الدوحة - واس

شارك 14 زعيما عربيا في أعمال القمة العربية العادية الحادية والعشرين التي تبدأ أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة أمس. ويعد في قياس مؤتمرات القمم العربية حضوراً جيداً سيشكل زخماً ودافعاً قوياً لخروج القمة بقرارات وتوصيات تدفع بالعمل العربي المشترك إلى الأمام، ودعما لوحدة الصف العربي لمواجهة الأخطار التي تحيط بالمنطقة. وإن كانت القمة تعقد في ظرف استثنائي وفقا لما عبر عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالنظر إلى ما تمر به المنطقة من التطورات والأحداث أبرزها التطورات في المشهد الفلسطيني المتمثل في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع وهو التطور الذي يتطلب بلورة إستراتيجية موحدة للتعامل مع آثاره السلبية، ومع تطورات المشهد السياسي في إسرائيل بفوز حزب الليكود برئاسة الحكومة في إسرائيل المعروف بتطرفه، وهو ما يفرض أسلوبا سياسيا للتعاطي مع هذا الوضع، فإن مبادرة المصالحة العربية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله - في القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي عقدت في الكويت خلال شهر يناير الماضي تبرز واحدة من أهم أسس النجاح للقمة لأنها أسهمت في طي صفحة الماضي وإذابة الجليد في العلاقات بين بعض الدول العربية مما يعزز التوافق العربي على الكثير من مشاريع القرارات التي سيناقشها القادة العرب خلال أعمال القمة التي تختتم أعماله اليوم. كما تبرز في صدارة الملفات الساخنة التي سيناقشها قادة الأمة العربية في قمتهم بالدوحة الوضع في السودان في ضوء تداعيات مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر حسن البشير والخطوات القانونية والدبلوماسية التي بذلت على الصعيدين العربي والإفريقي لمواجهة تلك التداعيات ، إلى جانب ملف السلام في الشرق الأوسط الذي أصبح مهددا بالتعطيل خاصة مع صعود بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود إلى السلطة في ضوء الانتخابات الأخيرة بالتحالف مع القوى اليمينية الأكثر تطرفا في إسرائيل. وستشهد جلسة العمل المغلقة للقمة مناقشة البنود المدرجة على جدول الأعمال وأبرزها موضوع فلسطين، وخاصة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر وإعادة إعمار غزة وتهيئة المناخ لتسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.