تمثل الكتب الإدارية مراجع هامة وأساسية للتنفيذيين في رسم ملامح خططهم المهنية والتطويرية ولا سيما تلك الكتب التي تقدم للقارئ عصارة الخبرات والتجارب المتنوعة في هذا المجال، كتاب جوهر الإدارة للمؤلف محمد الشريف أحد أبرز الكتب التي اكتسحت الساحة المكتبية في الفترة الأخيرة وسجلت حضوراً لافتاً بين أيادي القراء.
(الجزيرة) التقت المؤلف محمد عبدالله الشريف في حوار يسلط الضوء على مراحل إعداد الكتاب كما أن مخزون الخبرات الوافر الذي يتمتع به المؤلف في تجارب الإدارة دفعتنا في الوقت نفسه إلى استقاء بعض الرؤى الإدارية والتنفيذية، فالأستاذ الشريف الحاصل على ماجستير في الإدارة من جامعة جنوب كاليفورنيا قد تولى العديد من المناصب المهمة حيث شغل مدير عام ديوان المراقبة العامة ثم وكيل الديوان المساعد، ثم وكيل الوزارة للشؤون المالية والحسابات، ومن ثم عضواً في مجلس الشورى كما شغل الشريف عدة مناصب تنفيذية في القطاع الخاص وشارك وترأس مجالس إدارة العديد من الهيئات والشركات والمؤسسات، وللشريف العديد من التجارب في التأليف العملي في المجال الإداري، ومن مؤلفاته في هذا المجال: حسابات الحكومة في المملكة، الرقابة المالية في المملكة، جوهر الإدارة: رؤية لمفهوم الإدارة وصناعة المديرين... وفيما يلي ردود الشريف على تساؤلات الجزيرة حول مؤلفه الجوهر.
* كيف ومتى أتت فكرة الكتاب ولماذا عنونته بجوهر الإدارة؟
- الفكرة ولدت في ذهني أثناء دراسة الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبلورت أكثر مع التعمق في الدراسة والتعرف على تاريخ الإدارة، وتجارب الرواد فيها، وكنت أعد محتوى هذه الأفكار لتكون نواة لرسالة علمية أتقدم بها للحصول على درجة الدكتوراه، لولا أن أموراً استجدت في حياتي حالت دون ذلك، ومن ثم لم أرَ أن تظل هذه الأفكار حبيسة ذهني وحدي، فكانت فكرة هذا الكتاب الذي اسميته (جوهر الإدارة) لاعتقادي بأن ما اشتمل عليه يمثل ما أحسبه الجوهر الذي وصلت إليه.
* ما أقسام الكتاب الرئيسة ولمن كتبته؟
- يحتوي الكتاب في أجزائه على تعريفات للإدارة، والأنماط الإدارية السائدة، والفرق بين الإدارة في الدول المتقدمة والمتخلفة إدارياً، وصفات الإداري الناجح، ومنهج لصناعة المديرين، وكيفية تمكن الإداري من أن يصنع من نفسه مديراً ناجحاً، كما يحتوي على عرض حالات ونماذج للإدارة في المملكة. وهو موجه للمديرين المبتدئين الطامحين الذين يتطلعون إلى احتلال مناصب قيادية في سلم الهرم الإداري.
* من خلال المؤلف ما رؤيتك باختصار لمفهوم الإدارة؟
- الكتاب يتمحور حول مفهوم فني حديث للإدارة مؤسس على أن الإدارة عنصر كامن في الذات الإنسانية، تولد بذرته الأولى مع الإنسان، وأن كل من يملك هذه الموهبة بإمكانه أن يصبح قائداً، وأنه لابد من الدراسة لإبراز هذه الموهبة وحقلها وتنميتها بالاحتكاك والتجربة العملية، ومعرفة تاريخ الرواد في حقل الإدارة.
* حدثنا عن الباب الذي خصصته في كتابك عن صناعة المديرين وهل ترى أننا نفتقد إلى منهجية لتطوير القيادات؟
- الجزء المتعلق بمنهج صناعة المديرين يقوم على فكرتين:
الأولى: انه بإمكان من يملك الموهبة أن يصنع من نفسه مديراً، برسم الأهداف التي يطمح إلى الوصول إليها، ويقبل أن يواجه التحديات في سبيل تحقيقها، ويتحلى بالصفات التي يرى أنها توصله إلى أهدافه، وهي مذكورة في الكتاب.
الثانية: انه يمكن صناعة المديرين من خلال القادة الإداريين ذاتهم في المنظمات الناجحة حينما يتعهدونهم بالرعاية والتشجيع، وتوجيههم إلى أفضل السبل التي توصلهم إلى أهدافهم.
* هل أنت راضٍ عن تجربتك العملية والقيادية وفيما لو عاد الزمن بك هل كنت ستتخذ قرارات مختلفة عن تلك التي اتخذتها؟
- أنا راضٍ ولله الحمد عما قدمت وما وصلت إليه في حقل الإدارة، ولا أعتقد أنني سأتخذ طريقاً غير الذي اخترته، لو كنت خيرت في ذلك.
* ما المرحلة المفصلية التي كانت نقطة تحول إيجابية في حياتك المهنية؟
- المرحلة المهمة الإيجابية في حياتي هي مرحلة دراسة الإدارة، فمنها استطعت أولاً فهم نفسي وقدراتي، ثم تنمية وتطوير هذه القدرات، من خلال ربط الأفكار والنظريات التي درستها بالواقع العملي بعد عودتي، ومحاولة حفز العاملين معي على مشاركتي الاستفادة من ذلك، وهو ما أدى إلى تحقيق هدفين رئيسين كنت أخطط لهما، الأول: تطوير أسلوب العمل والارتقاء به إلى حد الرضا النفسي للعاملين، من حيث إشعارهم بأن النجاحات التي تحققت هي من إنتاجهم، والثاني: تخريج فئة من المديرين الناجحين الذين استطاعوا الحيازة على المعرفة والترقي.
* بماذا تنصح الشباب السعودي للوصول إلى قمة الهرم القيادي بالشركات وتحقيق النجاح المأمول؟
- أوردت عبر الكتاب مجموعة نصائح للطامحين الذين يرغبون تغيير أوضاعهم، والوصول إلى مناصب أعلى في حقل الإدارة، ولديهم الاستعداد الفطري والذهني، ويحوزون على الثقة في أنفسهم للوصول إلى ذلك، ولا يتسع المجال لعرض ما ذكرت هنا.