Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/03/2009 G Issue 13333
الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1430   العدد  13333
تمويل الإرهاب بأموال الاستخبارات الأجنبية!
فضل بن سعد البوعينين

 

أكد محمد عتيق العوفي، القيادي في تنظيم القاعدة، حصول التنظيم على الدعم المادي، العسكري، واللوجستي من جهات استخبارية خارجية، وقال: (إن هناك استخبارات دول تقود هؤلاء الأفراد باسم المجاهدين).ما صرح به (العوفي) في اعترافاته التلفزيونية أشرنا له بصراحة في أكثر من مقالة منذ العام 2004،

وما تطلب من بعض أعضاء القاعدة التائبين سنوات طوال لاكتشاف حقيقته، وطبيعة جهادهم المزعوم الذي تخطط له، تديره، وتموله الاستخبارات الأجنبية انكشف أمره لعامة الناس قبل خاصتهم في أيام معدودات. المصيبة أن تأخر اكتشاف بعض زعماء القاعدة خطأ مقاصدهم، وتوجهاتهم الفكرية تسبب في الزج بكثير من الشباب في أحضان جماعات التكفير، وأسقط بعضهم في السجون، لأسباب فكرية صرفة، وربما أنهم لا يستفيدون من المزايا التي سيحصل عليها بعض القياديين والمحرضين نظير تسليم أنفسهم طواعية للجهات الأمنية!. تنظيم القاعدة والاستخبارات الأجنبية عملوا على محورين لتحقيق أهداف مختلفة، وأهداف تتقاطع أحيانا مع توجهاتهم التخريبية. استهداف الاقتصاد الوطني، وضرب منشآت النفط، وتدمير البنية التحتية كانوا ضمن أهدافهم المتقاطعة ولا شك. بُعَيد استهداف مجمع معامل تكرير النفط في مدينة بقيق، كتبت أن استهداف معامل بقيق النفطية التي يمر من خلالها أكثر من سبعة ملايين برميل نفط يومياً لا يعدو أن يكون استهدافاً للاقتصاد السعودي ومحاولة تدمير البلاد من الداخل وأشرت إلى أن الفكر التدميري الذي يحمله الإرهابيون، على الرغم من ظلاميته وخطورته، لا يمكن أن يصل إلى مرحلة متقدمة من التخطيط الإستراتيجي في انتقاء الأهداف وتحقيق الغايات التدميرية الشاملة، على أساس أن العمليات الإرهابية المعقدة التي يُرجى من خلالها تحقيق أهداف سياسية، اقتصادية، وعسكرية متداخلة عادة ما تكون على علاقة مباشرة بمنظمات إرهابية ذات صبغة استخبارية.

وفيما يتعلق بتمويل الإرهاب، وتحت عنوان: (ضرب الاقتصاد واستهداف العلماء) كتبت في (الجزيرة) العام 2007 ما نصه (لا بد أن يكون هناك رابط بين إيرادات خلية التمويل الداخلية، والخارجية، وإن كنت أعتقد أن التمويل الخارجي وإن لم يظهر جلياً، على الأقل بالنسبة لنا، بات مصدراً مهماً من مصادر تمويل الجماعات الإرهابية في الداخل).. وأضفت: (عندما تتشكل الخلايا المتفرقة من مجموعات متخصصة في التمويل والدعم والمساندة، وفرق الاغتيالات، والإعلام والترويج للفكر الضال، والتنسيق الخارجي لتسفير الشباب للمناطق الملتهبة بقصد التدريب والإعداد لتنفيذ عمليات الداخل مستقبلاً، فإن الأمر يتجاوز عمل الجماعات التكفيرية التقليدية إلى الهيئات الاستخبارية الأكثر تنظيما ودقة في توزيع الأدوار، والفصل بين المجموعات والأفراد، وتحديد الأهداف المنتقاة التي تحدث أكبر قدر من الدمار والتأثير في الداخل والخارج، وتساعد تلك الهيئات على تحقيق أهدافها الشيطانية).

وفيما يتعلق بالأهداف الاستخبارية المدمرة التي أدركها بعض أعضاء تنظيم القاعدة متأخرين!، كتبت في مقال سابق لي ما نصه: (استهداف المنشآت النفطية يعني استهداف الاقتصاد وضرب أهم قطاعاته المنتجة، والقضاء على المورد المالي الرئيس، وهو أمر عظيم لا يمكن أن يقف تأثيره عند حاجز التغيير الذي يثيره التكفيريون وتروج له وسائل الإعلام الموجهة، بل يتعداه إلى تدمير الوطن، وإنهاك قواه، وإضعافه، وإعادته إلى عصور الفقر. استهداف المنشآت النفطية الرئيسة أو المساندة في أكبر الدول المنتجة للنفط يثير الهلع العالمي ويضع المملكة في دائرة المراجعات الأمنية الدولية، ويحقق أهداف المخططات الإستراتيجية الشيطانية التي وضعتها قوى الشر، وجندت إرهابيي الجماعات التكفيرية لتنفيذها وفق الخطط الاستخباراتية المتقدمة). بالرغم من اعترافات العوفي، فما زلت أعتقد أن هناك تخطيطاً إستخبارياً يفوق حجمه حجم الدول المشار اليها اللتين ربما أخفتا خلفهما تنظيمات استخبارية أخرى غُيبت عمداً عن مسرح الأحداث.أخيراً.. هل كنا بالفعل في حاجة إلى وقت طويل لاكتشاف خيوط العمل الاستخباري، وأهداف أعداء الأمة الذين نجحوا بكفاءة في إدارة (تنظيم القاعدة) وتوجيه عناصره، باسم الدين، لتحقيق أهداف خارجية لدول تُظهر العداء الدائم للإسلام والمسلمين، وتضمر الشر والضغينة للمملكة، أرض الحرمين وقبلة المسلمين، ومعقل الإسلام السلفي النقي!. العودة إلى الحق خير من التمادي فيه، وما قاله العوفي عن المخططات الاستخبارية، واستغلال أعضاء

القاعدة كدُمى لتنفيذ أهداف خارجية ينبغي أن يُعيد الباقين إلى رشدهم، وأن يُرشدهم إلى الحق، ويساعدهم على تسليم أنفسهم للجهات الأمنية.

F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد