المجمعة - فهد الفهد -صالح الدهش :
قام صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز ال سعود يوم أمس الأربعاء بزيارة إلى محافظة المجمعة وذلك لإلقاء محاضرة في مدينة المجمعة بعنوان (الثقافة والمتغيرات) التي نظمتها إدارة التربية والتعليم للبنين بمحافظة المجمعة ضمن برنامج النشاط الطلابي الذي تنفذه الإدارة تحت شعار (غالي يا وطني) وقد وصل سموه إلى مدينة المجمعة عند الساعة الحادية عشر صباحاً وكان في استقباله لدى وصوله إلى استراحة البلدية سمو محافظ المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل آل سعود ووكيل المحافظة الأستاذ محمد بن عامر ال خرصان وعدد من أعيان وأهالي المحافظة وبعد استراحة قصيرة شرف خلالها حفل الشاي الذي اعد بهذه المناسبة وعقب صلاة الظهر توجه سمو الأمير تركي الفيصل يرافقه سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل إلى مدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بالمجمعة وكان في استقبالهم لدى وصوله مدير التربية والتعليم للبنين بالمحافظة الدكتور موسى بن عيسى العويس ومدير إدارة التربية والتعليم للبنات بالمحافظة الأستاذ سليمان بن عبدالرحمن الدخيل ومساعد مدير التربية والتعليم للبنين بمحافظة المجمعة الأستاذ ناصر بن احمد الضعيان وعدد من مديري الدوائر الحكومية بالمحافظة ورؤساء المراكز ورجال الأعمال واعيان وأهالي محافظة المجمعة حيث قدم طفل باقة ورد لسموه وبعد استراحة قصيرة في بهو المدينة تشرف خلالها عدد من المواطنين بالسلام على سموه ثم توجه سموه إلى مسرح المدينة حيث بدأت مراسم المحاضرة وذلك بتقديم من الأستاذ ياسر بن بدر الحزيمي ثم ألقى سمو محافظ المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل كلمة قال فيها: عندما ابلغني مدير تعليم محافظة المجمعة عن فكرة المبادرة بدعوة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل لإلقاء محاضرة توعوية يستفيد منها الجميع خصوصاً الحاصلين على بعثات أو منحات دراسية خارج المملكة سررت بذلك وتحمست كثيراً لمعرفتي بمدى ما يتمتع به الأمير من مزايا شخصية ومعرفة وخبرة تراكمت على مر السنين سواء في حياته الشخصية أو مسيرته العلمية والعملية فهو ترعرع في كنف الفيصل ذاك العلم الغني عن التعريف وتلقى تعليمه في ارقي المدارس والجامعات بعدها عين مستشاراً في وزارة الخارجية عاصر خلالها فطاحلة العمل السياسي في المملكة ثم عين رئيساً للاستخبارات بما يقارب 30 عاماً ثم سفيراً للمملكة في بريطانيا فسفيراً في الولايات المتحدة وبعد انقطاعه عن العمل الرسمي لا يزال الأمير يمارس البحوث ويلتقي بالمثقفين من شتى قطاع الأرض ويحاضر في جامعة جورج تاون ويرأس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية.. لذا فسروري هو لتواجده بيننا وحماسي لفكرة إدارة التعليم لدعوته هو وجوب الاستفادة من مثل هذه الشخصيات ذات الخبرات المتراكمة التي لاشك ان استضافتها تعد إضافة فريدة لمزيد من الإثراء للساحة الفكرية والثقافية.
ختاماً لا يسعني ونيابة عن أهالي المحافظة إلا ان أتقدم لسموه الكريم بالشكر والتقدير على تلبيته الكريمة لهذه الدعوة والتي نتمنى ان تعود بالفائدة على الجميع كما نتمنى ان يقضي سموه وقتاً طيباً بين أهله ومحبيه في محافظة المجمعة التي لا شك سعدت بهذا اليوم المبارك باستضافة سموه - حفظه الله في حله وترحاله - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك قدم مدير التربية والتعليم الدكتور موسى العويس المحاضر من خلال كلمة استعرض خلالها الأعمال والمناصب التي سبق وان تولاها سموه وأشاد بعلم والمناصب التي تولاها سموه بعده بدأت المحاضرة التي قال فيها: بداية أشكر صاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل آل سعود، محافظ المجمعة، كما أشكر الدكتور موسى العويس، مدير التربية والتعليم بمحافظة المجمعة، على دعوتي للحديث أمام هذا الجمع المبارك، والشكر موصول لكم أيها الحضور ولجميع أهل محافظة المجمعة، على الحفاوة وكرم الضيافة.
الحضور الكرام، إن العالم اليوم يمر بتحولات وتغيرات عميقة، سواء في العلاقات بين الشعوب أو على مستوى التعامل بين الثقافات والحضارات. وقد صدق من قال إن العالم أصبح قرية واحدة. إن تقلص المسافات بين الشعوب والأمم، والتقدم التكنولوجي الهائل الذي حققه الإنسان في نهاية القرن المنصرم، جعل الجميع يشعر بالانكشاف التام، إذ لم يعد يخفي على أحد الأوضاع التي تعيشها الشعوب والأقطار، كما لم يعد من الممكن حجب تدفق المعلومات والثقافات من كل حدب وصوب، وفي كل الاتجاهات؛ لذلك فُتحت أبواب التأثير والتأثر على مصراعيها، ومن ثمّ فنحن نواجه - كأمة عربية وإسلامية - تحديات حقيقية ومصيرية لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها أو تأجيل التعامل معها إذا أردنا لأنفسنا ولأبنائنا وللأجيال المقبلة الحياة والمشاركة - من موقعنا كأمة لها مميزاتها وتاريخها ومخزونها الحضاري - في الحضارة الإنسانية المعاصرة. فما أهم هذه التحيات؟
التحديات كثيرة وأهمها: أولا: المحافظة على التميز الحضاري: إن شدة الاحتكاك والتداخل بين الثقافات، والانفتاح على الآخر، الذي فرض نفسه على الجميع، لم يعد خيارا مثلما كان الأمر في السابق، ينبئ في الحقيقة بخطر اضمحلال وذوبان الطرف الثقافي الضعيف في بوتقة الطرف الأقوى حضاريا وثقافيا. ونحن كعرب ومسلمين، نعد من الأمم النامية، إذا نظرنا إلى ذلك من زاوية الإنتاج والإبداع الثقافي. ويمكن أن نستعرض بعض الأرقام التي توحي بعمق الأزمة التي تعانيها الشعوب العربية، وموقعها في العالم. فالمواطن العربي يقرأ سنويا 4 صفحات فقط، في حين يقرأ الأمريكي 11 كتابا، والأوروبي أكثر من 30 كتابا، وقد يصل متوسط القراءة في إسرائيل إلى 40 كتابا سنوياً.. وعدد الكتب التي تترجم في العالم العربي سنويا لا يتجاوز 330، وهو خُمْسُ ما يُتَرْجَمُ في اليونان. ويُقَدَّرُ عدد الكتب التي تُرجمت في الألفية كلها إلى اللغة العربية بعشرة آلاف كتاب، وهو رقم يعادل ما يُتَرْجَمُ سنويا إلى الإسبانية. أما المنشورات في العالم العربي فهي لا تمثل سوى 1% مما يُنْشَرُ في العالم. وأما نسبة العرب الذين يطمحون إلى الحصول على تعليم متقدم فهي 8% فقط، في حين هي 91 % في كوريا، و72% في أستراليا؛ لذلك يصل عدد الأميين الذين تكون أعمارهم فوق 15 سنة 40 مليوناً في العالم العربي من إجمالي عدد سكان يقدر بـ320 مليوناً. وهذه إحصاءات حديثة. إنها أرقام مخيفة وتعكس صورة الثقافة والتعليم في أمة أطلق عليها أمة (اقرأ)، ويفترض أن تكون (خير أمة أخرجت للناس)، بل تشير بعض الأرقام إلى أن من الكتب التي تنشر في العالم العربي (بلغات أجنبية وتتناول قضايا العالم العربي وواقعه بطريقة علمية)، يُباع منها في إسرائيل ضعف ما يباع منها في العالم العربي كله.
هذه أرقام تكشف أننا أمة غير قارئة، وغير منتجة، وهي من ثمَّ غير مُبدعة. هذه المواصفات تؤدي حتما إما إلى الانكفاء على الذات الحضارية، خوفا من الثقافة الوافدة، ثقافة الآخر، وهو ما يؤدي إلى الجمود، والموت، وإما إلى الافتتان بثقافة الآخر، والتواكل عليه، والتحول إلى أمة مستهلكة في كل المجالات، وهذا أيضا منذر بالموت الحضاري، بما يعنيه ذلك من ذوبان في الآخر الغالب. إنه التحدي الأصعب الذي واجهته الأمة العربية بعد أن تمكنت في القرن الماضي من مواجهة الاستعمار المباشر، فهل تنجح اليوم في مواجهة الاستعمار الثقافي؟ بنفض السلبية التي نحن عليها، ونبذ عدم القدرة على النهوض كي نتحول إلى طرف فاعل ومؤثر في الحضارة الإنسانية المعاصرة.
إن التميز الحضاري يعني إدراك الخصوصيات التي تم اكتسابها عبر التاريخ، وعوامل القوة والفعل الحضاري التي أكسبتنا في الماضي قدرةً على الريادة في العالم في دورة حضارية دامت قروناً عدة. ونحن اليوم نفتخر ونعتز بها، ونتمنى لو نتمكن من استعادتها لاحتلال موقع مميز على الساحة الحضارية العالمية.
إن هذا يعني قدرتنا اليوم على قراءة مسار نهوضنا كأمة في الماضي، وكذلك الجرأة على إدراك عوامل السقوط الحضاري الذي أصابنا بعد ذلك. ولعلها أسئلة طُرِحَتْ في العالم العربي منذ القرن13هـ، ووُجِدت لها أجوبة عدة، إلا أن ذلك لم يساعد كثيرا في تغيير الواقع المرير الذي نرى ثقافتنا عليه اليوم.
إلى جانب ذلك، يمكن أن نتساءل: إلى أي مدى يمكن لثقافتنا اليوم أن تجيب على الأسئلة المتعلقة بالتفوق الحضاري الغربي، والآسيوي؟ إن إدراك أسباب وعوامل قوة الآخرين قد تساعد في كشف أسباب ضعفنا كأمة غير قادرة، إلى اليوم، على اللحاق بالركب الحضاري العالمي. توجد أجوبة كثيرة منتشرة هنا أو هناك، تختلف في موضوعيتها، وعمقها وقدرتها على الإقناع، لكنها لم تُسْهِم في تغيير جذري لواقع التخلّف الذي نحن عليه. ولازلنا ننتظر حقيقة الأجوبة المقنعة لكل الأسئلة المتعلقة بثنائية التخلف والتقدم. لأن مثل هذه الأجوبة يعني حتما السير قدماً تجاه الحفاظ على هوية حضارية إيجابية ومُبدعة.
إن دراسة التاريخ الحضاري لأمتنا يجب أن يكون من منظور ثنائية الاحتفاظ والتجاوز. أي أن نؤكد الثوابت التي تميزنا كأمة، ونحافظ عليها ونقوم بتنميتها، مع تجاوز كل ما يمثل صيغة تاريخية مؤقتة في تاريخ الأمم وحضارتها.
ثانياً: مواكبة العصر: (لا تُقسِروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم). قد يعلم الجميع هذا الأثر الذي ينسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب، أو الإمام علي رضي الله عنهما، لكن إلى أي مدى نحن نعمل به في حياتنا اليوم.
