلى ما تحقق في نطاق المعوقات التنظيمية فها هو الأمير وبتوضيحه الكثير من الحقائق في زيارته واجتماعاته المتعددة تجاوز الكثير من الحواجز الرافضة للنشاط السياحي والتنمية السياحية وزيارة الآثار.
ما يهمنا ضمن نطاق محافظة المجمعة هو تشريف سموه هذا اليوم في هذه الزيارة الكريمة التي سنبحث خلالها وعلى هذه الطاولة العديد من المحاور منها:
- الوضع التنظيمي للجنة التنمية السياحية في المحافظة نظراً لاختلاف طبيعة المحافظة من حيث تعدد المراكز.
- النظر في وضع المنطقة التاريخية وما يمكن عملة للتسريع في إعادة تأهيلها.
- فكرة توحيد مكان للمهرجانات والاحتفالات ضمن المنطقة التاريخية واستغلالها لما يتماشى مع أنشطة تلك الاحتفالات والمهرجانات.
كلمة الأمير سلطان بن سلمان
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان كلمة رفع خلالها تحيات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز وقال: إن سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة رجل متابع حريص على تنمية المنطقة ونحن في الهيئة حريصون على أن ننطلق من هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا انطلاقة قوية وحقيقية، فمدينة المجمعة ليست غريبة علينا فلي فيها علاقات ولي منها أحباب اعرفها منذ طفولتي وهي مقبلة على نهضة كبيرة وأنا تربيت علي يد أحد أبناء هذه المدينة وهو والدنا جميعاً الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله - واعرف كثيراً من أهل المجمعة الذين عملوا معه في معهد العاصمة النموذجي، وللمجمعة مكانة كبيرة لمواقف أهلها التاريخية وأضاف سموه: إن الهيئة العامة للسياحة والآثار ليس مهمتها السياحة فقط ومهمة السياحة مهمة اقتصادية وأنا كلفت من الدولة بإنشاء قطاع اقتصادي جديد وأضيف لهذه الهيئة مؤخراً أربعة قطاعات رئيسة نحن الآن نعيد تنظيمها بالكامل وفقا للخطة الاستراتيجية التي وافقت عليها الدولة وتوجيهات القيادة التي تؤكد على تركيزنا أساسا على السياحة الوطنية وتسهيل السياحة على المواطنين، فالمواطن اليوم لم يعد المواطن قبل عشر سنوات عندما أنشئت الهيئة أو اقل من ذلك، فاليوم المواطن أصبح يسافر ويزور المناطق السياحية فلهذا فانه لابد أن تقابله خدمات سياحية وبأسعار متفاوتة ويقابله برامج سياحية ثرية، واستطرد سموه قائلاً انه رخص الآن لأكثر من ستين منظمة رحلات سياحية، والآن نعمل معهم لتركيز الرحلات الوطنية للمواطنين والسياحة التي تأتي من الخارج ليس لها الأولوية بالنسبة لنا ولا نرى اليوم أنها التي يجب أن تستهدف. وأشار سموه الى أن الهيئة تسلَّمت قطاع الاستثمار السياحي وتتعاون في ذلك مع البلديات والجمعيات الأخرى ثم استعرض سموه مناشط الهيئة وما ستقوم به في المحافظة.
بعد ذلك شاهد الجميع عرضاً عن البرنامج الوطني لتنمية القرى التراثية قدمه الأستاذ عبد الرحمن الجساس المدير التنفيذي لجهاز السياحة بمنطقة الرياض، أوضح خلاله أهداف البرنامج وبعض المقترحات الخاصة للمسار الاستثماري الذي تراه الهيئة لإعادة المنطقة التاريخية كما تحدث الأستاذ محسن القرني عن برنامج تطوير المدن التاريخية بالمملكة وخاصة مدينة المجمعة، ثم قدم المهندس بدر بن ناصر الحمدان رئيس بلدية محافظة المجمعة وعضو لجنة التنمية السياحية بالمحافظة عرضاً عن رؤية محافظة المجمعة تجاه تنمية قطاع السياحية والآثار بالمحافظة بمشاركة مع الهيئة العامة للسياحة.
سموه يزور جامع حرمه
بعد ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بزيارة جامع حرمة القديم الذي تمت إعادة بنائه على طرازه القديم من قبل رجل الأعمال المعروف الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن العقيل، وكان في استقباله رئيس مركز حرمة الأستاذ سعد بن عبد العزيز الماضي وعدد من أعيان وأهالي حرمه، حيث أدى سموه والحضور صلاة الظهر في الجامع، بعد ذلك تجول داخله واطلع على مرافقه ثم شرف حفل الشاي الذي أقيم بهذه المناسبة.
سموه يزور السوق الشعبية
عقب ذلك قام سموه بزيارة إلى مشروع تطوير المنطقة المركزية التاريخية (البلدة القديمة) في وسط مدينة المجمعة الذي تعمل على تطويرها الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن مشروع تطوير مراكز المدن التاريخية بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية القروية ممثلة في بلدية محافظة المجمعة، وكان في استقباله لدى وصوله مدير التربية للبنين بمحافظة المجمعة وعضو لجنة السياحة الدكتور موسى بن عيسى العويس ورئيس بلدية المجمعة وعضو لجنة التنمية السياحة المهندس بدر الحمدان وعدد من أعيان وأهالي محافظة المجمعة، وقد تجول سموه وسمو محافظ المجمعة والحضور داخل المنطقة والسوق الشعبية، حيث اطلع على خطة تطوير المنطقة المركزية بمحافظة المجمعة واستمع إلى شرح من رئيس البلدية، كما زار مرافق السوق واستمع إلى شرح من الأستاذ خالد بن إبراهيم المزيني، وشاهد سموه بعض الطلاب وهم يقومون بترميم وبناء بعض المباني القديمة كما زار مدرسة أحمد الصانع القديمة واستمع إلى نماذج من قراءات الطلاب التي كانت تتم قديما ثم تجول داخل المنازل القديمة.
سموه يزور القلعة التاريخية
بعد ذلك توجه سموه إلى القلعة التاريخية بالمجمعة (المرقب) حيث صعد سموه إلى أعلى القلعة وشاهد مدينة المجمعة من الأعلى، ثم شرف سموه حفل الشاي الذي أقيم في المخيم الشعبي ثم قام سموه بالمرور على نموذج الشراكة بين البلدية والقطاع الخاص الذي يمثل أحد المشروعات النموذجية لمراكز خدمات الطرق المتطورة بين مخرجي 15-16 لمدينة المجمعة على الطريق السريع.
سموه يستقبل الأهالي والمسؤولين
بعد ذلك توجه سموه إلى استراحة البلدية حيث تشرف عدد من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال بالمحافظة بالسلام على سموه وألقى سموه كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن شكره وتقديره لسمو محافظ وأهالي محافظة المجمعة على ما وجده من حفاوة وحسن استقبال واستعرض مناشط الهيئة وما ستقدم في محافظة المجمعة، ثم شرف سموه حفل الغداء الذي أقيم تكريماً لسموه ومرافقيه بعده غادر سموه مدينة المجمعة مودعا بمثل ما استقبل من حفاوة وتكريم.
الأمير سلطان يتحدث للصحفيين
وقد أكد سمو الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي أكد فيه أهمية مشروع المنطقة التاريخية بالمجمعة الذي سيسهم في زيادة الجذب السياحي للمحافظة، إضافة إلى الاستفادة الاقتصادية والثقافية التي يحققها المشروع لأهالي المجمعة وقال سموه: أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل منذ أكثر من ست سنوات على أن يكون هذا الموقع ضمن المواقع التي يتم تأهيلها وتطويرها وهناك تعاون كبير مع بلدية المجمعة، كما أن هناك مخططا جديدا لهذه المنطقة تم إقراره الآن يحافظ على كل العناصر الرئيسة التاريخية في هذه المنطقة، وأضاف سموه: هذه البلدة القديمة هي جزء من مشروع اقتصادي تقوم به هيئة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وجهات حكومية أخرى يتضمن إحياء المناطق التاريخية التي يكون لها اثر اقتصادي في المنطقة، ومن ضمن ذلك تدريب الناس على تشغيلها وتقديم خدمات فيها يكون لها مورد اقتصادي وتاريخ وثقافي لنا نعتز به - إن شاء الله -، وأكد سموه أن ملامح خطة هيئة الساحة في محافظة المجمعة هي ملامح خير وتنمية اقتصادية وتنمية لوظائف المواطنين وتأسيس السياحة كقطاع اقتصادي وهذا هو أهم شيء، والهم الأكبر أن المجمعة نهضت اقتصاديا من خلال تطوير محور جديد وهو محور السياحة، وكذلك المحافظة على آثار هذه المنطقة ومبانيها وقراها التاريخية وتحويلها من مواقع آيلة للسقوط إلى مواقع آيلة للاستثمار، ونحن الآن نعمل على تجهيز هذه الخطة بتوجيه من سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة الذي تعمل اليوم تحت مظلته خلال ستة أسابيع، والخطة تشتمل على عدة محاور منها تطوير نظام للاستراحات الريفية وإنشاء الجمعيات التعاونية لتطوير القرى التراثية والقصد من ذلك هو أن يكون هذا المشروع مشروعا اقتصاديا فيه خير للمواطنين.
ورداً على سؤال للجزيرة.. هناك عدة حملات توعوية أطلقت من المجمعة وهي حملة لا تطيح وحملة سور، بم ستسهم الهيئة في هذه الحملات وأفاد سموه استثمرت في العقول وفي الناس من عدة سنوات، حيث إننا نعمل منذ عدة سنوات مع البلديات والمحافظات لإقناع الناس أن تراثنا العمراني ليس فقط خرائط نريد أن نرميها، فهذه القرى خرج منها رجال ساهموا في توحيد هذه الدولة وخرج منها العلماء والمثقفون، فيجب أن نوفيها حقها لنستعديها لتكون جزءا من تطورنا حتى في المستقبل وحملة (لا تطيح) في الحقيقة أعجبت بهذا الشعار، واعتقد أن البلديات ستتبنى ذلك.
ورداً على سؤال حول قرار مجلس الوزراء الذي صدر مؤخراً يمكن المواطنين من العناية بمواقعهم ومبانيهم التراثية بالتنسيق مع الهيئة من خلال صندوق التنمية قال سموه: إن لدينا اتفاقية مع بنك التسليف وبدأ البنك يقرض ليس فقط للمباني التراثية لكن لتأسيس الشركات الصغيرة وشركات الخدمات السياحية والآن وقعنا إضافة جديدة مع صندوق التسليف إلى تسليف المباني التراثية التي يرغب الملاك أن يطورها لتكون استثمارا كما أن الهيئة وقعت خمس اتفاقيات مع خمس صناديق منها صندوق المئوية لتطوير هذا البرنامج.