Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
رقص الأقحوانة
حبيبنا سمسم.. صح لسانك
محمد يحيى القحطاني

 

.. وكتبت أولى كلماتي هذه بعد أن هدأت موجة الضحك التي أفزعت بها كل من حولي وكأنني صاحب الجمل الذي فقد (راحلته) في صحراء ثم وجدها حين أطل عليه الموت من العطش، واليوم أفعلها وأنا أستقبل معلومة قالت لي (غطني) فأبيت إلا فضحها فضيحة المتطهر يوم طلوعه عالمعاش كما قال سيد الكوميديين فؤاد المهندس عليه رحمة الله.

أخونا عبدالمعطي قال إن الفن السعودي مدعوم بأموال (الشيوخ) التي لولاها لما كان ولا قامت له قائمة أو نائمة وإننا مجرد عقول جوفاء لا تحتمل الفن ولا ينبع منها سوى ذرات الرمل ورؤوس فارغة نغطيها بالبتاعة الحمراء، التي تعطل دخول الهواء وننشغل ب(سكبتها)، ثم سرد لي تأريخ السينما العربية والدراما والغناء والمنولوج حتى وصل عتبة (الستات) وأكثر هداه الله من الحواشي وتفسير المفسر بمصاحبة فرقة حسب الله من يدين وشفتين وضرب على طاولة كانت بيننا وكاد أن يشهّد عليّ (عامل المقهى).

قلت له مهلك يا صاحبي فإن شماغي غطى على مسام عقلي ولم أنتبه لما قلت بسبب خلطك العصير مع مرقة (الفراخ) واجعل حديثك يمشي (الهوينى) وما الحياة الا دول وجميعنا في خندق واحد ووو...

ليتني لم أقل (خندق) حين زاد الزبد في تدفقه من على أطراف شفتيه قائلا: ما تقولش خندق.. انتوا من سكة واحنا من سكة!

ضحكت كثيراً لأنني لا أحب أن أخسر أحداً لاختلافي معه وكثيراً ما أنسحب من أي نقاشات كهذه لأنها مدعاة للفتنة والتناحر ولست مستعداً لإثارة حبالي الصوتية من أجل سينما والأخذ بقاعدة (بيتنا أحسن من بيتكم).

والله إنني أحب الجميع وأعلم أن فينا من يدين للآخرين بفضل التقدمية ولكن هناك من يجعلهم يصارعون الزمن للبقاء مراوحين على (خنادقهم) القديمة وكأنهم يحرسونها من (الردم) يحذرون من الوقوع في غيابات الجب وهم يعرفون بأن وقتنا الحاضر لم يكن لهم رفيقاً فغدوا يغنون على (أطلالهم).

من حقنا المزايدة والمنافحة والترويج لبضاعتنا ولكن ليس على حساب هذا أو ذاك وكم من (متغطرس) قال بأننا لم نتحرك خطوة واحدة في ساحتنا الفنية ولولا (الفلوس) لبقينا مصفقين لعادل إمام وراقصين على أنغام شعبان ومتسمرين أمام منديل أم كلثوم وصامتين لنواح عبدالحليم ومنبهرين لرقصات فيفيهم.

من حق كل واحد أن يقول بأنه يركض ولكن علينا (وإن كنت أستبعدها) أن نحترم بعضنا البعض دون أن نتقاذف الطماطم المتعفن وإرغام هذا بالإدانة لنا بالأفضلية.

انتهى فاصل الضحك بعد أن قلت لصديقي:

طول عمركم أصحاب نكتة.. فرد ساخراً:

صح لسانك!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد