Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/04/2009 G Issue 13334
الاربعاء 05 ربيع الثاني 1430   العدد  13334

دفق قلم
نايف بن عبدالعزيز
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

حينما تأزَّمتْ أوضاع العالم العربي والإسلامي بعد مشكلتي أفغانستان والعراق الأخيرتين، وحينما أصبح وجود قوَّات التحالف، وعلى رأسها أمريكا وجوداً مباشراً في المنطقة العربية، وحينما تحركتْ أقلام عربية مسلمةٌ في طريق منحرِف المسار مستمدةً من الوجود الأجنبي قوَّتها وحركتها، فأخذت تحارب قيم المجتمع المسلم، ومؤسسات الدولة المسلمة، و تروِّج لدعاوى الإرهاب العريضة التي تجاوزت حدود العقل وإطار الواقع، حينما حدث هذا المخاض العجيب في خضم هذه الأزمات، تمايزت مواقف الناس، وظهر معدن الذهب من معدن النحاس، وانكشفت وجوه كانت تختفي تحت أقنعة الوطنية، أو القومَّية أو غيرها من الشعارات البرَّاقة التي يَنْخَدع بها الناس، وارتفعت أصوات (نشاز) كانت خافتةً قبل مرحلة الوجود الأجنبي في منطقتنا العربية، كما برزت لنا وجوه مضيئة، وارتفعت أصوات مألوفة منسجمة مع ما تحمل مجتمعاتنا المسلمة من قيم الحقِّ والخير والدين الإسلامي الحنيف، وكان من أهم تلك الأصوات المسؤولة الواعية صوت صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -وفقه الله-؛ فقد كان سنداً لكل كلمة طيبة تنافح عن الحقِّ وأهله، وتضع الأمور في نصابها الصحيح، ولو أخذنا الحملة الشرسة على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا مثالاً لاتضحت لنا الصورة بجلاء.

ففي الوقت الذي انهالت فيه مقالات وتقارير الإساءة إلى هذا الجهاز الحكومي الأمني المهم بصورة مؤذية لمشاعر غالبية أفراد مجتمعنا، وبتحامُل واضح، وتضخيم للأخطاء مكشوف، في هذا الوقت كان وما يزال يبرز صوت نايف بن عبدالعزيز (المسؤول) صوتاً عاقلاً واعياً يضع الأمور في نصابها الصحيح، وينافح عن جهة أمنيةٍ يعرف تمام المعرفة حقيقة دورها في المجتمع، ويدرك أنها جهة تقوم على جهود بشريةٍ كغيرها من الجهات، وأن الجهد البشري لا يمكن أن يسلم من الأخطاء، لقد كنَّا نلمس جميعاً مدى الارتياح الكبير الذي يقابل به المواطنون جميعاً تلك العبارات الرزينة والآراء الحكيمة التي يبثُّها هذا الرجل بحكمة وثقةٍ وإنصاف.

أ ما موضوع الإرهاب الذي عانت منه بلادنا، فقد لاقى من قوة شخصيته، وفهمه، وإدراكه لأبعاد هذا الانحراف ومراميه ما جعل مقولاته وآرائه وتصريحاته ركائز مهمةً لوعي المسؤول الحريص على أمن بلاده واستقرارها، وأسساً قوية لمواجهةٍ ناجحة مثمرة.

رحلة عملية طويلة في مجال الأمن الداخلي والخارجي، وتجربة غنية في معرفة الأوضاع الأمنية والسياسية العالمية، جعلت الناس يباركون، ويستبشرون، ويدعون للأمير نايف حينما أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ولماذا لا يستبشرون وهم يعايشون الخبرة الطويلة والتجربة على مدى أكثر من ثلاثين سنة حافلة بالأحداث والمواقف محلياً وعالمياً.

من الأعماق، ندعو للأمير نايف بن عبدالعزيز بالتوفيق والسداد، ولبلادنا الغالية وبلاد المسلمين جميعاً بالأمن والاستقرار.

إشارة:

الله مولانا ومولاكم وفي

كنف المهيمن نَصْرُنا المأمولُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد