إنني أتابع أحاديث أستاذنا الجليل الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي عبر بعض قنواتنا الفضائية المتخصصة في الشؤون الدينية والإصلاح ومختلف شؤون أمتنا، أتابع برامج وأحاديث أستاذنا العريفي في قناة اقرأ كما أتابع أحاديث أستاذنا الدكتور محمد موسى الشريف في دروسه وخواطره؛ وأحرص على الإفادة من هذه البرامج الهادفة، جزى الله مقدميها بما هم له أهل من الفضل وسماحة الخلق وأدب النفس وأدب الدرس.
|
وعبر ما يقدمه شيخنا العريفي حرسه الله، وكلها مفيدة وتنفع الناس، وله جمهور من داخل بلادنا؛ وكذلك من الوطن العربي وما وراءه من أوروبا والمملكة المتحدة وغيرها!
|
وأستاذنا الدكتور العريفي سلمه الله، له جولات موفقة فهو له رفاق من الشبان العاملين للخير ولما ينفع به الله في شتى الشؤون والشجون.. رأيت الدكتور العريفي وصحبه مرة في السعي إلى الفنادق والمطاعم لجمع الطعام الزائد وتوزيعه على المحتاجين؛ فأكبرت هذا العمل الإنساني المتعدد والمتنوع.. ورأيت متابعة حال المعاقين ذوي الطموحات، الذين لم تقعد بهم حالاتهم ليكونوا عبئاً على ذويهم أو المراكز التي هيئت لهم ويرعاها ويتابعها من وفقهم الله لهذه الأعمال الخيرية؛ ولعلي أذكر منهم سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز؛ وأكدت هذه المواقف والسعي في العون الذين امتحنوا بما حل بهم، فلم يصبحوا عالة على المجتمع رغم أن كثيراً منهم اهتم بهم ذووهم ووقفوا جهودهم على رعايتهم وقضاء حاجاتهم وكل ما يحتاجون، أحسن الله إليهم وجزاهم بكل ما يستحقون من جزاء عنده سبحانه.
|
وأعود إلى أستاذنا الشيخ محمد العريفي وسعيه المشكور هو ومن يوفق من الشبان، فقد رأيت سعيه وإياهم نحو العناية ببيوت الله والاهتمام بنظافتها وفرشها وخدمتها.. والذي يدفعني إلى الإشادة بسعي أستاذنا العريفي المشكور أن هذا التوجه الإنساني والديني هنا وهناك، عبر مدن وحارات ومواقع شتى في بلادنا؛ هذا السعي المشكور أجده عند ذوي الحس المرهف والتواضع النفسي وحب الخير والسعي به واليه، إن هذا العمل الخيّر جزاؤه عند الله كبير، وهو سبحانه الموفق إلى هذا الإحسان، وأتذكر المثل السائر عندنا: التوفيق عزيز.
|
وجهود أستاذنا الدكتور العريفي لا تقف داخل حدود وطننا العزيز، وإنما أرى وأسمع أن خدماته الدينية ممتدة إلى آفاق كون الله الواسع في أوروبا وأمريكا وغيرهما.. فجزى الله هذا الرمز الذي وفقه خالقه إلى خدمة دينه وبثه حيثما حل، وكذلك خدماته التي بلا حدود.. ولقد سعدت بأستاذنا الدكتور العريفي، وكذلك أستاذنا الدكتور محمد موسى الشريف في موسم حج عام 1428هـ يطوفان بمخيمات الحجاج في منى، ناصحين الحجاج وداعين لهم بتقوى الله، والالتزام بمتطلبات الدين الإسلامي الذي كله خير ويسر وسعادة في الدارين لمن اهتدى.. قدرت للشيخين الفاضلين أداء واجب قيم لحجاج البيت العتيق، وهو سعي متجدد رأيته عبر التلفاز في موسم حج 1429هـ، فشكرت في نفسي تجدد النشاط لخدمة الحجاج بتبصيرهم إلى أداء نسكهم كما ينبغي، ورأيت كذلك الهاتف الجوال متواصلاً عبر القناة الفضائية بأسئلة السائلين عن متطلبات الحج والردود الميسرة تتوالى ليل نهار، إنه فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
|
وسررت كثيراً بالتفاف الشبان حول شيخهم العريفي؛ وهم من الواعين العاملين للخير صحبة الأستاذ الجليل، وهم أذكياء لهم آراء يشاركون بها في كل حلقة من حلقات البرنامج الأسبوعي الذي يستمر ساعة وربما أكثر، والتواصل مع المستمعين المتجاوبين مع البرنامج وفي تغطية متوسعة، والشبان يحملون الاقتراحات وهي روافد لآرائهم لدعم البرنامج باقتراحات متحددة مع كل حلقة؛ ومشاركاتهم وما يعن لهم من روافد لبرنامج شيخهم لا دليل على العمل المتجدد.. وفرحت برؤية الشباب في مسألة المعاق؛ وانتقادهم للذين يضيقون بما قدر الله على بعض أفراد أسرهم، ويرون ذلك عبئاً عليهم بدلاً من أن يبعثوا روح تشجيع من امتحن بممارسة قدراته وتعلم ما يريد من أعمال وحرف ليعيش كفرد له قدرات وأنه عضو فاعل في مجتمعه وليس عبئاً عليه، وأكدت هذه الرؤية الحقة فيما رأيت، فالرجل الذي لا يتحرك من كيانه الأساس سوى رأسه، ومع ذلك أكمل دراساته الجامعية ليس انتساباً وإنما بالحضور في تلقي الدروس وأداء الامتحانات، وربما كان خيراً من نماذج من الخاملين الكسالى الذين بكامل قواهم لكنهم لا يعملون؛ ويتأففون من أي عمل لا يعجبهم؛ هؤلاء هم العالة على مجتمعهم.. أما المعاقون فأكثرهم طامح، ولهم قدرات يعملون ما اختاروا أو ما أتيح لهم.. ليس ذلك في بلادنا وحدها ولكن في العالم نراهم على شاشات التلفاز لهم حيوية طامحة متجددة؛ يعملون ويشاركون في كل ما يستطيعون، ونحن المسلمين لسنا أقل شأناً وقدراتٍ وطموحاً!
|
وأرجو أن يتفضل أستاذنا الكريم الدكتور العريفي وتلك النخبة الطامحة الفاعلة حوله، أن يتبنوا الدعوة إلى المطالعة والقراءة في روح الأمة.. ذلك أننا نرى الغرب حيثما اتجهنا أنهم يقرؤون في القطار وفي الطائرة، وحتى في طوابير السينما وما إليها يحملون كتباً في حقائبهم شبان وشابات ومسنون وبأيديهم كتب، يهرعون إليها، لأن الأوقات قيمة عندهم، وأنهم حراس على استثمارها فيما ينفعهم.. لكن (أمة اقرأ) مع الأسف لا تقرأ.. ولا يقال إنهم يقرؤون في الإنترنت، لكنهم قبل عصر الإنترنت لم يكونوا قارئين.. لأن المدرسة لا تعنى بالقراءة، وأكثر الآباء والأمهات لا يعنون بالكتاب، وليس في بيوتهم مكتبات، - فالمكان بالمكين - ورحم الله أبا الطيب المتنبي، قبل أكثر من ألف سنة، قال: وخير جليس في الزمان كتاب.. والانترنت خليط ما يقدم، وربما كان ضرره أكثر من نفعه لدى الشبان والمراهقين.. لكن الكتاب لا يستغنى عنه مهما زاحمه من وسائل تقنية قد تتخذ وسيلة إشغال.. وأمير الشعراء في احتفائه بالكتاب يقول:
|
أنا من بدّل بالكتب الصحابا |
لم أجد لي وافياً إلا الكتابا |
إن يجدني يتحدث أو يجد مللا |
يطوي الأحاديث اقتضابا |
أريد أن أرى في وطني لهذه القدوة، الدكتور العريفي وهو من صنّاع القيم وتلك الصفوة من الشبان الجادين والمتطوعين لخيرهم عند الله وخير الأمة؛ أريد في كل بلد وكل حي وكل قرية؛ هذه الأسوة الحسنة الفاعلة لخيرها وخير أمتها الطامحة عبر تاريخها الناصع والذهبي، ورحم الله الشاعر الكبير أحمد شوقي القائل:
|
شباب قنعّ لا خير فيهم |
وبورك في الشباب الطامحينا |
|
|