Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
الأسر المنتجة....خطوة الألف ميل!
زيد المحيميد

 

مهندس فكرة مهرجان الكليجا والمنتجات الشعبية صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود فقد انبثقت الفكرة من مبدأ دعم الأسر المنتجة في هذا الوطن.

وقد خطط لتحقيق ذلك الهدف بوضع مهرجان وفق منهجية متكاملة، وقد أقيم ذلك المهرجان في بريدة بمركز الملك خالد الحضاري من 27-3-1430هـ إلى 7-4-1430هـ، ويأتي هذا المهرجان الذي تنظمه الغرفة التجارية بالقصيم بمشاركة أمانة منطقة القصيم والهيئة العليا للسياحة بمنطقة القصيم كأولى الخطوات الصحيحة - في نظري- نحو إيجاد وسيلة منظمة وفعالة ورائدة لتسويق منتجات الأسر المنتجة التي أصبحت تشكل قوة إنتاجية لا يستهان بها في مختلف مناطق المملكة بواسطة آليات تسويقية فعالة، إضافة إلى أن من أهداف ذلك المهرجان إعداد الأسر وتأهيلها وتدريبها لإكسابها مهارات لتحسين أساليب العمل وزيادة دخل تلك الأسر، وتسويق منتجاتها، ومنحها الفرصة لمقابلة بعض المختصين والأكاديميين لإعطائهم استشارات إدارية وتسويقية وتمويلية، وقد قامت الكلية التقنية في بريدة بالإسهام بهذا العمل، في محاولة لتحويل تلك الأسر إلى وحدات إنتاجية مستقلة . وتشير بعض التقديرات المبدئية أن في منطقة القصيم أكثر من مئتي أسرة تمتهن إنتاج المأكولات والمنتجات الشعبية القديمة ومنها الكليجا، وتنتشر منتجات تلك الأسر في بعض الشركات والمؤسسات الخاصة، ومحلات بيع المواد الغذائية التي تعمل على جذب عدد كبير من تلك الأسر لعرض منتجاتها، مع ملاحظة وجود بعض حالات الاستغلال التجاري من قبل بعض الشركات والمحلات!!.

لفت انتباهي في هذا المهرجان الرائع وأنا أتجول بصحبة رئيس لجنة المعارض والأسر المنتجة بمهرجان الكليجا الأستاذ المتميز عبدالرحمن السعيد عدد من الأمور والملاحظات منها:

* الإقبال الشديد والحماس منقطع النظير من تلك الأسر المنتجة حيث بلغ عدد المشتركات أكثر من 223 أسرة، وبلغ عدد الاحتياطي ما يربو على 25 أسرة منتجة لم يحالفها الحظ في المشاركة في المهرجان!.

* عقد دورات متخصصة تطبيقية في الكليجا والمنتجات الشعبية في قاعات خاصة مع استخدام الأسماء الشعبية كقاعة موضي وقاعة حصة وغيرها بتنفيذ سيدات امتهن تلك الأعمال.

* تصميم قاعة أثرية خاصة بالكليجا تحتوي على أكثر من 38 أسرة منتجة تعرض منتجاتها ولفت انتباهي أن بعض تلك الأسر المنتجة تبيع الكليجا من الفرن مباشرة.

* قاعة الأسر المنتجة تحتوي على أكثر من 66 أسرة منتجة تعرض مختلف المنتجات الشعبية بجودة عالية، وهناك مكان مخصص للنساء فقط تحوي خيمة كبيرة لتقديم القهوة والشاهي وخيمة أخرى ترفيهية.

* تخصيص جائزة لأفضل طبخة مقدمة من تلك الأسر.

* هناك في المدخل الرئيسي للمهرجان 66 شركة ومصنعا شارك في تقديم منتجاته الخاصة بعمالة معظمها (غير سعودية)، وهذه علامة استفهام أوجهها للمنظمين إذ إن الغاية من هذا المهرجان دعم وتطوير وتسويق إنتاج الأسر المنتجة فقط لهذا يفضل في المهرجانات المقبلة - في نظري- عدم دعوة تلك الشركات والمصانع لتقديم وبيع منتجاتها بل جعلها تساند تلك الأسر المنتجة ماديا وتقدم خبراتها وهذه أقل ما تقدمه كمسئولية اجتماعية نحو تلك الأسر.

* هناك دورات ومحاضرات متخصصة لتلك الأسر قام بها عدة جهات منها الكلية التقنية في بريدة، والكلية التقنية للغذاء والبيئة والمعهد العالي التقني للبنات وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج ونادي المبادرين في كلية العلوم جامعة الملك سعود.

* بعض الأسر المنتجة تقدم منتجاتها بصورة فاخرة وهذا ما لاحظته في الجناح المخصص للكليجا.

* لا يوجد هناك خدمات مباشرة لمنح تلك الأسر قروضاً عينية تتمثل في الآلات والمعدات والتجهيزات، وكذلك قروض نقدية وهذا دور أرباب الأعمال في منطقة القصيم بجانب الصناديق المخصصة للتمويل.

* لا يوجد آلية يتم من خلالها تحقيق شراكة حقيقية في المهرجان بين سوق العمل والأسر المنتجة والغرفة التجارية لعمل عقود وحفظ حقوق تلك الأسر بل هناك بعض أصحاب الشركات والمصانع يقومون بالتفاوض مع تلك الأسر بصورة مباشرة وبشكل غير مؤسسي.

* هناك فقط 8 رعاة رسميون في هذا المهرجان وهنا أتساءل: أين بقية الشركات والمؤسسات والمصانع ورجال الأعمال في المنطقة.

نتيجة ما سبق طرحه أرى وضع آليات ومبادرات للسعي نحو تطوير وتأهيل وتدريب الأسر المنتجة منها:

* ما أوصت به ورشة عمل نظمها فرع الغرفة النسائي في الرياض بعنوان (سبل دعم عمل الأسر المنتجة) بضرورة إيجاد تنظيم مؤسسي لعمل الأسر المنتجة يعمل على وضع اللوائح والأنظمة والضوابط لرعاية ودعم واستقطاب هذه الأسر (جريدة الرياض، 8 محرم 1429هـ، العدد 14451).

* إقامة هذا المهرجان بصورة سنوية.

* إيجاد قاعدة بيانات للأسر المنتجة المشاركة في المهرجان ووضعه كدليل تعريفي لتلك الأسر وعرض منتجاتها.

* التنسيق بين الأسر وصندوق الموارد البشرية، ووضع آلية ميسرة لتسجيل ودعم الأسر العاملة، وقد قطع الصندوق شوطاً لابأس في هذا المجال ونرجو إكماله بشكل مهني.

* مسابقة سنوية لأجود منتج عن طريق لجنة فنية منبثقة من الغرفة التجارية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وبعض أرباب الأعمال، وعرضه بجميع وسائل الإعلام.

* العمل على تأسيس مركز متخصص وليكن مسماه (مركز الأسر المنتجة) وقد أثلج صدورنا الخبر الذي أطلقه نائب الأمير بإيجاد مقر دائم للأسر المنتجة، ويمكن أن يدعم ذلك المركز من قبل صندوق الموارد البشرية، ويعمل المركز على تقديم كافة الخدمات التي لها علاقة بمنتجات تلك الأسر، وإمكانية منح برامج تدريب وتأهيل معترف بها ومصدقة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والغرفة التجارية، والاستفادة من الخبرات النسائية من تلك الأسر المنتجة للعمل في تلك المدرسة برواتب مجزية.

أخيرا أختم هذه المقالة بالكتابة الخطية التي كتبها نائب أمير منطقة القصيم بقوله:

(أهلنا أولى بدعمنا) مع تمنياتي بالنجاح لمهرجان الكليجا الأول بالقصيم في بريدة 1430هـ).

ممثل وزارة العمل في مجلس منطقة القصيم


zeidlolo@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد