Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/04/2009 G Issue 13334
الاربعاء 05 ربيع الثاني 1430   العدد  13334
لما هو آت
شهد شاهد من المكان..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

احتدم النقاش بينهن في آخر اجتماع، وقد انفضضن عن المقاعد الفخمة المحيطة بطاولة وثيرة تناثرت فوقها فناجين القهوة وكاسات الشاي الكرستال، ودلال القهوة وآنيات الشاي البلاتين الثمينة، وقطع الكعك والحلوى الفاخرة، وقد راجت عطورهن في أجواء القاعة، يتردد صدى نقاشهن الحاد، أيها أنفع للمرأة العاملة الأحذية المنبسطة التي تساعدها على الحركة السريعة، والخطوة الثابتة عند أداء عملها، أم الأحذية ذات الكعب المرتفع التي تبديها أنيقة تقفز كما الظباء؟

وقد انقسمت اللجنة إلى مجموعتين: الأولى تؤيد الأحذية المنبسطة، والأخرى تؤيد الأحذية المرتفعة، وعند التصويت تعادلت الأصوات، فالمجموعة الأولى بررت تأييد الحذاء المنبسط؛ لأنه يمنح المرأة شكلا مساويا للرجل، فهن يرين في هذا الحذاء أثناء العمل ما يجعل المرأة تتعامل مع الأرض في حركة قدميها، وسرعة مشيتها كالرجل، كما أنها تعبر عن حريتها في ارتداء ما تريد. أما المجموعة الثانية، فقد رأين أن في استخدام الحذاء العالي ما يؤكد خطوة المرأة الواثقة في قدرتها على المساواة مع الرجل في العمل دون أن تعطلها قطعة زائدة في حذائها، لكن الجدل الذي جعلهن يختلفن ويتصارخن ويفضضن الاجتماع في غير صالح أي من الحذائين، هو ما اقترحته واحدة منهن بعد تعادل المجموعتين بإلحاق مقترحها إلى ما استجد من الأعمال على جدول الاجتماع، فتم التصويت بالموافقة، وكان المقترح، وثار من ثم الجدل ومن بعده تشظت الجلسة:

جاء مقترحها كالتالي: (بما أننا نريد المساواة، ونتطلع إلى التميز على الرجل فلنعمل حافيات، في الوقت الذي نقوم بكل عمل يقوم به! ففي هذا ما يميزنا من جهة، ويساوينا من جهة أخرى..!!).. بدأ النقاش، ومن ثم الجدل، فالاختلاف.

كان محور الاختلاف: (ما شروط ومواصفات الأرضيات حيث يعملن؟..

وبينما الطاولة بكل فاخر فوقها تشهد على النقاش..، وبكل ما ينبسط تحتها تبصم على الصدى.. فُض الاجتماع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد