Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/03/2009 G Issue 13333
الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1430   العدد  13333
أضواء
تجاوز العاصفة لإنقاذ القمة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

بدأت القمة العربية الحادية والعشرون التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة بداية جيدة، وأشارت كلمة رئيس القمة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلا أن مداولات القمة ستكون بمستوى ما تناولته كلمة رئيس القمة من محاور، إذ حصر القادة مناقشاتهم وأبحاثهم على المعالجات العملية والعلمية التي تأخذ في اعتباراتها المقاربات الدولية والدراسة المعمقة للمتغيرات والأحداث والأوضاع التي يشهدها العالم وخاصة ما يحيط بالمنطقة من أحداث ومتغيرات.

ولهذا فإن البداية الجيدة التي مثلتها كلمة رئيس القمة قد أشاعت الأمل بأن العرب أو بالتحديد قادتهم ينهجون إلى الواقعية والعلمية والبرغماتية التي تأخذ بها كل القيادات التي حققت نتائج إيجابية لأهداف شعوبها وأنها أقامت بهذه السياسة بناء تنموياً وقدمت إضافات لصالح شعوبها، وبالتالي فإن توجه القادة العرب للأخذ بهذا النهج وهذا الأسلوب هو لمصلحة العرب جميعاً، وهو ما أثار شعوراً بالأمل لدى كل من تابع حفل افتتاح الجلسة الأولى للقمة.

ومع أن هذا الشعور كاد أن يتبدد بعد مداخلة من يريد أن يكون في دائرة الضوء والاهتمام الإعلامي، حتى وإن كان على حساب المصلحة العربية العليا، إلا أن الأمر مرَّ مرور الكرام فتم تجاهل النوايا التي كانت وراء ذلك الاستعراض توافقاً مع مبدأ (عفا الله عما سلف) وإن امتد العفو حتى بعد الإصرار على نبش الخلافات!!.

المهم، عادت القمة إلى (روح التسامح) والأخذ بالنظرة الواقعية، وقد تضمنت كلمات القادة العرب توجهاً صادقاً لمعالجة الأخطاء السابقة، وأهمية بناء مصالحات حقيقية مبنية على معالجة أخطاء الماضي والممارسات التي أدت إلى تلك الخلافات التي حصلت معظمها -إن لم تكن جميعها- بسبب فسح المجال للقوى الإقليمية والأجنبية.

تجاوز (عاصفة حب الظهور) مؤشر جيد على أن القمة في طريقها لتحقيق إضافة (طيبة) للمسيرة العربية، وبخاصة إذا أمكن وضع آلية عملية يلتزم بها جميع القادة العرب، ولا يخرج علينا من يخرق الاتفاقيات ويتجاوز المنطق والذوق العام.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد