«الجزيرة» - عبد الرحمن السريع
تمكنت شرطة منطقة الرياض ليل أمس الأول من التوصل إلى المكان الذي يختفي فيه وألقت القبض عليه.. وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغاً يوم الثلاثاء المنصرم عن جريمة القتل التي راح ضحيتها طفل في الحادية عشرة من عمره.. ووالده الأربعيني.. حيث شوهدت جثتا الطفل ووالده.. وتبيَّن من المعاينة الأولية أن الأول مات خنقاً.. أما الآخر فقد لقي حتفه نتيجة لقيام الجاني بضربه عدة ضربات مميتة بساطور كان يحمله على مواقع متفرقة من جسمه.. وبعد أن تبين له وفاتهما قام بإغلاق محله عليهما.. ثم توارى عن الأنظار.. شرطة منطقة الرياض التي باشرت إجراءات البحث والتحري والتحقيق في القضية اتخذت إجراءاتها الأولية فور مباشرة الحادثة.. ونقلت جثماني القتيلين لمجمع الملك سعود الطبي لإصدار تقرير الطب الشرعي.. ثم شرعت مباشرة في إعداد خطة بحث وتحرٍ موسعة.. تستهدف القبض على الجاني بأسرع وقت ممكن وتقديمه للعدالة.. كما تمَّ تسخير كافة الإمكانيات المتاحة والاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في تعقب الجاني والبحث عنه.. الجاني الذي حرص على الفرار من مسرح الحادث والحي الذي يسكن فيه بعد تنفيذ جريمته قطع كل وسائل الاتصال به.. وكان حريصاً جداً على التواري عن الأنظار وعدم الخروج أو التجول إلا في أوقات محددة ومعينة بعيداً عن لفت الانتباه مع تغيير المواقع التي يتواجد فيها باستمرار.. والحرص على التنكر والتخفي.. شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض الجهة التي تولت مهمة البحث عن الجاني والقبض عليه وجدت نفسها أمام جريمة اقترفها وحش بشري يتدثر في ثوب إنسان.. غابت عنه كل مشاعر الإنسانية.. وانساق وراء نوازع الشر والحقد والكراهية.. وكانت في سباق مع الزمن لتعقب المجرم الهارب.. ولم تترك أي وسيلة أو موقع.. أو مكان يمكن أن يلجأ إليه إلا وطرقته.. وكانت عمليات البحث والتحري تجري في عدة مسارات متوازية كسباً للوقت.. وتفويتاً لفرص هروبه وإعطائه مزيداً من الوقت ليتدبر أمره.. وضيقت الخناق عليه.. وأحكمت عمليات البحث والتحري.. تقارير البحث الميدانية أشارت إلى إمكانية تواجد المجرم في أحد الأحياء وسط العاصمة الرياض.. وبعد التأكد بنسبة كبيرة من صحة المعلومة.. أعدت خطة عاجلة للقبض عليه.. وتم لها ذلك بفضل الله وتوفيقه.. وبنجاح تام.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الجاني نفذ جريمة القتل في الطفل أولاً وقبل والده نتيجة لخلافات بينه وبين والد الطفل.. حيث استوقفه أثناء ذهابه إلى محل تموينات آخر لشراء بعض الحاجيات واستدرجه داخل محله.. ثم قام بخنقه ثم أخفاه خلف أحد البرادات.. وعندما جاء الأب للبحث عن ابنه.. نشب بينهما خلاف استل على إثره ساطوراً من داخل محله.. وبدأ يضرب به الضحية الثاني عدة ضربات مميتة أردته قتيلاً.. ثم لاذ بالفرار.. بعد أن أغلق عليهما محل التموينات الغذائية.