إن تجاوز كل ما يندرج ضمن الصيغ التاريخية المؤقتة في حضارتنا يُسهم في مواكبتنا للحضارة المعاصرة. لأن ذلك سيحررنا من عبء الماضي وثقله الذي يشدنا إلى الوراء ولا يدفع بنا إلى الأمام. كما يخلصنا من عقدة (ليس بالإمكان أبدع مما كان). فهذا العصر له علومه، ومتطلباته وشروطه، ولا بد من التعامل معه على هذا الأساس من موقع اقتحامي جريء وشجاع، وبعقلية أن الذي أبدع هذه العلوم، وهذه التقنيات الحالية ليس بأفضل منّا، ولا هو أقدر منّا، إنما هي ظروف تاريخية جعلته في هذا الموقع الذي يحتله، وجعلتنا نحن في هذا الموقع الذي وجدنا أنفسنا فيها على مستوى الخريطة الحضارية للبشرية اليوم. إن مواكبة العصر تتطلب التحرر من عقدتين، الأولى: الإنشاد إلى الماضي والعيش تحت وطأة حقيقة أننا كنا يوماً ما أمة رائدة، يُخشى أن يتحول إلى عامل شد إلى الوراء، إذ إن هذا الإحساس بالتفوق في الماضي المصحوب بعجز عن التفوق في الحاضر قد يمنح الإنسان راحة نفسية وهمية، وتضخماً في الذات التاريخية كتعويض عن العجز الحاضر. فالثقافة القوية هي التي تُمَكِّن صاحبها من جذور يفتخر بها، وهُوية مميزة، لكنها أيضا لا تعوق تقدمه وتخطيه المواقع السلبية التي احتلها على الخريطة الحضارية العالمية اليوم. أما العقدة الثانية فهي الافتتان بالآخر، والإحساس بالإحباط والعجز أمام إنجازاته.
والسؤال الآن كيف يمكن للتعليم أن يساعد في دفع هذه التحديات؟
هنا تحضرني كلمة قالها الملك فيصل (رحمه الله) عندما افتتح كلية البترول والمعادن (جامعة الملك فهد اليوم) يوم 8 شوال 1384هـ: (ليس مهمّاً أن نبني المعاهد، ولا أن نحتفل بافتتاح المعاهد، ولكن المهم أن نسعى جهد طاقتنا في أن نستفيد من هذه المعاهد، وأن نحقق آمال أمتنا فينا، وأن نجد بين أبنائنا الطموحين من يسعون إلى مستقبل زاهر بكل ما أوتوا من قوّة وتفان في سبيل خدمة دينهم ووطنهم وأمّتهم).
إنه على الرغم من استمرار انتشار الأمية في العالم العربي، إلا أنه يمكن القول أن التعليم قطع أشواطا كبيرة من حيث الانتشار ومواكبة التطورات التربوية والتقنية الحديثة. ففي مرحلة التأسيس الأولى للتعليم في العالم العربي تم التأكيد على الكم وليس الكيف، وذلك للقضاء على الجهل ورفع المستوى الذهني والفكري للمجتمع، باعتبار ذلك أحد شروط النهوض والتقدم.
لكن بعد عقود من انتشار التعليم الحديث في ربوع العالم العربي لا بد من وقفة للتقويم والتساؤل حول إذا كان من الضروري مواصلة الاهتمام بالكم، أم أنه حان الوقت للتفكير في الكيف.
من جهة ثانية يبدو أن بعضنا لا يزال يعتمد طرقا وأساليب قديمة في التعليم، كالتركيز على الحافظة، واجترار الكم الهائل من المعلومات والمعطيات، في حين أننا نعلم أن الدور الأساسي للتعليم يتمثل في تطوير المواهب والمهارات عن طريق تنمية المدارك العقلية لدى الطالب، مما يعني تنمية الحس النقدي والإبداعي لديه حتى يكون مواطناً صالحاً، منتجاً، مستقلاً، معتمدًا على ذاته، صاحب شخصية متوازنة، قادراً على فهم واقعه، مستوعباً لتحديات عصره. وهذا يتطلب متابعة حثيثة للتطورات العلمية والتقنية، وتحديثاً مستمراً للمناهج وطرق وأساليب التدريس.
كما لا يمكن أن يستمر التعليم في تجاهل متطلبات العصر وحاجات المجتمع وسوق العمل، وإلا ستكون المخرجات عبارة عن أعداد من العاطلين عن العمل، وطاقات معطلة، ينؤ بها كاهل المجتمع، مع ما يعنيه ذلك من مشكلات اجتماعية خطيرة.
