Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/03/2009 G Issue 13333
الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1430   العدد  13333
البشير.. الرجل الذي يتحدى المحكمة الجنائية والغرب

 

الخرطوم - (ا ف ب)

الرئيس السوداني عمر البشير الذي تحدى مذكرة التوقيف الدولية الصادرة ضده من المحكمة الجنائية الدولية وذهب إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية، عسكري تولى السلطة بعد انقلاب في 1989 وبات الآن في مواجهة مفتوحة مع الغرب.

وشهد عهده المتواصل منذ حوإلى عقدين على رأس أكبر بلد إفريقي، استمرار الحرب الأهلية في الجنوب لمدة 15 عاماً قبل أن يوقع اتفاق سلام في 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، ولكن حرباً أهلية أخرى اندلعت في إقليم دارفور (غرب) عام 2003 وقد أوقع النزاع في دارفور (غرب) منذ اندلاعه قرابة 300 ألف قتيل في إقليم دارفور حسب الأمم المتحدة وعشرة آلاف حسب الخرطوم. ويقول المحلل اليكس دي فال: إن الرئيس البشير معروف بنزعته للرد بعنف على الإهانات ويقال إنه قلق من ما يعتبره مؤامرة من الخارج تهدف إلى الإطاحة به وردود فعله لا يمكن التكهن بها. ولد عمر حسن البشير في 1944 في قرية حوش بانقا التي تبعد 150 كلم شمال الخرطوم وكان تواقاً منذ شبابه للانتساب إلى الجيش. وقد ارتقى بسرعة المراتب العسكرية وشارك إلى جانب الجيش المصري في الحرب العربية الإسرائيلية في 1973م وتولى قيادة اللواء الثامن في الجيش والمرابط في الجنوب في الحرب الأهلية التي اندلعت في 1983م بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان. وفي 30 حزيران - يونيو،1989 أطاح العميد البشير ومجموعة من الضباط، الحكومة المنتخبة بطريقة ديموقراطية برئاسة الصادق المهدي في انقلاب عسكري دعمته الجبهة الإسلامية الوطنية بقيادة حسن الترابي الذي رعاه أولاً قبل أن يتحول إلى عدو لدود. وقد فرض حال الطوارئ على مجمل الأراضي السودانية وعلق الدستور والحريات العامة وحظر الأحزاب أو أخضعها. وتحت تأثير الترابي، اتخذ نظامه منحى إسلامياً في بلد يبلغ عدد سكانه أربعين مليون نسمة موزعين على عدد من القبائل المتنوعة يشكل المسلمون غالبية سكانه في الشمال والمسيحيون والإحيائيون غالبية سكانه في الجنوب. وانتشرت ميليشيات (قوات الدفاع الشعبي) التي شكلت أثناء الانقلاب، في الجنوب لمكافحة (الكفار) وفرض الشريعة مما فتح فصلاً جديداً في الحرب الأهلية التي قتل فيها مليونا شخص من 1983 إلى 2005 وفي نهاية العقد، تدهورت العلاقات بين (العسكري البشير) و(الإسلامي الترابي)، إذ اقترح الترابي في 1999 مشروع قانون يحد من سلطات الرئيس. لكن البشير رد بعنف وطوق الجيش المجلس الوطني ثم تم حله وبعد ذلك، حاول البشير الابتعاد عن التيار المتطرف وتحسين علاقاته مع جيرانه والمجتمع الدولي. وقد وقعت حكومته اتفاق سلام مع المتمردين في جنوب السودان يمهد لتقاسم السلطة ولإجراء استفتاء في 2011 حول استقلال الجنوب حيث يتركز الاحتياطي النفطي للبلاد. لكن السودان يواجه منذ ست سنوات نزاعاً آخر في دارفور وجهت المحكمة الجنائية الدولية من أجله اتهامات للبشير ولعدد من مسؤولي نظامه بارتكاب جرائم حرب. والبشير الذي أمضى أطول فترة في الرئاسة في السودان منذ استقلال هذا البلد في 1956 يدين بهذا الحكم الطويل لعلاقاته الوثيقة في الجيش. ويقول المؤرخ الأمريكي روبرت كولينز (لم ينس أنه كان عسكرياً أولاً ثم سياسياً).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد