Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/04/2009 G Issue 13337
السبت 08 ربيع الثاني 1430   العدد  13337
في الوقت المناسب الرجل المناسب.. في المكان المناسب
د. سامي بن أحمد المهنا

 

كما عوّدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في قراراته الملكية، دوماً صائبة ومحققة الهدف، مؤكدة أن المملكة دائماً وأبداً نصب عينيه وفي قلبه وعقله، جاء مرسومه الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. والأمير نايف ذو تاريخ طويل ومجيد حافل بالعطاء الوطني اللامحدود، وسجل حروفه من ذهب سواء على الصعيد الوطني أو الإنساني.

الرجل مشهود له بتطوير الجهاز الأمني بحكم كونه وزيراً للداخلية لسنوات طويلة، وأبلى بلاءً حسناً ومتميزاً في حربه على الإرهاب ومكافحته لكل أنواع الجرائم، بل وأعمال المنظومة الأمنية التي تمنع الجريمة قبل وقوعها، كما أنه رسخ مفهوم الإعلام الأمني لدى المواطن السعودي، ووثق العلاقة بين رجل الأمن والمواطن، وجعل من وزارة الداخلية السعودية جهازاً أمنياً على أعلى مستوى سواء من حيث التقنية أو من حيث كفاءة واقتدار رجل الأمن السعودي والمباحث الذي أصبح منافساً لأعتى أجهزة الأمن العالمية قوة وفعالية.

وللأمير نايف رؤاه السياسية الصائبة التي تأكدت خلال مشاركاته للكثير والعديد من المؤتمرات الدولية والعربية على مدى سنوات طويلة، التي سجلتها هذه المؤتمرات وأشادت بها.

وأيضاً خلال التنسيق الدائم بينه وبين خادم الحرمين بشأن الوطن والمتغيرات الدولية والإقليمية، وحيث كان ذلك منذ أن كان خادم الحرمين ولياً للعهد حتى الآن؛ ما ينبئ بأن الملك عبدالله كان قد اتخذ قراره هذا منذ فترة طويلة، ولكنه اختار الوقت المناسب والرجل المناسب في المكان المناسب للإعلان عن مرسومه الكريم الذي لاقى ارتياحاً وقبولاً واسعاً على صعيد الشارع السعودي ولكل أبناء المملكة على كافة مستوياتهم ومختلف ثقافاتهم وكل أعمارهم.

هو من مواليد الطائف، وهو الابن الثالث والعشرون من أبناء المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، أمه الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري، يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ 2009 ووزير الداخلية منذ 1975م.

تقلّد العديد من المناصب: وكيلاً لإمارة الرياض ثم أميراً لها ونائباً لوزير الداخلية ثم نائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير فوزيراً للداخلية ثم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.

وحقيقة الأمر فإن للأمير نايف العديد من الجهود العربية والدولية؛ فهو الرئيس الفخري لمجلس وزراء للداخلية العرب، وبفضل جهوده البارزة أُقرّ مشروع الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، وأُقرّت الاستراتيجية الأمنية العربية، وأُقرّت خطة أمنية وقائية، وأُقرّت الخطة العربية الأمنية.. ويؤكد دوماً على أهمية تحقيق مستوى أفضل للتعاون العربي في مجال الأمن، وأسهم في تطوير ورفع أداء رجال الأمن، ويعمل على تطوير خدمات الحج، ويقود بنفسه حرباً لا هوادة فيها ضد مهربي المخدرات وتجارها من أجل حماية الشباب، ودوره في إعلام الأمن الفكري وإعلام الأزمات لا يعد ولا يحصى، إضافة إلى دوره في تحصين شباب الوطن من ثقافة العنف المسلح والإرهاب، وهو دور بارز وكبير للغاية.

شغل الأمير نايف رئاسة المجلس الأعلى للإعلام فيما مضى، ويرأس الهيئة العليا للأمن الصناعي، ويرأس لجنة الحج العليا حتى وقتنا الحاضر، ورئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، ورئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس اللجنة العليا لإغاثة الشعب الفلسطيني، ورئيس مجلس القوى العاملة، ورئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية، وترأس اللجنة التي وضعت النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، ونائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وعضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

كما أن للأمير نايف دوراً كبيراً في أنشطة السياحة بالمملكة؛ فهو يرأس الهيئة العليا للسياحة، ويذكر أنه قد حصل على عدد من الأوسمة والنياشين ومظاهر التكريم سعودياً وعربياً ودولياً. كما تعتبر رياضة الصيد للصقور هواية الأمير نايف المفضلة التي يمارسها منذ صغره وحتى الآن، حتى أنه اشتهر بلقب (سيد صقاري الجزيرة)، ويعرف عنه أنه يتمتع بخبرة فائقة في مجال الصقور وصيدها، ويعرف أيضاً عنه أنه يمتلك أفضل فصائل وأنواع الصقور الأصيلة (الحر)، ويهوى ركوب الخيل أيضاً ويحتفظ بعدد من الخيول العربية الأصيلة والإبل، ومن هواياته أيضاً القراءة وخاصة في مجال السياسة العربية والعالمية والتاريخ والأدب والفن.

وحقيقة الأمر أن الثقة الغالية التي مُنحت لسمو النائب الثاني من قِبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تؤكد للقاصي والداني أنه رجل دولة من الطراز الأول، إضافة إلى تميزه بخصال إنسانية رفيعة؛ فهو راعي المحتاجين وإسهاماته الخيرية تنمّ عن روح الإيثار في شخصه.

ولو تحدثنا عن رعايته للإعلاميين والمفكرين فليس هناك من حرج عندما أسمح لنفسي بأن أقول إن للأمير نايف بصمات إنسانية على حياة الكثيرين منا، وعلى سبيل التخصيص فإن لسموه على حياتي الشخصية بصمات نبيلة في الجوانب العملية والعلمية بما قدمه لي من دعم مادي ومعنوي، وهو ديدنه - حفظه الله -، يسجله بأحرف من نور في سجله الحافل لأعمال الخير والإنسانية، فيا له من سجل حافل ومشرق وبنّاء.



samialmehana@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد