جدة - الجزيرة
صرّح صاحب السمو الأمير بدر بن سعود بن سعد آل سعود رئيس مجلس إدارة مجموعة الشركة السعودية لصناعة وتطوير أغشية النانو بأنه بعد مفاوضات استمرت لمدة تزيد على ثلاث سنوات مع شركات عالمية متخصصة في صناعة أغشية النانو تم الاتفاق على تأسيس الشركة مع شركاء مستثمرين متخصصين في هذا المجال، التي سيكون مقرها الرئيسي بالمملكة، والشركة ستقدم خدمات تختص بالعمل على تطوير تقنية أغشية النانو وتصنيعها في مجال صناعات متعددة، وهذه التقنية تعتمد على عمليات فصل المواد إلى أدق جزيئاتها (النانو)، وتدخل في صناعات متعددة مثل صناعة تحلية ومعالجة المياه والصناعات النفطية ومجالات صناعة الأدوية والمواد الطبية والصناعات الزراعية والغذائية ومنتجات تقنية حماية وتلوث البيئة.
وأكد سمو الأمير بدر أن اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للعلم تجسد خلال السنوات الماضية على كافة المستويات، وتوج بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي اهتمت بشكل رئيسي بأبحاث النانو منذ بداية تأسيس هذه الجامعة العالمية، وكان يطمح طوال حياته إلى أن يحقق إيجاد موطن لتقنية النانو من خلال صرح علمي فريد في المملكة لإدراكه أهمية هذه التقنية في مجال تحلية ومعالجة المياه وآثارها البعيدة المدى.
وأضاف الأمير بدر أنه بفضل الله وتوفيقه وتشجيع خادم الحرمين الشريفين المستمر في دعم العلم والعلماء لتوطين هذه التقنية في المملكة لمصلحة المواطن والإنسانية عامة تفرغتُ تماماً لمتابعة تطورات هذه التقنية على مستوى العالم، والحمد لله تم الاتفاق لتوطين هذه الشركة في المملكة والاستفادة من تطبيق ابتكاراتها العلمية في تقنية أغشية النانو في مجال المياه، وهي من الفرص الحقيقية والنادرة لمواكبة دول العالم في استخدام وتقديم خدمات بتقنية النانو على مستوى عالمي بدلا من الاستعانة بمراكز أبحاث للاستشارة والتطوير من خارج المملكة؛ لأننا أكبر دولة في العالم تنتج ماء محلاة بتحلية ماء البحر، ويجب أن نكون الدولة الأولى من حيث إنتاج مستلزمات التشغيل المرتبطة بتقنية النانو في قطاع المياه، خاصة أن التكلفة الحالية للإنتاج عالية جداً، وهناك زيادة مطرة في حجم الاستهلاك.
وأضاف الأمير بدر أن هذا الاتفاق الذي تكلل بالنجاح لتوطين هذه التقنية بالمملكة يعتبر مكسباً محلياً كبيراً لنا ولبلادنا، ونحمد الله على ذلك، وستصل خدمات هذه الشركة إلى كافة أنحاء العالم؛ حيث إنها تتميز بتملك العديد من براءات الاختراع العالمية والابتكارات العلمية في تقنية أغشية النانو، بالإضافة إلى عدة تقنيات غير مسبوقة علمية أخرى في مجال علم الهندسة الكيميائية والميكانيكية التي ستسهم في تطوير وتصميم طرق جديدة مبتكرة لعمليات هندسية مرتبطة بصناعات متعددة؛ لذلك ستكون الشركة الأولى من نوعها في المملكة والشرق الأوسط التي ستقدم خدمات تطويرية واستشارية للصناعات المختلفة بالنسبة إلى القطاعين الحكومي والخاص وعلى مستوى عالمي.
وأشارت الشريفة زهرة إدريس بن علي الباحثة العلمية عضوة الفريق العلمي بالشركة والمتخصصة في الأحياء الدقيقة والجزيئية (ذات أبعاد النانو)، أن الاستفادة من الاختراعات العلمية في تطوير الأغشية ذات تقنية النانو لهذه الشركة ستساهم في تطوير أساليب حديثة في التنبؤ بطرق أكثر أداء للأغشية ذات تقنية النانو ومعالجتها لزيادة فعالية استخداماتها في عمليات الفصل والتعلق من خلال دراسة خصائص ثبات حركة الجسيمات الدقيقة (خلايا مختلفة، فيروسات) لقياس القوى, ليس على مستوى النانو فحسب بل على مستوى يصل إلى بيكو نيوتن (1 على ألف نانو)، وهذه أول شركة في العالم ستقوم بتقدير قياس المعلقات غير المرغوبة والملوثة على هذا المستوى القياسي في تحلية ومعالجة المياه.
وأضافت الباحثة السعودية أن توطين الشركة لتقنية النانو يفتح مجالاً كبيراً أمام مراكز الأبحاث المحلية؛ حيث نزودها باحتياجاتها من هذه التقنية لتطوير أبحاثها وتطوير البحث العلمي للباحثين، وستتاح لهم الفرص للاستفادة من هذه التقنية في المملكة لتطوير الصناعات المختلفة بطريقة أفضل فاعلية، مثل صناعات الأدوية المستهدفة للأمراض Targeted drugs كالمضادات الحيوية (للأمراض الفيروسية والخلايا السرطانية Cancer Stem Cell)، وفي استخدامات طبية والصناعات النفطية وغيرها من الصناعات العديدة التي تتعلق بعمليات فصل الجزيئات بعضها عن بعض بتقنية أغشية النانو.
وأضاف الدكتور أحمد سند اليوسف مستشار تأسيس الشركة قائلاً: إن هذه أول شركة سعودية خاصة وعلى مستوى عالمي تؤسس في الشرق الأوسط من حيث اختصاص خدماتها الفريدة بتقنية النانو، وخدماتها متاحة للقطاعَيْن الحكومي والخاص. وأضاف قائلاً: إن الاتفاق المبدئي لمقر الإدارة العامة للشركة سيكون في مدينة جدة بإذن الله، وحالياً تتم دراسة العديد من المواقع لتكون مقار لمراكز الشركة في مناطق مختلفة من بلادنا الغالية.