هذه المليحة تعفرت..
طائف مسها بكدر..
صغارها المتحركون لاذوا بالفرار
لحق منهم بعضهم
جلدهم بأطراف عصاته
لم يكن يتوكأها
مدها.., فإذا هي بساط ركام
لف المليحة واعتمر
تسيد ليلها
أغطش أضواءها
المليحة صامتة
كل خلية فيها ناطقة
متى ينجلي..؟
إلام ينتهي..؟
ما الذي يخبيء؟
علام يشير..؟
عدٌّ تصاعدي لكومة الأسئلة..
وآخر تنازلي لنبض التوقع..؟
المليحة تتفكر:
تكفهرُّ توجسا..؟
تنقبض تخوفا..,؟
تشنف آذانها لوقع دعسات صغارها..؟
تتبع تسامق سيقانهم إلى أين..؟
تفحص سجلات حصادهم كيف..؟
تلقي على صباحاتهم ومساءاتهم مكبرات بصرها..؟
تسيِّر ذرات بصيرتها خلف خباياهم وتفاصيلهم..؟
المليحة يلفها قلق عميق..
أسئلة من ال(ماذا وراء..).., يفضها ركام من المؤشرات..
طائفها اشتد عوده,
المليحة تترقبه حين تمسي, وتصبح،
لا تملك لصغارها أن تجلي صدرها لهم.. وقد تطهرت من رذاذه، أو اغتسلت من ردائه..
صغارها يتداولون: (اعتمروا الكمامات، توقفوا عندما يقتحم مليحتكم وأنتم تنتشرون, إن كنتم في بيوتكم فاقبعوا لا تتصدوا له، تعلموا كيف تكافحه صدوركم، وتتقيه أنوفكم، بخروا ما حولكم بالماء)..
فما الذي يرطب للمليحة خدها، ويطهر جبهتها.., ويقوى على صده عنها..؟
فأكثروا من الاستغفار
واقرأوا ما انطوى من الأسفار
فقد طاف ويطوف بالمليحة الغبار..............