Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/03/2009 G Issue 13333
الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1430   العدد  13333
هذرلوجيا
الـ(هؤلاء)
سليمان الفليح

 

في عدد هذه الجريدة الغراء الصادر في 22 ربيع الأول 1430هـ صرح معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ بأن (مكبرات الصوت أصحبت (مزعجة) في المساجد لأن بعض الأئمة يرفع الصوت أكثر من الحاجة مما يترتب عليه ألا يسمع حتى الذين داخل المسجد أو خارجه صوت القرآن بوضوح)، وقال: (إن حتى الذين في البيوت لا يتبين لهم أي حرف من حروف القرآن).

وأشار معاليه إلى أن الأصوات أصبحت متداخلة، وهو ما يجب مراجعته، والتأكيد على وجوب أن تكون الأجهزة على درجة تسمع من في المسجد ومن حوله القريبين باعتبار أن المساجد متقاربة. (وأضيف: والحمد لله في هذا البلد بالذات). ثم يتعجب معالي الوزير (كيف يُسمع الصوت على بعد اثنين أو ثلاثة أو خمسة كيلومترات (فليس هذا هو الأصل في القرآن). وأضاف معاليه أن (من العلماء من قال إنه يجب أن يوقف مكبر الصوت إذا ما بدأ الأمام في الصلاة؛ فهو للأذان والإقامة، أما التلاوة فلا يصح أن تُعلن). واختتم معالي الوزير تصريحه بالقول إن وزارته الموقرة (تتجه لوضع وثيقة تسمى وثيقة الإمام ومثلها وثيقة الخُطَب).

* * *

بالطبع، وبعيداً عن التعصب الأعمى والمغالاة، فإن ما قاله الوزير واقع حقيقي؛ حيث تهب المساجد بالأذان والخُطَب دفعة واحدة، وتتداخل الأصوات بالأصوات؛ فلا تعرف إلى من تستمع أو على من تركز؛ فيتداخل نص الآية الكريمة من مسجد بنص آخر من آية كريمة ثانية من مسجد آخر؛ وبذا يتشوش المرء إن لم يكن حافظاً ومركزاً على القرآن الكريم، ولكن برغم الحفظ يتشتت الذهن وتشكك في نفسها الذاكرة (!!).

***

وبالطبع، نحن نعرف أنه في أبهى عصور الإسلام العظيم كان المؤذن يصعد إلى أعلى المئذنة ليعلن للناس صوت الحق والدعوة إلى الصلاة، وكان ذلك حينما كانت المساجد قليلة في القرى والمدن، ولكن اليوم والحمد لله قد أصبحت المساجد في مدائننا الحديثة وخصيصاً في المملكة؛ فبين كل شارع وشارع مسجد فخم مزوَّد بمكبرات الصوت التي إذا ما جاء أوأن الصلاة انطلقت كلها معاً لتوقظ المريض والطفل والشيخ العليل والموظف المرهق طوال اليوم وهو يعمل من أجل الوطن، وهو في واقع الأمر قد وقّت ساعته (الزنانة) الهادئة على مواعيد الصلاة.

***

بقي شيء واحد لم يذكره ولم ينكره وزيرنا المبجل ألا وهو وجوب منع الصبية (المتأسلمين) الذين لم يعد المواطن البسيط يميزهم من أي صنف أو مجموعة أو حركة أو حزب هم، والذين يختطفون المايكروفون بعد الصلاة (ليتدربوا) على عباد الله في (فن الخطابة)، أي أنهم تحت رداء (الموعظة الحسنة) يحلّقون بمشاعر المسلمين ثم يهبطون بها، ثم يبكون حال الأمة، إلى أن يجهش البسطاء بالبكاء ثم يعدونهم بالجنة بصوت هادئ خفيت ثم يلعنون الدول والرؤساء وأمريكا طبعاً، ومن لا يتبعهم فلا يدخل الجنة(!!) لذا نرجو النظر إلى الـ(هؤلاء)!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد