واشنطن - الجزيرة - وكالات
دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الثقة الدولية بالدولار والاقتصاد الأمريكي رافضاً الفكرة الصينية الداعية إلى اعتماد عملة احتياط عالمية جديدة. وقال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس: (في ما يتعلق بالثقة بالدولار والاقتصاد الأمريكي وتابع: ألاحظ أن الدولار قوي جداً حالياً وأضاف: سبب قوة الدولار حالياً تعود إلى أن المستثمرين يعتبرون أن اقتصاد الولايات المتحدة هو الأقوى في العالم مع نظام سياسي هو الأكثر استقراراً في العالم.
ورفض أوباما الدعوة إلى اعتماد عملة احتياط دولية تحل محل الدولار كان طالب بها البنك المركزي الصيني. وقال: لا أعتقد أننا بحاجة لعملة شاملة، وكان حاكم المصرف المركزي الصيني تشو كسياوشوان دعا إلى اعتماد عملة جديدة للاحتياطات الدولية بدل الدولار في نظام يوضع تحت إشراف صندوق النقد الدولي.
وأوضح في نص نشر على موقع المصرف الإلكتروني أن الهدف هو إنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد لا يتأثر بسهولة بسياسات بعض البلدان. والصين مرتبطة بالنظام الحالي الذي يهيمن عليه الدولار وتتابع عن كثب نتائج سياسات إنعاش الاقتصاد التي تقرها إدارة باراك أوباما وما قد ينتج عنها من عواقب على الاحتياطي الصيني من العملات الأجنبية.
وأبدت الصين مراراً مخاوف على مستقبل احتياطها من العملات الأجنبية الذي تقارب قيمته ألفي مليار دولار لاسيما وأن قسماً كبيراً منه بالدولار. وقال تشو إن اعتماد عملة جديدة للاحتياطات تلقى قبولاً واسعاً قد يستغرق وقتاً طويلاً لكنه أضاف أنه يجدر بالأسرة الدولية وخصوصاً صندوق النقد الدولي في المستقبل القريب أن تواجه على الأقل المخاطر الناتجة عن النظام الحالي وتقوم بعمليات مراقبة منتظمة وتقييم.
وأوصي تشو في هذا الإطار باعتماد (حقوق السحب الخاصة) التي لها (القدرة) على التحول إلى (عملة احتياط تتخطى العملة الوطنية)، وهي فكرة سبق وطرحها رجل المال جورج سوروس عام 2002 وإنشأ صندوق النقد الدولي حقوق السحب الخاصة المرتبطة بسلة عملات عام 1969 لتكون بمثابة أصول للاحتياطي العالمي، من أجل استكمال احتياطات دوله الأعضاء في وقت لم يعد عرض الذهب والدولارات كافياً. ورحب صندوق النقد الدولي الثلاثاء بالفكرة الصينية.
وقال مساعد المدير العام جون ليبسكي إنه اقتراح جدي. لا أعتقد أن الذين قدموه يعتبرونه مسألة ملحة ولكن بالأحرى مسألة على المدى الطويل تستحق أن تدرس وتبحث بشكل جدي. وأعرب أوباما أمس عن ثقته في الحصول على (دعم قوي) من قبل الأمريكيين والكونغرس تجاه هيئة جديدة لضبط النظام المالي تطالب بها إدارته وتكلف خصوصاً بتمويل المؤسسات المالية غير المصرفية. وقال: أعتقد أننا سنحصل على دعم قوي من الأمريكيين والكونغرس لمثل هذه الهيئة. وطالب وزير الخزانة تيموثي غايتنير ورئيس البنك المركزي الفدرالي بن برنانكي بإنشاء مثل هذه السلطة.وأعلن غايتنر أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب (ينبغي أن ننشىء هيئة جديدة توكل إليها سلطة تصفية بما يسمح للحكومة الفدرالية بأن تتمتع بالأدوات التي تحتاج إليها لتصفية مؤسسة بحجم وتركيبة ايه آي جي)، مجموعة التأمين الأولى في العالم التي انقذتها الدولة عبر ضخ أكثر من 170 مليار دولار في صناديقها وحث أوباما الأمريكيين على طرح أسئلتهم بشأن الاقتصاد عبر الإنترنت وقال إنه سيجيب بنفسه على بعضها في بث مباشر من خلال الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض يوم الخميس.
وقال أوباما في رسالة بالفيديو بثت في موقع البيت الأبيض على الإنترنت هذه تجربة.. لكنها أيضاً فرصة لي للنظر عبر جهاز الكمبيوتر والتعرف بشكل عام على ما يهتم به الأمريكيون في أنحاء البلاد.وستكون هذه أول جلسة للبيت الأبيض والذي وعد في عهد إدارة أوباما باستخدام التكنولوجيا في جعل الحكومة أكثر عرضة للمساءلة.
وسيستطيع المشاركون طرح أسئلتهم عبر رسائل نصية أو تسجيلات بالفيديو والتصويت للأسئلة التي يرغبون في أن تحظى بأولوية للإجابة عليها. وسيجيب أوباما على بعض الأسئلة التي يرشحها المشاركون صباح يوم الخميس.
واستخدم معاونو أوباما نهجا مماثلا (للتواصل مع المجتمع) قبل أن يتولى الرئاسة لوضع قائمة بأكثر القضايا التي يهتم بها الأمريكيون. وتصدرت هذه القائمة طلباً لعدم تجريم تعاطي الماريوانا.
وطلب موظفو البيت الأبيض من المشاركين أن يحترموا آراء الآخرين وأن يستخدموا لغة غير جارحة.
وتطرقت بعض الأسئلة التي طرحت على أوباما إلى استخدام المقاولين من الباطن والدعم الحكومي لأصحاب المنازل والقطاع المالي واستخدام الإعفاءات الضريبية في حزمة إجراءات التحفيز الاقتصادي.
وعلي صعيد قمة مجموعة العشرين توقع أوباما (إطاراً) لحل مشاكل النظام المالي محذراً من أن الاجتماع لن يحل جميع المشاكل. وشدد على أهمية إيجاد (إطار تنظيمي) لتدفق الرساميل والأدوات المالية التي قد تشكل خطراً على النظام برمته.
وتساءل أوباما كيف يمكن الوصول إلى هذا الأمر، هل يجب أن يكون هذا الأمر قضية كل حكومة وطنية وننسق في ما بعد بطريقة فعالة خارج الحدود.. أعتقد أن هذه الأمور تتطلب المزيد من العمل.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن هذه المسائل ستبحث في قمة مجموعة الـ20 في الثاني من إبريل في لندن وأنه سيجري قبل ذلك محادثات هاتفية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وأضاف: أتوقع إذن أن تضع مجموعة الـ20 إطاراً لمعالجة سلسلة من المسائل المتعلقة بالتنظيم المالي. لن تحل جميع هذه المسائل على الفور. الكثير منها تقني جداً.
وقال أوباما أيضاً لنا ملء الثقة وسننجح في استقرار النظام المالي بالتشاور مع الاقتصادات الكبرى الأخرى وفي وقت طالب فيه ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل مؤخراً في رسالة مشتركة بأهندسة مالية شاملة، تحدث أوباما عن تنسيق السياسات الوطنية، وأشار إلى أن إدارته تعمل على تنظيم جديد.