Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/03/2009 G Issue 13333
الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1430   العدد  13333
قمة الدوحة بدأت أعمالها بتقدير لمبادرة خادم الحرمين للمصالحة.. وتختتم بالتأكيد على التمسك بالتضامن العربي
تسوية الخلافات العربية بالحوار ورفض قرار المحكمة الدولية بتوقيف البشير

 

الدوحة - موفدالجزيرة / سعد العجيبان

أنهت القمة العربية للجامعة العربية الحادية والعشرين أعمالها أمس بالعاصمة القطرية الدوحة، وقد تصدر البيان الختامي لأعمال القمة العربية الذي أعلنه عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي والجهود العربية والدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

والتمسك بالتضامن العربي وصون سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وقدراتها ومراعاة نظمها السياسية وفقاً لدساتيرها، وعد التدخل في شئونها الداخلية مع التشديد على تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف والبناء ونعمل على تعزيز العلاقات العربية وتمتين عراها ووشائجها والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية.

وأكد القادة العرب أن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري.

وأكد القادة عدم قبول التعطيل والمماطلة الإسرائيلية، كما أكدوا ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام وعلى رأسها الوقف الفوري لعمليات الاستيطان والتحرك بخطوات واضحة ومحددة نحو تنفيذ استحقاقات عملية السلام القائمة على المرجعيات المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام، وكذلك مبادرة السلام العربية.

وأدان القادة استمرار الاستيطان الإسرائيلي وتكثيفه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك إدانتهم الشديدة لقرارات الحكومة الإسرائيلية بهدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية وأعرب القادة عن أملهم في قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بدور الوسيط النزيه في إطار إستراتيجية جديدة لتحقيق السلام في المنطقة ودعوها إلى اتخاذ موقف حازم في مواجهة استمرار إسرائيل في حصار غزة وفي ممارساتها غير القانونية. وجاء في إعلان الدوحة (عبر القادة العرب عن دعمهم وتضامنهم الكامل مع السودان في رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير). ودعوا مجلس الأمن إلى تحمل مسئولياته في إقرار السلام والاستقرار في السودان ودعم الجهود المبذولة لتحقيق تقدم على مسار التسوية السياسية لأزمة دارفور. وكان أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وقادة ورؤساء وفود الدول العربية قد بدأوا في الدوحة أمس الاثنين أعمال مؤتمر القمة العربية العادية الحادية والعشرين. ويرأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وفد المملكة العربية السعودية في القمة.

وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للقمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية رئيس القمة العربية العادية العشرين كلمة أشار فيها إلى الأحداث النوعية التي شهدتها المنطقة والعالم أجمع، وفي مقدمتها الأزمة المالية العالمية التي تأثرت منها الدول الغنية والنامية، والتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة بين القمتين العربيتين السابقة والحالية.وقال: (إن العالم لا يخدم إلا من يخدم نفسه ولا يعيد حقوقاً إلا لمن يعمل على إعادة حقوقه ويتمسك بها ويقاتل من أجلها).وتحدث عن المصالحة العربية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت وما تلاها من مصالحات خلال الأسابيع التي تلتها حتى موعد هذه القمة.

وأكد أهمية المصالحة العربية في هذه المرحلة لأنها الأرض الصلبة لاتخاذ القرارات العربية التي تخدم العمل العربي المشترك، وشدد على ضرورة تأسيس المصالحة العربية على أرض صلبة تتمثل في الإرادة الصادقة في بناء التكامل ووحدة الصف العربي، معرباً عن اعتقاده بأن التضامن العربي يعني التكامل العربي والتنسيق في المواقف العربية.

إثر ذلك سلّم الرئيس السوري رئاسة القمة العربية لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الذي أعلن بدء أعمال القمة ثم ألقى كلمة عبر فيها عن تقديره لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للمصالحة العربية التي تعبر عن حرصه -حفظه الله- على لم الشمل العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي بين دولنا الذي يبقى في النهاية حول الوسيلة وليس الهدف.

كما عبر سموه عن اعتزازه واعتزاز القادة العرب لمشاركة خادم الحرمين الشريفين في قمة العشرين الاقتصادية التي ستعقد في العاصمة البريطانية لندن يوم الخميس المقبل.

وقال: (إنني لا أغالي إذ أقول إننا نشعر أنه يمثلنا جميعاً في المهمة التي نتمنى له التوفيق والنجاح فيها وإننا على ثقة في أنه سيمثل مصالح العالم العربي وحتى الدول النامية المتضررة وطموحها في علاقات أكثر توازناً مع الدول الصناعية المتقدمة). وقال سمو أمير دولة قطر (لو لم يكن هذا الاجتماع مقرراً بحكم مبدأ الدورية السنوية للقمم العربية لوجب أن يكون وذلك بحكم طوارئ دهمت عالمنا وليس بلادنا وحدها، وكانت نتائجها ما نراه جميعاً ونشعر بوطأته من تقلبات ومشاكل وأزمات في كل النواحي وعلى كافة المستويات، وما يزيد من خطورتها أنها تزاحمت، وألقت بأثقالها في نفس اللحظة، وتفاعلت ظواهرها وتداخلت، وتجمعت بآثارها وتعقدت، بحيث بدا أن حجمها أكبر من طاقة الجهات المكلفة بالتصدي لها).

وأشار إلى الأزمة المالية الاقتصادية التي تعرض لها العالم ولا يزال يتعرض لها مؤكداً أنها لم تؤثر على موارد العالم العربي وعلى مدخراته فحسب، لكنها كشفت عن هشاشة خطرة أصابت النظم التي كان العالم يعتمد عليها في ضبط أوضاعه والحفاظ على توازنه.كما أكد أن آثار الأزمة في الثقة أصابت العالم العربي أكثر من غيره، فهو بموقعه وموارده، وهو بقضاياه ومشاكله، وهو بالسابق واللاحق من أحواله، موجود في مهب الرياح وفي بؤرة العاصفة، موضحاً أن أخطر ما في أزمة الثقة أنها تخلق أجواءً يصعب فيها التأكد من مواقع القوى ومن مقاصد السياسات، ومن سلامة التقديرات، ومن حساب الاحتمالات.

وقال (إن الظاهر أمامنا أن ما قبلناه لأزمنة طويلة أمور مسلم بها يحتاج إلى مراجعة وأن سياسات اعتمدناها وسعينا لها تحتاج إلى مراجعة وأن مناهج وأساليب اعتدناها تحتاج إلى مراجعة أيضاًوبمسؤولية كاملة فإننا نقول إننا نحتاج إلى مراجعة وليس تراجعاً).

وتوجه سمو أمير دولة قطر في ختام كلمته إلى القادة العرب قائلاً: (إن الأمة تتطلع إليكم، ومجتمع الدول ينتظر إسهامكم، فمع أهمية المصالحات الجارية ومع ضرورة عودة الود في العلاقات، أصبح المطلوب منا التوافق والتعاون في الأفكار والأهداف والوسائل بيننا، وبيننا وبين العالم بأسره).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد