Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/04/2009 G Issue 13337
السبت 08 ربيع الثاني 1430   العدد  13337
ترقب إنتعاش أمريكا والاقتصادات الناشئة منتصف 2009م
دويتشه بنك: العالم يعيش أزمة ميزانية عمومية.. والسياسة المالية مخرج العالم

 

الجزيرة - الرياض

قال كبير الإستراتيجيين في الاقتصاد الدولي في وحدة إدارة الثروات الخاصة في دويتشه بنك إن السياسة المالية التوسعية هي السبيل الوحيد لقطع دائرة الاقتراض المفرط وتمهيد الطريق أمام القطاع الخاص حتى يتمكن من البدء في سداد قروضه المتراكمة.

وقال مارشال جيتلر في معرض لقائه مع الصحافة الإقليمية مؤخرا متحدثا حول الأنماط السائدة في الاقتصاد العالمي: إن العالم يمر اليوم في ما أسماه (أزمة ميزانية عمومية) سببها الاقتراض بنسب فائدة قليلة ومتضائلة شجعت على الاستدانة وأدت إلى تراكم كم هائل من الديون بسبب الانخفاض الحاصل في أسعار الأصول.

وقال جيتلر: (إن ذلك يخلق أزمة في الميزانية العمومية فعند ارتفاع معدلات التخلف عن سداد القروض تتدخل البنوك المركزية وتحاول أن تعالج المشكلة عن طريق تقديم تسهيلات نقدية بتخفيض معدلات الفائدة الأمر الذي لا يؤدي إلى أية نتيجة لأن عدداً متضائل من الأشخاص يلجؤون إلى الاقتراض وعدد أقل من البنوك مستعد لتقديم القروض).

وقال جيتلر والذي يعد من الخبراء في الاقتصاد الياباني وعاصر أزمتها المالية في التسعينات (هناك خمسة دروس علمتنا إياها الأزمة في اليابان) وأضاف (أولاً: إن الحكومات يمكنها أن تخفف من حدة الدورات الاقتصادية ولكنها لا يمكنها أن تزيلها بالكامل، فمثلاً قطاع العقارات يبدأ باسترداد عافيته فقط عند ارتفاع معدلات الطلب. ثانياً: إن التراجع الاقتصادي نتيجة الانكماش في قيمة الأصول قد يؤدي إلى موجة ثانية من الأزمات حيث إن الاقتصاد السيئ يؤدي إلى أزمة إقراض وليس فقط أن أزمة الإقراض تولد أزمة اقتصادية. ثالثاً: إن ضخ الأموال في البنوك ضروري ولكنه ليس بالكافي. رابعاً: النمو الاقتصادي ضروري جداً لأنه السبيل الوحيد الذي سيمكن الحكومات من سداد قروضها. وأخيراً، إن نجاعة السياسات التي تهدف إلى مكافحة الهبوط بالأسعار غير أكيدة، فمثلاً اليابان أبقت على نسبة فائدة تقارب الصفر بالمئة لمدة 13 عاماً دون أي تأثير يذكر).

أما بالنسبة لتوقعاته حول النمو العالمي، أوضح جيتلر أن الأوضاع الاقتصادية ستتحسن أولا في الولايات المتحدة وفي النصف الأخير من العام الجاري، لتكون أول من يخرج من الركود الاقتصادي ولتتبعها الاقتصاديات الناشئة. أما بالنسبة إلى أوروبا الغربية والشرقية فستكون آخر من يخرج من الأزمة الاقتصادية الحالية.

أما الذهب، وبالرغم من أن الإقبال عليه يجعل منه سلعة مكتظة، فإنه من المتوقع أن يرتفع سعره بسبب هروب المستثمرين نحو الاستثمار الأمن والتخوف القائم حول قيمة العملات كالدولار الأمريكي والين الياباني. السندات أيضا ستستفيد من توجه المستثمرين إليها حيث إنها تعتبر أكثر آمناً ولكن عوائدها ستبقى منخفضة.

أما بالنسبة لتوقعاته حول أسواق المال، قال جيتلر: (إن الأسواق المالية ستبقى متذبذبة أما إذا حصل هناك ارتداد وتحسن مستمر في الأسواق المالية الأمريكية فإن أثره سينعكس في الأسواق المالية للدول الناشئة وبالأخص في كل آسيا والمكسيك).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد