أشرت في مقال الخميس الماضي إلى الظروف التي مرت بها المملكة خلال السنوات السبع الماضية بإيجاز وبينت الدور الذي انبرت له وزارة الداخلية، مشيداً بجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرسمية والشخصية والتي كان لها الأثر الكبير بعد عون الله وتوفيقه، ثم توجيهات ولاة الأمر في الخروج من النفق الذي أريد إدخالنا فيه وبحجج واهية وأساليب ووسائل مختلفة، كما ذكرت في ثنايا المقال الأسباب التي جعلت وزارة الداخلية تباشر إضافة إلى مهمتها الأساس عدة وظائف لعل من أهمها الوظيفة العقدية، ويمكن الإشارة هنا وبإيجاز أيضا إلى أبرز الصور التي تشكلت فيها وتمحورت حولها جهود سمو الأمير نايف الشخصية والوظيفية الهادفة إلى صفاء العقيدة وسلامة المجتمع:
* تحديد الموقف الصريح والواضح من العقيدة السلفية الصحيحة، وهذا الصنيع وإعلان الالتزام به هو بمثابة تأكيد لهوية الدولة السياسية المعروفة منذ لحظة الميلاد وإعلان صريح لديمومتها في زمن الحرب على الإرهاب الذي أريد له من قبل بعض القوى المتنفذة عالمياً وإعلامياً أن يتماثل مع الإسلام ويتماهى مع كل منتهج سلوك رسول الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، وقيمة هذا العمل وأهميته تتعدى العالم الداخلي لتصل إلى الخارج، فعلى المستوى الداخلي مثلاً يعتبر إعلان الالتزام العقدي وما يترتب عليه من تحديد هوية وتوجه دولة يوجد قدراً من التوحد بين هوية الدولة وهوية مواطنيها فتصبح جنسية المواطن هي عقيدته وتظل صبغة الدولة تتمحور حول عقيدتها بوصفها منهج حياة متكامل وهذا يحقق أقوى صور التكامل والاندماج داخل الدولة، أما على المستوى الخارجي فإن تحديد هوية الوطن وتوجه الدولة انطلاقا من عقيدة يؤمن بها القادة والمواطنون على حد سواء سوف يعطيها ثقلاً سياسياً كبيراً ويمنحها الاستقلالية الفكرية والتشريعية ويجعلها عصية على التبعية بصورها المختلفة أو حتى الاستعمار الجديد بأي لون كان.
* مواجهة الفكر التكفيري الذي تم توظيفه من قبل المتطرفين للطعن في توجهات القادة والعلماء في هذه البلاد وقد سبق أن كتبت عن هذا في مقالات سابقة، كما أشرت من قبل إلى الدور الرائع الذي تقوم به لجان المناصحة التابعة لمقام وزارة الداخلية الموقر، وذكرت كذلك وبتوسع دعم الوزارة ممثلة بسمو الأمير نايف خاصة وتشجيعها المشاريع ذات البعد التأصيلي والوظيفة العقدية وتبنيه -حفظه الله ورعاه- الأنشطة ذات الصبغة العالمية كجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وكذا الكراسي العلمية الموجودة في عدد من الجامعات السعودية وكذا العالمية والتي توجه الباحثين إلى التركيز على هذه الوظيفة المهمة وطرح الحلول الناجزة لكثير من الإشكاليات الفكرية.
* تذكير منسوبي المؤسسات الشرعية بأهمية دورهم وحثّهم على بذل المزيد دفاعاً عن العقيدة وحماية للوطن وضماناً لاستمرار الدعوة على منهج السلف الصالح.
* الدفاع عن مؤسسات بعينها لأهمية الدور الذي تقوم به خاصة الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القطاع الاحتسابي المعروف الذي مهمته الأساس القيام بهذه الشعيرة المهمة حفاظاً على قيم هذا المجتمع ووقاية له مما قد يجد في عصر التحديات الصعب ودمت عزيزاً يا وطني والسلام..