سرت الهمهمة بين الناس، ثم انخرطوا في تصفيق عاصف وهم يشاهدون ما يفعله (كامبل إيرد) بذراعه الإلكترونية. الاحتفالية بثتها جائزة جينيس للأرقام القياسية عبر التلفزيونات، مما جعل العالم كله يشهد الإعجاز العلمي بأول ذراع إلكترونية رقمية لبشر في التاريخ.

أخبار العلم تأتي إلينا كل يوم بعطاء تقني جديد لتحسين أحوال البشر: عيون إلكترونية تساعد فاقدي الإبصار، أجهزة تنظيم لضربات القلب يتم استزراعها لمن يعانون من اضطراب النبضات، شرائح ذكية تحت الجلد لمتابعة الحالة الصحية لبعض المرضى عن بعد، هذا فضلا عن الأجهزة التقنية الرقمية المستعملة حاليا التي تراقب ضغط الدم والتنفس ونبضات القلب والوظائف الحيوية للجسم، وكذلك الأجهزة المساعدة في التصوير التشخيصي والأشعة العلاجية التي تفيد من علوم الحاسوب ومعطياته المدهشة.

طبعا كل ما تسعى إليه التقنية لا يغني أبدا عن أعضاء الإنسان الطبيعية، فتلك هي الخلقة في أحسن تقويم، لكن التقنية تتدخل فقط لتخفيف الآثار السلبية من تعطل أو غياب العضو الطبيعي.

وفي فترة ماضية كانت الأعضاء الصناعية قليلة الذكاء، ولا تشمل أعضاء معقدة كالمفاصل والأيادي. لكنها كانت تجتهد لمحاكاة أجزاء كالساق أو القدم، أما التقنية الآن فتحاول المساعدة في الجوانب الأصعب.

ومن العجيب أن الأمر لم يقف عند حدود الاستعانة بالبدائل الإلكترونية والحاسوبية في تعويض الإنسان لما يفقده من أعضائه أو حواسه، فقد امتد الأمر إلى اختراع الروبوتات التي تقوم بإجراء العمليات الجراحية الدقيقة وبإتقان كامل.

لكن أعجب ما تناقلته أجهزة الإعلام مؤخراً استخدام مهندس كمبيوتر فنلندي لأصبع بديل عن أصبعه الذي تم بتره في حادث سير. والجديد في الأمر أن الأصبع البديل يعمل في اتجاهين، الأول سد الفراغ الذي أحدثه الأصبع المبتور، والثاني هو احتواؤه على شريحة (يو اس بي) يمكن من خلالها تخزين المعلومات، وبالتالي يمكن وصله بالكمبيوتر والاستفادة من محتواه أو تزويده بأي محتوى حاسوبي متاح.

المهندس الفنلندي لن يكون سعيدا بأصبعه الصناعي مثل سعادته بأصبعه الحقيقي، لكنه سيجد بعض العزاء في الأصبع الجديد حين يستعين بالـ(يو إس بي)، ويستفيد من عطائه الحاسوبي المبهر.