منذ مدة.. والاتصالات والرسائل لم تتوقف من بعض المواطنين.. يشتكون من رسوم (شبكة المجاري) التي فرضت عنوة وبدون سابق علم.. بل وجدوا أنفسهم ملزمين بدفع رسوم خدمة إيصال شبكة الصرف الصحي قبل أن يتم إيصال هذه الخدمة.

** هذه الرسوم.. لم تكن في الحسبان.. ولم يسبقها تمهيد أو إعلان أو معرفة، بل كان هناك مطالبة بسداد هذه الرسوم من خلال الشركة المسؤولة عن إيصال هذه الخدمة.

** يقول هؤلاء المواطنون في اتصالات ورسائل.. إن هذه الرسوم لم تكن في الحسبان.. ولم تكن مبرمجة.. ولم يكن لهم سابق معرفة بها حتى يضعوها في حسبانهم ويتهيأوا لها ولدفعها.

** ويقولون.. إن المبلغ عالٍ جداً.. خمسة آلاف ريال.. وهذا رقم كبير لمن كان راتبه دون هذا المبلغ.. حتى لو قُسِّط المبلغ على الفاتورة.. فهذا أيضاً مبلغ صعب على ذوي الدخول المحدودة؛ إذ يصعب عليهم تسديده.. كما أن هذا المبلغ إلزامي.. بمعنى أنه إجباري (وش نقول؟! الله يرحم الحال)..

** تقول إحصائية نُشرت مؤخراً.. إن (91%) من السعوديين (عيلهم ديون).

** نعم (91%) منهم (مديونون) سواء كانت ديوناً أو أقساطاً أو سلفاً.. أو كلها مجتمعة بمعنى.. أن (9%) منهم فقط هم الذين لا دَيْن عليهم..

** وما دام (91%) من السعوديين حسب الإحصائية مديونون.. فإن هذا المبلغ الجديد (رسوم المجاري) سينضم إلى قائمة الديون..

** كما أن أكثر السعوديين أيضاً.. قد وقع في فخ الأسهم.. فطارت تحويشته.. وطار ما يملك.. بل إن أكثرهم مطالب بسداد ديون للبنوك لخمس أو عشر سنوات قادمة.. وكلها طارت في سوق الأسهم في انهياراته المتلاحقة.

** ورسوم إيصال خدمة (المجاري) هي عبء آخر على كاهل المواطن المثقل بالأعباء أساساً.

** إن انهيارات الأسهم المتلاحقة صنعت مواطنين فقراء.. ومواطنين يرزحون تحت طائلة المديونية.. ومواطنين مصابين بالأمراض النفسية والعصبية وأمراض السكر والضغط والقلب.. ومن سلم منهم.. فقد لازمه القولون العصبي وأحماض المعدة وسوء الهضم.. هذا غير شرود الذهن المستمر والهواجس المتلاحقة وما قد يتبعه من حوادث مرورية.. لدرجة أن بعض المصلين تلاحظ أنه يرتطم بأعمدة المسجد وهو يمشي دون أن ينتبه.. وبعضهم يدخل في أبواب الزجاج وبعضهم يمشي بالشراب فقط.. وبعضهم يلبس حذاء غيره وبعضهم ينسى الطاقية.. وهذه أمور أهون من الأمراض النفسية الخطيرة التي لازمت البعض.

** نشاهد بعضهم يمشي لوحده وغترته على كتفه و(يْهيْجن!) وبعضهم (يهوش) ويشَوت (الكراتين والقواطي) وسط الشارع.. بل سمعنا أن حالات الطلاق كثرت.. وحالات (خناقات) الأزواج تضاعفت وكله بسبب الأوضاع المالية التي أعقبت انهيارات الأسهم.

** فهل نأتي ونضيف رسوماً جديدة على هؤلاء المساكين الغلابة؟

** هم منهكون أساساً.. فكيف نضغط عليهم أكثر وأكثر؟!

** البيت بالتقسيط..

** السيارة بالتقسيط..

** الثلاجة بالتقسيط..

** حتى الفرن بالتقسيط..

** والراتب طفسة..

** (وش.. تْدَوْرُون وراها الطفارى الغلابة؟!)..

** يا مجلس الشورى.. هل الشغالات (أغلى) من المواطن؟!

** يا مجلس الشورى (افزع) لنا ولو مرة واحدة.. (فكنا) لو من رسوم شركة المجاري.