Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
المنشود
الصياد والغزال الشارد!
رقية سليمان الهويريني

 

اعتقلت الشرطة الصينية صياداً من مقاطعة (داتشيان) غربي البلاد لإطلاقه النار على سيدة ظناً منه أنها (غزالٌ شارد)!

وكان الصياد قد قام على الفور بنقل السيدة المصابة إلى المستشفى، إلا أن الشرطة اعتقلته بتهمة إطلاق النار عليها، وحيازة سلاح دون ترخيص!

توقفتُ عند هذا الخبر الطريف الذي أوردته وكالة أنباء الصين (د.ت.أ) وبدا لي منه أن ضيق العيون لدى الصينيين له آثارٌ سلبية على حياتهم. وتخيلت وضع السيدة حينما تعرف أن سبب إطلاق النار عليها هو (التباسٌ في الشكل!) فهل ستفرح عندما تعلم أنه السبب في اصطيادها؟ وهل ستقبل عذر الصياد؟! ولو سمعت رأيي لأشرت عليها أن تعفو عنه فوراً، بل وتتنازل عن القضية، ولطلبت منها أن تشكره! فالسيدات عموما يسعدهن الإطراء، وهل هناك ما هو أجمل من وصف الغزال الشارد حتى ولو كان المشبه به من الحيوانات؟ فإطلاق وصف الغزال وحدها كاف لتجعل السيدة تشكره! وإضافته صفة الشارد تستحق لوحدها مكافأة!

أطربني لفظ الغزال الشارد! فهل استغل هذا الصياد الذكي ضعف المرأة وعاطفتها ليوهمها والشرطة بأنه كان يظنها كذلك ليفلت من العقاب؟ أم أن خيال الرجل وشغفه بالمرأة صوَّر له ذلك فعلا؟!

المسألة تحتاج لدراسة دقيقة لنخرج بتحليل متكامل لنوايا الصياد ودوافعه وتخيلاته! فالوضع تماما يختلف لو تخيلها مثلاً (ماعزا أو حمارَ وحشٍ)! فقد تحنق السيدة عليه وتلصق به تهما عديدة ليس أقلها سبق الإصرار والترصد! ومن حقها عندئذ أن تقيم عليه دعوى إطلاق نار وتشويه سمعة والتسبب لها بعقدة نفسية دائمة!

طبعاً هذا في الصين العظيم، أما في بلادنا فإن الألفاظ والتشبيهات تختلف وتتنوع تبعا للحالة المزاجية للزوج، فهي تتراوح بين (دجاجة وبقرة) مرورا بالشاة والعنز والصخلة! وأستغرب دخول أحد الطيور الداجنة في هذه القائمة! حيث لا يمكن إطلاقا أن يدخل في قائمة التشبيهات لفظة الكروان والبلبل والكناري وحتى العصفور، ربما لارتباطها بعدم الإنتاجية حيث كل المسميات السابقة ترتبط بحيوانات منتجة ومن الثدييات على وجه التحديد عدا الدجاج المختص باللفظ على قلة الذكاء أو البلاهة! وأرجو من أخواتي العربيات عموما والسعوديات على وجه الخصوص ألا يتألمن لذلك، بل يحمدن الله كثيرا لعدم تعرضهن لإطلاق رصاص وحدوث إصابات. فماذا تراها استفادت تلك الصينية البائسة وهي ترقد في المستشفى أيا كان ظن الصياد بها؟! ومن عوفي فليحمد الله. فربما في نظر البعض تكون الدجاجة التي يتبعها صيصانها وتنبش بمخالبها الأرض بعشوائية وفوضوية لإطعام صغارها أجدى من الجري برشاقة في طرقات داتشيان بالصين!

وأخيرا لدي سؤال أود طرحه على هذا الصياد الصيني: كيف استطعت برغم الاكتظاظ السكاني لديكم اقتناص هذه المرأة بالذات؟!

كم أنت صياد ماهر! أكثر الله من أمثال خيالك وظنونك الجميلة!!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد