الجزيرة - ياسر المعارك
أنهى مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام برنامج (واثق) التدريبي الذي تم تطبيق تجربته خلال 12 أسبوعا في 6 مدارس للبنين والبنات بمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام (تطوير) في ثلاث مناطق من المملكة هي الرياض وجدة والمنطقة الشرقية ويعتبر البرنامج من أهم البرامج التي تراعي شخصية الشباب والطالب وتساعده على تنمية مهاراته في الحياة، وتعيد ثقته بنفسه أكثر حيث يركز على تنمية مهارات الطالب والطالبة في التواصل والتخاطب مع الآخرين، وفي قدرته على تكوين علاقات مع زملائه الطلاب وتنمية هذه العلاقة بما يعود عليه بالفائدة.
وقال الدكتور نزار الصالح الأمين العام المساعد للمركز الوطني لأبحاث الشباب إن نتائج الدراسة التي أجراها المركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود لتطبيقات البرنامج، أكدت الاستجابة الكبيرة للمفاهيم والمهارات التي قدمها البرنامج للمستفيدين منه.
وشدد الصالح على أهمية تعميم هذه التجربة على مستوى المملكة، لأن الطلاب بحاجة لمثل هذه البرامج التي تقوي شخصيته وتعطيه اعتزاز وثقة أكثر كذلك تعمم التجربة على المعلمين والتي تعطيهم القدرة على كيفية تفعيل بناء الشخصية عند الطلاب.
الأستاذ طالب أبو ذيب خبير تربوي وأستاذ في جامعة دار العلوم في الرياض أكد على أن البرنامج يعتبر من أروع البرامج التي شاهدها طوال مسيرته التربوية كون معظم الشباب يحتاجون في الوقت الراهن إلى تدريب على مهارات الحياة وليس إلى تكثيف الدراسة، لأنهم هم شباب المستقبل وهم من يتطلع إليهم مستقبلا أن يكونوا من القيادات الكبيرة، مثنيا على البرنامج في قدرته على مساعدة الشاب في حل المشكلات التي تواجهه مع صعوبة الحياة وتعقدها حاليا.
وأوضحت الأستاذة مشاعل العيسى الخبيرة التربوية ومشرفة النشاط في مدارس الرياض أن أبرز مميزات البرنامج هي الجدية والالتزام، إذ من النادر أن تجد برنامجاً يمتد لعدة أسابيع تحافظ فيه المدربة والمتدربات على التجديد والإبداع والانضباط بالوقت والحضور كذلك العناية بالقياس إذ من النادر أيضاً أن يتم قياس البرنامج بثلاثة قياسات قبلي وبعدي وفي الأثناء مما يجعل التقييم على درجة كبيرة من المصداقية وتساءلت العيسى ماذا لو تم إعطاء هذا البرنامج لكل طالبة في وطننا الحبيب؟؟ ترى هل سنجد أخطاءً سلوكية وفكرية ومشاكل نفسية مثلما نشاهدها الآن؟ أم أنها ستكون حالات نادرة؟ وماذا لو أنفقنا الكثير على التدريب والتأهيل بدلاً من حشو عقول الطالبات بكتب ضخمة تنتهي لسلة المهملات.
وتوقعت العيسى أن يحدث البرنامج أثرا عند ولي الطالبة الذي سيرى ذلك ينعكس إيجابيا في سلوك ابنته ويعود إليه بالنفع، إلى جانب أن الطالبات اعترفن بأنهن تغيرن ونقلن ما تعلمنه للأهل بل الأعجب أن الأم نفسها كانت تتغير مع ابنتها وتذعن لتوجيهاتها وكلماتها المقنعة.
وطالبت العيسى بتعميم الفكرة وأهمية إخضاع المعلمات والهيئة الإدارية للتدريب على البرنامج قبل الطالبات في المدارس، والتركيز على التدريب حيث قيمة الإنسان هي بقدر ما يتقن من مهارات، وأنه من المحزن أننا لا نهتم بأمر التدريب ونعده شيئاً مكملاً بينما نجد الدول المتقدمة تنفق الكثير عليه حيث يبلغ متوسط نصيب الياباني من التدريب 38 يوما ومتوسط نصيب الفرد الأمريكي 25 يوما والأوربي 20 يوما، بينما متوسط الأيام التدريبية للفرد العربي يومان فقط، والولايات المتحدة تنفق في سنة واحدة على التدريب 200 مليار دولار وهذا أكثر مما أنفق على التعليم العام والخاص لدينا.
ويعتبر البرنامج من أشهر البرامج التي تم تطبيقها عالميا، وقد نفذ البرنامج الأول منه لأول مرة في عام 1912 في الولايات المتحدة، فضلا عن أن البرنامج تخرج منه أكثر من 7 ملايين متدرب، ونفذ في 76 دولة وبـ25 لغة.