المسألة الأخرى تتمثل في وجوب التوازن بين النظري والعملي. لقد تضخم الجانب النظري في تعليمنا إلى درجة خطيرة، بحيث تم تجاهل الجوانب التطبيقية، مما يولد عجز الطالب في الانتقال إلى الحياة المهنية والعملية. وهذا قد يُوجِدُ شخصية مصابة بالانفصام والقطيعة مع المجتمع والواقع. ويمكن البدء في الجوانب التطبيقية في أثناء المرحلة التوجيهية ثم الجامعية، بحيث يُحَفِّز ذلك الطلبة إلى المشاركة في هذا الجانب لكي ينالوا شهاداتهم التوجيهية والجامعية من خلال المناهج المعتمدة في المرحلتين.
وفي الختام يمكن القول إن معالجة التعليم في ضوء هذه الأفكار سيؤدي حتما إلى تعزيز الثقة بالذات الحضارية، وغرس وتنمية قِيم الخير وحُب العمل، والمواطنة لدى الطالب، ويجعل من التطلع إلى مستقبل أفضل، وحياة كريمة.
ولكل مشاهد اليوم لوضعنا التعليمي لا بد أن يتفاءل بأن المستقبل سوف يكون أفضل من الحاضر، فالمشاريع التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لكفيلة بالارتقاء بمستوى التعليم إلى العُلى. فهناك مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، وهناك مِنَح خادم الحرمين الشريفين للابتعاث للخارج، وهناك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. إن هذه المشاريع غيض من فيض، تؤكد التزام قيادتنا الرشيدة بتوفير مستقبل زاهر لأبنائنا وبناتنا على درب الخير والعطاء. ولكي نصبح شعباً معطاءً يدلي بدلوه في مشاركة بني البشر للارتقاء بالإنسانية.
وبعد نهاية المحاضرة أجاب سموه على أسئلة واستفسارات الحضور عقب ذلك شرف سموه والحضور حفل الغداء الذي أقيم بهذه المناسبة.
سموه في جولة على الأماكن السياحية والأثرية
بعد ذلك قام سمو الأمير تركي الفيصل يرافقه سمو محافظ المجمعة بجولة على الأماكن الأثرية والسياحية بمدينة المجمعة حيث زار وقف الملك عبدالعزيز (السوق القديم)، وكان في استقباله مدير الآثار والمتاحف بالمحافظة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الربيعة ثم توجه إلى مدرسة احمد الصانع القديمة وشاهد اماكن الدراسة وبعض المخطوطات القديمة وقدم خلالها مدير التعليم هدية الإدارة لسموه ثم زار سموه قلعة المرقب حيث صعد إلى الاعلى وشاهد مدينة المجمعة عقب ذلك توجه إلى مزارع الجو وشاهد فعاليات الصدر والدواسه والفلاحه وتذوق بعض الاكلان الشعبية التي تم عرضها بعدها زار سموه سد المجمعة الكبير ثم غادر مدينة المجمعة عند حوالي الساعة الخامسة بعد العصر مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
سموه لـ«الجزيرة»:
وفي تصريح خاص لـ(الجزيرة) قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز لقد سعدت بهذه الزيارة واشكر الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة ومدير التعليم على كرم الضيافة وعلى دعوتهم لي لإلقاء هذه المحاضرة على الطلبة وبعض أهالي واعيان محافظة المجمعة.. وان ما لقيته من حسن الاستقبال وكرم الضيافة يفوق كل المعايير والمستويات ولا شك ان اهل المجمعة معروفين بكرمهم وحسن استضافتهم للآخرين وما شاهدتة من معالم اثرية في المجمعة وبالتحديد في المدينة القديمة والقلعة المقام قديما لحمايتها يبشر بالخير كمعقل للسياحة في وسط نجد كما انني سعدت بمشاهدة المياه الجارية في الوادي التي ان شاء الله تدل على مزيد من الخير في المستقبل
وعن جائزة الملك فيصل التي ستقيم حفلها السنوي يوم السبت القادم قال سموه ان أقامة حفل جائزة الملك فيصل هي مناسبة نتطلع في كل عام وستتشرف الجائزة هذا العام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لها وهناك كوكبة من العلماء وذوي المعرفة الذي نالوا الجائزة سيكرمون في تلك الأمسية بإذن الله ستستمر الجائزة في العطاء الذي بذلته خلال العقدين الماضيين.